الارشيف / حال قطر

المدير التنفيذي بمعهد الدوحة للدراسات العليا : نحتفل غدا بتخريج الفوج السابع وسط إنجازات عززت مكانة المعهد وسمعته عالميا

الدوحة - سيف الحموري - يحتفل معهد الدوحة للدراسات العليا غدا "الخميس" بتخريج الفوج السابع من طلبة الماجستير، وسط جملة من الإنجازات التي تحققت على مدى السنوات الثماني الماضية على مختلف الصعد الأكاديمية والمؤسسية والتنظيمية.
وقالت السيدة إيمان عبدالله السليطي المدير التنفيذي للقطاع الإداري والمالي بالمعهد، في مقابلة مع وكالة الأنباء القطرية "قنا"، إن حفل التخريج هو تقليد سنوي يتم التحضير له في وقت مبكر ليخرج في أبهى حلة ويليق بسمعة المعهد ومكانته في المجتمع الأكاديمي والعلمي، ويرضي طموحاتنا كإدارة ويسعد الخريجين في المقام الأول.. مضيفة "أن الاحتفال بهذا الفوج هو احتفال بإنجازات شملت مختلف القطاعات عززت مكانة المعهد وسمعته محليا وعربيا وعالميا".
وأوضحت أن عدد خريجي الفوج السابع يصل إلى 186 خريجا وخريجة، منهم 121 في كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية و65 في كلية الاقتصاد والإدارة والسياسات العامة، ليصل عدد خريجي المعهد منذ تأسيسه إلى 1040 خريجا وخريجة من أكثر من 50 دولة حول العالم، وبعضهم يكمل الآن دراسة الدكتوراه في جامعات عالمية مرموقة.
وأفادت السيدة السليطي بأن هناك 93 مبتعثا من طلبة الفوج السابع ضمن منحة صندوق قطر للتنمية وذلك في إطار برنامج دولة قطر للمنح الدراسية للطلبة الدوليين، معربة عن فخر المعهد بتخريج هذه الكوكبة النيرة من الطلبة، المؤهلين بالعلم والمعرفة، والقادرين على الإسهام والتصدي لاحتياجات بلدانهم ومجتمعاتهم وتنميتها.. مهنئة جميع الخريجين ومتمنية لهم تحقيق المزيد من النجاحات والتوفيق في مسيرتهم الأكاديمية والعملية.
ونوهت إلى الإنجازات التي تحققت خلال السنوات الأخيرة على مختلف الصعد الأكاديمية والبحثية والمؤسسية والتنظيمية لتحقيق غاية هذه المؤسسة، وهي تأهيل كوادر تستجيب لتطلعات واحتياجات منطقتنا العربية.. وقالت "يعمل المعهد على تأهيل باحثين قادرين على الإسهام في إنتاج المعرفة وفق المعايير العالمية، ومهنيين متمكنين في المهارات المتقدمة في تخصصاتهم، وقياديين قادرين على الاستجابة لحاجات العالم العربي في التنمية المستدامة، والنهوض الفكري والاجتماعي".
وأشارت إلى أن معهد الدوحة للدراسات العليا يتبنى تكامل التعليم والتعلم مع البحث العلمي، مع مراعاة تكامل التخصصات ومحورية الطلاب في العملية التعليمية، ويوفر لمنتسبيه الحرية الأكاديمية، مع التأكيد على قيم النزاهة والمهنية.
وتحدثت المدير التنفيذي للقطاع الإداري والمالي عن التطور الذي شهده المعهد منذ تأسيسه في العام 2015 كمؤسسة مستقلة للدراسات العليا.. مبينة أن هذه المؤسسة الأكاديمية بدأت بعدد محدود من التخصصات والمرافق والأقسام لكنها اليوم تشهد توسعا كبيرا وزيادة نوعية في البرامج الأكاديمية التي تلبي حاجة الدولة والمنطقة بشكل عام وتستجيب للتحديات الدولية.
كما نوهت إلى زيادة عدد المرافق الخدمية بالمعهد وتطور بنيته التحتية التي تخدم كافة الطلبة والباحثين وأعضاء هيئة التدريس والموظفين، وتعزز التعاون بين المعهد وغيره من المؤسسات التعليمية والمجتمعية بالدولة.
وقالت إن المعهد بالرغم من عمره القصير إلا أنه أثبت مكانته كصرح علمي مرموق على المستوى العربي والعالمي.. مضيفة أن هذا التميز ساهم في تأهيل المعهد للحصول على الاعتماد الدولي" مراجعة الجودة الدولية" من قبل هيئة ضمان الجودة (Quality Assurance Agency) بالمملكة المتحدة، ليصبح أول مؤسسة أكاديمية في دولة قطر تحصل على الاعتماد المؤسسي من قبل هذه الهيئة.
وأشارت إلى أن قرار الاعتماد شمل تحديد ثمانية مجالات تميز في الأداء بالمعهد، باعتبارها تستحق تنويها خاصا بجودة الأداء فيها، والمتمثلة في "التأثيرات الاجتماعية والثقافية المهمة للبرامج التي يطرحها المعهد"، و"الاستثمار الاستراتيجي النوعي في رأس المال البشري لضمان تحقيق مركزية الطالب في مجال التعليم والتعلم"، و"الدعم المتوفر للطلاب بما في ذلك الدعم المتخصص"، و"المجموعة الواسعة من موارد التعلم والبيئة التعليمية عالية الجودة المتاحة للطلاب"، و"النهج الفعال المتبع تجاه ملاحظات الطلاب"، و"دعم الطلاب للنشر في المنابر المتميزة عالميا".
ويقدم المعهد، برامج الماجستير والدكتوراه في كليتين هما كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية، وكلية الاقتصاد والإدارة والسياسات العامة، معتمدا اللغة العربية كلغة أساس للدراسة والبحث، مع اشتراط إتقان الإنجليزية.
وتتضمن كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية وهي الأكبر من حيث التخصصات وأعداد الطلبة، 13 برنامجا تتمثل في الفلسفة، والتاريخ، والأدب المقارن، واللسانيات والمعجمية العربية، والعلوم السياسية والعلاقات الدولية، وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا، والإعلام والدراسات الثقافية، والصحافة، وعلم النفس، وعلم النفس الإكلينيكي، والعمل الاجتماعي، وإدارة النزاع والعمل الإنساني، والدراسات الأمنية النقدية، وحقوق الإنسان.
أما كلية الاقتصاد والإدارة والسياسات العامة فتقدم برامج الماجستير في الإدارة العامة، والسياسة العامة، واقتصاديات التنمية، إضافة إلى الماجستير التنفيذي في الإدارة العامة والماجستير التنفيذي المزدوج في الإدارة العامة وإدارة الأعمال، في شراكة مع المعهد الأوروبي للإدارة والتكنولوجيا في برلين.
وكانت الكلية قد أطلقت برنامج الماجستير التنفيذي في الدراسات الدبلوماسية والتعاون الدولي للعام الأكاديمي 2020 / 2021 ، حيث يستقبل البرنامج طلابا من دبلوماسيي وزارة الخارجية بموجب مذكرة تفاهم مع المعهد الدبلوماسي التابع للوزارة.
وأفادت السيدة إيمان السليطي أن عدد الطلبة المقبولين هذا العام في الكليتين بمختلف تخصصاتهما، يصل إلى 306 طلاب من الجنسين، تبلغ نسبة القطريين نحو 30 في المئة موزعين على 18 برنامجا في كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية وكلية الاقتصاد والإدارة والسياسات العامة.. لافتة إلى أن معهد الدوحة ومنذ تأسيسه عام 2015 استقبل لغاية الآن أكثر من 61 ألف طلب قبول في المعهد.
وفي هذا السياق، أكدت أن المعهد يعمل دائما على استقطاب خيرة الطلاب وأميزهم قطريا وعربيا ودوليا، وأن المقبولين سواء في الماجستير أو الدكتوراه هذا العام خضعوا للمعايير الأكاديمية التي يتبعها المعهد عند قبول الطلبة، ويشمل ذلك على سبيل المثال لا الحصر عملية فحص وتثبت دقيقة من القدرات الأكاديمية، وإجراء مقابلات شخصية معهم، وغيرها من الشروط الأخرى.
وأوضحت السيدة إيمان السليطي أن المعهد بدأ ببرامج الماجستير، قبل أن يعلن في نوفمبر من العام 2021، عن بدء استقبال طلبات الالتحاق ببرامج مسار الدكتوراه.. مشيرة إلى إطلاق ثمانية برامج في هذا المسار تتمثل في اقتصاديات التنمية، الإدارة العامة، العلوم السياسية والعلاقات الدولية، اللسانيات والمعجمية العربية، التاريخ، علم الاجتماع، الدراسات الإعلامية، الدراسات الأمنية النقدية.
وأكدت أن برامج الدكتوراه تأتي تجسيدا لرسالة المعهد التي تتمحور حول إنتاج المعرفة في العلوم الاجتماعية والإنسانية والإدارية باللغة العربية كلغة رئيسة، وبدون إغفال دور اللغات الأخرى في بلوغ هذا الهدف.
وأضافت أن مسار الدكتوراه يهدف إلى تدريب أجيال من الباحثين القطريين، والعرب، والطلاب الآخرين الراغبين في الالتحاق بهذا المسار لتمكينهم من متابعة دراساتهم أو الانخراط في تطوير مجتمعاتهم في تخصصاتهم المختلفة.
كما نوهت بأن هذا المسار يتيح تخريج مجموعة من الباحثين المتعمقين على أعلى مستويات التأهيل العلمي في تخصصاتهم، ومعززا في الوقت ذاته قدرات المعهد على المساهمة في إنتاج المعرفة باللغة العربية.
وأكدت أن المعهد يعطي أولوية في القبول للطلبة القطريين وللطلاب العرب، خصوصا المقيمين في قطر لكن معايير القبول واحدة، وهي أن يكون الطالب قد تخرج بالبكالوريوس بدرجة جيد فما فوق، ويجيد اللغة العربية، ولديه مستوى جيد في اللغة الإنجليزية، وذلك وفق أسس تنافسية.
ولفتت إلى أن معهد الدوحة للدراسات العليا يقدم عددا من المنح الدراسية سنويا، لاستقطاب الطلاب المؤهلين أكاديميا من داخل دولة قطر وخارجها.. وقالت إن المنح المقدمة تتنوع فبعضها يمنح على أساس الجدارة الأكاديمية، والبعض الآخر يكون على أساس الحاجة المادية.
ومن المنح التي ذكرتها السيدة إيمان السليطي، منحة (تميم) وهي المنحة المبنية على الجدارة الأكاديمية ومخصصة للطلاب القطريين والدوليين الأكثر تميزا في قطر والعالم العربي، وتغطي الرسوم الدراسية، والسكن بنسبة 100 في المئة، إضافة إلى تأمين صحي ومخصصات شهرية. وأشارت إلى النوع الثاني وهي منحة (سند) والمبنية على حاجة الطلاب المادية، ومخصصة للطلاب القطريين والدوليين والمقيمين في قطر، وتغطي من 10 إلى 100 في المئة بالنسبة للطلاب القطريين، وكذلك بالنسبة لرسوم الطلبة المقيمين بالدولة.
وأكدت المدير التنفيذي للقطاع الإداري والمالي بمعهد الدوحة للدراسات العليا، في ختام مقابلتها مع وكالة الأنباء القطرية "قنا"، أن الإنجازات التي حققها المعهد ما كان لها أن ترى النور دون الدعم الذي تقدمه الدولة لهذا الصرح الكبير، فضلا عن توفير بيئة تحفز على الإبداع وتنهض بحرية الفكر والبحث بما يخدم المجتمع المحلي والعربي، والعالمي أيضا.

Advertisements

قد تقرأ أيضا