الارشيف / حال قطر

د. أحمد بن محمد لـ العرب: ندعم الباحثين القطريين وندعوهم لتقديم إنتاجهم إلى «الأوقاف»

  • 1/2
  • 2/2

الدوحة - سيف الحموري - عقدت إدارة البحوث والدراسات الإسلامية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، مساء أمس، ندوة فكرية ثقافية، في قاعة مركز عبد الله بن زيد الثقافي الإسلامي، شارك فيها كل من الدكتور عبد السلام رياح من المغرب وهو الفائز بجائزة «الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني الوقفية العالمية المحكّمة»، والأستاذ الدكتور عبد القادر جدي، أستاذ الفقه المعاصر، في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، بجامعة قطر.
وقال الدكتور الشيخ أحمد بن محمد بن غانم آل ثاني مدير إدارة البحوث والدراسات الإسلامية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في تصريحات خاصة لـ «العرب» على هامش الندوة: جائزة «الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني الوقفية العالمية المحكّمة» أقدم وأكبر جائزة محكمة في دولة قطر، وتأتي ندواتها تتويجاً للفائزين وتكريماً لهم، واعطاءهم فرصة لعرض المواد العلمية المتعلقة بالجائزة.
وأضاف: جائزتنا اليوم بعنوان «المواطنة وفقه الانتماء»، وقد فاز فيها الباحث الدكتور عبد السلام رياح من المملكة المغربية.
وأكد أن الجائزة الخاصة بالباحثين القطريين، والتي تبدأ لأول مرة بالنسخة المقبلة من جائزة «الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني الوقفية العالمية المحكّمة» حظيت بالموافقة من سعادة وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، وتتعلق بالتواصل الاجتماعي ودوره في قضية الهوية الوطنية، وأن لكل جائزة تُشكل لجنة خاصة بكل جائزة، بحيث يكون أعضاء اللجنة الأكاديميين متخصصين في موضوع الجائزة.
ونوه إلى أن تقديم الأبحاث لنيل الجائزة في نسختها الجديدة مستمر منذ الإعلان عنها، وحتى الأول من يناير 2025، وهو آخر وقت لاستلام الأبحاث، ومن ثم البدء في النظر بالأبحاث المقدمة.
وحول الخطط المستقبلية للإدارة، قال د. أحمد بن محمد: لدينا أبحاث خاصة في الإدارة نقوم بها، ويكون لها دور مهم في دولة قطر، ودورها في رعاية الأبحاث العلمية وعلماء قطر، والقضايا المتعلقة بما قدموه للأمة الإسلامية.
وأضاف: كما أن جائزة الشيخ علي بن عبد الله سيكون لكل عام عنوان للجائزة، وسيكون هناك عنوان في الأول من يناير 2026، لتستمر بصورة مستمرة على هذا النحو، فيتم الإعلان كل عام عن فائز، على أن يُعطى الباحث سنتين ليقوم بالبحث.
وتابع: بالنسبة للباحثين القطريين، فلدينا سلسلة الأبحاث والرسائل العلمية، والتي ندعم من خلالها الباحثين القطريين، وندعوهم لتقديم ابحاثهم لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، للنظر في إمكانية نشرها ومدى صلاحيتها للنشر، ونراجع الأبحاث ونصححها ونعطي عليها الملاحظات لتخرج بأفضل صورة، فهي سلسلة تهتم بالباحثين القطريين.

د. عبد السلام رياح: الجائزة يدبرها علماء أفذاذ

تحدث الدكتور عبد السلام رياح في مشاركته، عما انتهى إليه من أفكار ورؤى سجلها في بحثه الفائز حول المحاور الرئيسة للموضوع، وسيعرض لوسائل تأسيس وترسيخ قيم الهوية الوطنية، ممثلة في القرآن الكريم، والسنة والسيرة النبوية، وحياة الصحابة، والتراث، واللغة، والعيش المشترك، والتعارف، والحوار، وحرية الاعتقاد، وغيرها؛ كما يعرض لوسائل تعزيز قيم الانتماء ودور الدين في بناء المشترك وتعضيد مواثيق المواطنة، ومقومات التعايش السلمي بين المختلفين في العقيدة والجنس.
وقال د. رياح: بعد ما اطلعت على إعلان الجائزة الخاصة بالمواطنة وفقه الانتماء، قبل خمس سنوات تقريبا، وتدبرت المعالم التي اقترحتها مؤسسة الجائزة، أيقنت أن هذه المؤسسة يدبرها علماء أفذاذ، متمكنون من شرع الله، متمكنون مما يقابله لدى الأغيار، وهذا الأمر دفعني دفعا حثيثا لأن أخوض غمار هذا البحث، وأتحمل الوعثاء فيه. 
وأشار إلى أن المواطنة، بمفهومها الخاص، تعد نتاجا من نتاجات الفكر الأوروبي الحديث وثمرة من ثمرات تفاعلات سياقاته التاريخية والسياسية والاجتماعية، وأن فقه الانتماء فضاء معرفي يدفع صاحبه إلى البحث في مرجعياتنا الدينية والتاريخية والثقافية عما يتميز به عما أبدعه الآخر تحت لافتات مختلفة.
وأضاف: إن الوطنية إذا كانت معبرة عن عواطف المواطنين البريئة تجاه وطنهم، فإن الأمر لا يعدو أن يكون تعبيرا عن فطرة إنسانية. وإذا كانت الوطنية موجهة نحو إعلان الولاء للوطن وحده، فإنها تصير عقيدة ينحرف بها المسار، وتغدو مسلكا من المسالك العَقدية التي كانت- وما تزال- منتشرة في أرض الله، والتي جاء الإسلام للتعبير عن انحرافها وزيغها عن الصواب.
وتطرق د. رياح للسياق التاريخي الغربي للمواطنة، ووفود فكرة المواطنة على البلاد العربية والإسلامية، وامتدادات التأثر بالمواطنة الغربية، كما تطرق إلى للمواطنة وقيم الهوية بالقرآن والسنة، موضحاً أن من ركائز المواطنة في القرآن الكريم الأخوة الإيمانية، وغيرها من النقاط التي شملها الفصل الأول من البحث.
وأشار إلى أن الفصل الثاني من البحث تطرق للمواطنة وتعزيز قيم الانتماء، وأن للدين أدوارا في بناء المشترك وتعضيد مواثيق المواطنة والاهتمام بمقومات التعايش السلمي بين المختلفين في العقيدة والجنس، وأن التسامح الديني لا يعني التنازل عن الثوابت والمبادئ، وإنما يعني ترك هامش من الحرية العقدية للآخرين.
ولفت إلى أن الفصل الثالث من البحث، وهو المواطنة ودوائر الانتماء، ركز على أن حب الأوطان أمر نفسي والولاء للعقيدة أمر ديني أساس لا يقوم الولاء والبراء بدونه، وأن الناس انقسموا بين هذين المنزعين انقساما لافتا، فكان منهم من أضفى على الوطن قدسية تتجاوز قدسية الدين والعقيدة.
وتطرق إلى الفصل الرابع بعنوان «أسـس المـواطنة وأبعادها»، والذي اهتم بمعالجة الحقوق المختلفة، مثل: الحقوق الإنسانية التي تفرعت إلى حقوق دينية، وحقوق سياسية، واجتماعية، واقتصادية، وحقوق مدنية، بأحوالها المختلفة كالحق في الحياة، والحرية، والتعبير، والصحافة، والاعتقاد، والتملك.
وأوضح أن الفصل الخامس تناول مقاربة لمواطنة فاعلة تبعا لما يقتضيه الفكر المقاصدي وأحكام الشريعة، وأن العلاقة بين الفرد والدولة ينبغي أن تتحقق بها طاعة أولي الأمر في غير معصية الله، ورص الصفوف، وعدم إحداث الاختلالات.

د. عبد القادر جدي: النازلة تعني المصيبة الشديدة  ولها 3 طرائق

تناول الأستاذ الدكتور عبد القادر جدي خلال الندوة «مقدمات في فقه النوازل»، موضحاً التعريف بفقه النوازل، والمسائل والواقعات التي تستدعي حكما شرعيا، وأقسام النوازل، وأسباب وقوع النوازل، وأهمية البحث في النوازل، ومناهج التأليف في كتب النوازل، إضافة إلى التطرق لحكم الاجتهاد في النوازل، وضوابط ومناهج النظر، ومراحل النظر في النازلة.
وقال إن النازلة لغة تعني المصيبة الشديدة من شدائد الدهر تنزل بالناس، وتعني اصطلاحا، كل واقعة تعلقت بتصرفات المكلفين واحتاجت إلى اجتهاد في تنزيل الحكم الشرعي المتعلق بها، وأنها 3 طرائق: القضايا والوقائع التي يفصل فيها القضاة، والواقعات والفتاوى هي مسائل استنبطها المجتهدون المتأخرون لما سئلوا عنها ولم يجدوا فيها رواية للمتقدمين، والتحرير الفقهي العملي ابتداء للنظريات العامة والموضوعات الكلية: الخراج، نظرية الالتزام.

Advertisements

قد تقرأ أيضا