الدوحة - سيف الحموري - انضمت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، إلى كبار المتحدثين الدوليين عن الفنون في «الفن من أجل الغد»، وهي قمة تستكشف الأثر الاجتماعي والاقتصادي للفنون، عُقدت في فلورنسا وسولوميو بإيطاليا، في الفترة من 26 إلى 30 أبريل الماضي.
وتضمنت القمة نقاشات أدارها كبار صحفيي نيويورك تايمز، جمعت مجموعة مؤثرة من المتحدثين تشمل الفنانين والمسؤولين الحكوميين وقادة المؤسسات الثقافية ورعاة الفنون وضمت مجموعة متنوعة من الندوات والمناسبات الخاصة المتعلقة ببعض القضايا الأكثر إلحاحًا والتي تؤثر على الفنون اليوم.
وقد شاركت سعادة الشيخة المياسة في جلسة نقاش «التراث لأجل الغد»، التي ركزت على كيفية حفاظ المؤسسات على الأصول الثقافية القيمة بينما تعالج التحديات الملحة مثل السياحة الجماعية وتغير المناخ.
وقالت سعادتها متحدثة عن دورها كرئيس مجلس أمناء متاحف قطر، والتي من مهامها صون ممتلكات دولة قطر الثقافية ومواقعها التراثية: « كانت استراتيجيتنا للثقافة والمتاحف في قطر راسخة منذ البداية، وهي تطوير ثقافتنا الوطنية والإقليمية والاحتفاء بتراثنا الذي يمزج بين الإسلام، والثقافة العربية، وهويتنا القطرية.
وأضافت سعادتها: على سبيل المثال، فإن القصر التاريخي للشيخ عبد الله بن جاسم، نجل مؤسس قطر الحديثة، الذي يتوسط متحف قطر الوطني، يعد درة تاج المتحف، وقد رممناه كما كان قديمًا. حيث أردنا أن يستوعب الناس مقداره وأهميته، وأن يروا كيف كان يعيش أجدادهم، لأن تسليط الضوء على نمط حياة الناس في الماضي أمر مثير للاهتمام والدراسة بالنسبة لنا.
وانضمت إلى سعادتها في الحوار إيرينا بوكوفا، المديرة العامة السابقة لمنظمة اليونسكو؛ وأندرياس جورجن، الأمين العام لوزارة الثقافة الألمانية. وقد أدارت المناقشة فرح نايري الصحفية في جريدة نيويورك تايمز.
وخلال الجلسة، أشادت سعادتها باستراتيجيات قطر النموذجية لحماية التراث الثقافي مع التأكيد على أهمية الحفاظ على التراث للهوية الوطنية لدولة قطر وشعبها.
وقالت سعادتها:»لا يقتصر الحفاظ على التراث على إظهار كل ما هو جميل للناس وإطلاعهم على القضايا الهامة فقط. بل إن الأمر يتعلق بالتفكير في كيفية تغيير عاداتنا الحالية وإظهار كيف يمكن للجميع المشاركة في إحداث التغيير.»
وتابعت: «أحد المجالات التي تمثلت فيها استراتيجية قطر هو استغلال المباني التاريخية وإعادة استخدامها لتشكيل تجارب ثقافية جديدة.
وأضافت سعادتها: اخترنا شركة مطاحن الدقيق القطرية، التي لا تزال نشطة ومصدر الخبز الرئيسي في جميع أنحاء الدوحة، كموقع لمطاحن الفن. وقد نفذنا نفس الفكرة من قبل مع مطافئ الذي كان مقرًا للدفاع المدني قديمًا وتم تحويله إلى مساحة تحتضن برنامجنا المتميز للإقامة الفنية. كان بإمكاننا تشييد مبانٍ جديدة في الصحراء والبدء من الصفر، ولكن بدلاً من إنشاء مبانٍ جديدة، اخترنا استراتيجية أكثر استدامة تظهر الاحترام لتاريخنا في الوقت نفسه.»
وبالإضافة إلى مشاركة سعادة الشيخة المياسة، فقد كانت دولة قطر حاضرة بقوة خلال فعاليات قمة «الفن من أجل الغد» الأخرى.
وناقشت الفنانة القطرية شوق المانع تجذّر ممارستها الفنية في الثقافة والهوية والتقاليد التي تجمع بين الماضي والحاضر، كما أدارت الشيخة ريم آل ثاني، نائب الرئيس التنفيذي لمتاحف قطر، حوارًا حول النظم الفنية والترويج للفنون على مستوى القطاعات الأخرى.
وكان «الفن من أجل الغد» أول مبادرة من ضمن مبادرتين ثقافيتين هامتين أقيمتا في إيطاليا هذا الربيع بمشاركة قطرية. سيفتتح الحدث الثاني، وهو المعرض الدولي الثامن عشر للعمارة – بينالي البندقية في مايو، وبهذه المناسبة سيتجلى حضور دولة قطر من خلال معرضين تقدمهما مبادرة «قطر تُبدع»: المعرض الوثائقي «نبني أُمّة مُبدِعة»، وهو المعرض الأول الذي يقام خارج الدولة للتعريف بالجيل القادم من المؤسسات الثقافية في قطر، ومعرض «المحاكاة الصوتية - مشاريع مختارة» الخاص لأعمال المهندس المعماري الياباني الشهير كينغو كوما، الذي تتولى مبادرة «قطر تُبدِع» رعايته. ويُقام المعرضان في قصر كافالي فرانكيتي خلال بينالي العمارة، ويمتدان في الفترة من 14 مايو إلى 26 نوفمبر 2023.
ويركز معرض «نبني أُمّة مُبدِعة»، الذي صممته شركة 2 × 4، على خمسة مواقع ثقافية جديدة تتولى متاحف قطر تطويرها في الدولة بالتعاون مع شركات هندسية مرموقة دوليًا هي: استديو إيليمنتال، وشركة هيرتزوغ ودي مورون، ومكتب متروبوليتان للعمارة «أو إم إيه»، وفيليب ستارك، ويو إن استديو. وستتولى متاحف قطر تشغيل المؤسسات الجديدة، وهي التي تُعنى بالحفاظ على ممتلكات دولة قطر الثقافية وتوسيعها من خلال الإشراف على شبكة قطر المتنامية من المتاحف والمواقع التراثية والمهرجانات وبرنامج الفن العام وغير ذلك.
والمشاريع التي يقدمها معرض «نبني أُمّة مُبدِعة» هي:
مطاحن الفن
التصميم المعماري: استديو إيليمنتال بقيادة أليخاندرو أرافينا، ومتحف لوسيل، التصميم المعماري: هيرتزوغ ودي مورون، ومتحف قطر للسيارات، التصميم المعماري: مكتب متروبوليتان للعمارة (أو إم إيه) بقيادة ريم كولهاس وسمير بانتال، ومدرسة قطر الاعدادية المفهوم المعماري: فيليب ستارك، ودَدُ - متحف الأطفال في قطر التصميم المعماري: يو إن استديو .