الدوحة - سيف الحموري - جاسم عباس: عيد الفطر من المواسم المميزة
نبيل أمين: السوق مقصد للراغبين في التسوق
جوليان جفتر: الأجانب يحبون اقتناء السيوف القديمة
تشهد مختلف محلات سوق واقف بما فيها الحلويات والمكسرات إقبالا من المواطنين والمقيمين في ثالث أيام عيد الفطر المبارك، في ظل توافر كافة احتياجات الزبائن وتعدد وتنوع الخيارات أمامهم، كما انتعشت حركة البيع والشراء خاصة لدى محلات العطور والإكسسوارات بمختلف أصنافها الرجالية والنسائية.
وشهدت محلات الحلويات إقبالا كبيرا، حيث تراوح سعر كيلو الشوكولاتة ما بين 80 و300 ريال، وذلك حسب النوع والجودة، أما المكسرات فتتفاوت بين 60 و280 ريالا، وهناك الحلوى القطرية والرهش تتراوح بين 90 و200 ريال، وأكد تجار وعاملون في محلات سوق واقف وجود إقبال كبير على محلات الحلويات والمكسرات، وأشاروا إلى أنهم قاموا باستيراد مستلزمات محلاتهم من عدة دول، من بينها لبنان وتركيا وإيران والهند وأمريكا، الأمر الذي ساهم في تعدد الخيارات والبدائل أمام الزبائن.
استقطاب الأجانب
وأكد عدد من أصحاب المحال التجارية والزبائن زيادة حركة البيع قبيل وأثناء أيام عيد الفطر المبارك مع تزايد إقبال المواطنين والمقيمين على المحال.. لافتين إلى أن الأجواء التراثية الهادئة والفعاليات المميزة ساهمت في استقطاب العديد من الزائرين بمن فيهم الأجانب إلى جانب العديد من المواطنين والمقيمين، ما ساهم في زيادة معدل المبيعات وجذب الزوار بنسبة تعوض فترة الركود التي تميز أشهر الصيف الحار.
وقال نبيل أمين، مشرف بأحد المحلات: إن سوق واقف هو أحد الأماكن المهمة في دولة قطر التي يستمتع الناس بها خلال زيارتهم والتجول فيه خلال أيام العيد، مؤكدا أن السوق ظل إحدى الوجهات المفضلة للعائلات والزائرين الأجانب طوال الفترة الماضية؛ وذلك لما يتميز به من مقاهٍ تراثية ذات أجواء مميزة تناسب الزائرين والعائلات، فضلاً عن محلات العطارة والمطاعم الحديثة، وأشار إلى أن هذا التنوع في محلات السوق ينعش السياحة الداخلية، وهم يسعون دائماً من أجل الارتقاء للأفضل من خلال تقديم أجود الخدمات لزبائن السوق.
التفاصيل اليومية
ويقول محمد الذي يعمل في أحد محلات الخزف: إن الزبائن الأجانب من المقيمين الذين يحبون استكشاف التفاصيل المحلية، ويحبون التسوق عليهم ألا يفوتوا زيارة «سوق واقف» خلال أيام الأعياد لا سيما الحرف اليدوية مع عشرات المحال التراثية والمقاهي الشعبية، مؤكدا على زيادة الإقبال على السوق خلال أيام عيد الفطر المبارك باعتباره واحداً من أجمل الأسواق المفتوحة والمغلقة في آن واحد، وأحد أهم المعالم السياحية والمرافق التجارية الهادئة في الدوحة وأكثرها جذباً للزائرين.
وأضاف إن ممارسة الحرف التقليدية بأيد محلية أصبحت نادرة جداً، وسوق واقف هو الذي حماها من الاندثار، خصوصاً أن إتقان الحرف اليدوية والمهن التقليدية لا يتم اكتسابه في المدارس والجامعات، بل يورث من الآباء والأجداد.
وأشار إلى أن أكثر الشباب القطري لا يفضل هذه الحرف والمهن اليدوية؛ لأن أغلبهم اتجهوا إلى الهندسة والحاسوب والإدارة والبزنس.
العود
وأكد مظهر الخزاعي بائع بأحد المحلات أنهم دائماً ما يستعدون لمواسم الأعياد بتوفير نوعيات مختلفة من العود الأصلي الذي يستخدمه المواطنون في منازلهم ومجالسهم، والذي يتم جلبه من الهند وميانمار وماليزيا، لافتاً إلى أن الأسعار لا تشهد أي زيادة خلال مواسم الأعياد حيث يُباع العود البورمي والذي يعد أغلى الأنواع بسعر 350 ريالاً، والكلاكاسي الهندي بـ 200، والموروي الهندي بـ 150 ريالاً، وأخيراً الماليزي بـ 100 ريال للتولة.
فضاء الذكريات
ويرى حسن إبراهيم أن سوق واقف فضاء جميل مليء بالذكريات والحكايات البسيطة، كما يعزز التواصل والترابط من خلال اللقاءات اليومية، وهو ملاذ الكثير من الناس في الأعياد ويحتضن الكثير من أصحاب المهن البسيطة والبضائع التراثية الجميلة، وأشار إلى أن السوق كان أكثر بساطة وأقل صخباً، وطاله العمران الحديث فامتلأ بالمطاعم وفنادق الخمس نجوم وحفلات الطرب، معتبراً أن كبار السن من أصحاب المحلات القديمة لا يشتغلون في السوق بقدر ما «يعيشون» فيه منذ أكثر من 50 عاماً، ولا أحد من هؤلاء التجار يستغني عن ألفة هذه الجدران العتيقة وألفة الزبائن.
وجهة سياحية
أما علي العمودي فيقول: إن سوق واقف في الدوحة يشبه خان الخليلي في القاهرة وسوق الحميدية في دمشق، ويعتبر مكاناً للتراث القطري وواجهة سياحية ومقصداً تراثياً وسط التنمية العمرانية السريعة التي تزخر بها الدوحة. وكذلك يلتقي فيه الأصدقاء للتسامر في المطاعم أو المقاهي المنتشرة في أرجاء السوق. منوهاً بأن العديد من السائحين بمن فيهم من دول الجوار يتوافدون خلال فترة الأعياد، خاصة أن إدارة السوق توفر فعاليات متنوعة لجذب أكبر عدد ممكن للجماهير حسب ثقافاتهم وأذواقهم.
رواج المبيعات
من جهته، أكد جاسم عباس أن المحلات التجارية في السوق شهدت نشاطاً في حركة البيع نظراً لاستضافة السوق عدة فعاليات مرتبطة بالمناسبة.
وأكد حسين فضل أن محلات الحلويات والمكسرات تصدرت حركة البيع طوال الأيام الماضية في ظل زيادة الإقبال من المواطنين والمقيمين وارتفاع نسبة رواد السوق، حيث تراوح سعر كيلو الشوكولاتة ما بين 80 و300 ريال حسب النوع والجودة، أما المكسرات فتتفاوت بين 60 و280 ريالاً، وهناك الحلوى القطرية والرهش تتراوح بين 90 و200 ريال، وأشار إلى أنهم قاموا باستيراد مستلزمات محلاتهم من عدة دول، من بينها لبنان وتركيا وإيران والهند وأمريكا، الأمر الذي ساهم في تعدد الخيارات والبدائل أمام الزبائن.
محلات التراث
وقال جوليان جفتر إن سوق واقف من الأماكن الجميلة وهو من بين الوجهات التي تشهد إقبالا من المقيمين، لافتاً إلى أن العديد من رواد السوق الأجانب يرغبون في اقتناء السيوف العربية القديمة.
وقال بدر العلي إن أصحاب محلات بيع الأقمشة وفروا مختلف النوعيات من الأقمشة البيضاء اليابانية المفضلة لدى المواطنين، والتي يصنعون منها الثياب الرسمية، حيث يوفرون نوعيات مختلفة وأبرزها اللكزس والشكيبو والتيوبو، لافتين إلى أن المواطنين يفضلون شراء طاقة كاملة من القماش والتي تصنع 6 أو 7 ثياب على حسب الحجم، وتباع طاقة اللكزس بـ 350 ريالاً، والشكيبو بـ 450 ريالاً والتيوبو بـ 600 ريال.
موروث أصيل
يمثل سوق واقف أحد أكثر الأماكن التراثية ارتباطاً بالماضي الأصيل؛ لما له من خصوصية في أجوائه ومعالمه ومحلاته التي حافظت على موروث قطر والخليج الجميل من الزوال، بما فيها محلات الفضة، وأدوات الصيد، ومجسمات السفن وأدوات التراث العربي القديم بشكل عام، ولا سيما أدوات استخراج اللؤلؤ من المحار التي برع فيها الأجداد، وكانت مصدر رزق العديد من الأسر في قطر والخليج العربي.
يذكر أن السوق في الماضي كان يضم مخازن كبرى للمواد التموينية، ومواد البناء، وكانت تخدم التجار الكبار -تجار الجملة- جنباً إلى جنب مع أصحاب البسطات الصغيرة التي ينصبها الباعة الصغار في الهواء الطلق، قرب الدكاكين التي يعرضون فيها المصنوعات اليدوية والحرف التقليدية مثل الخياطة، وصناعة الخوص والنجارة. وعندما كانت الدوحة قرية صغيرة مشطورة نصفين، شرقي وغربي يتوزعان على وادي «مشيرب» الذي حفرته السيول المنحدرة باتجاه البحر، كان الباعة يجتمعون على ضفاف الوادي لعرض البضائع، واقفين، لتعذر الجلوس على الحواف؛ نظراً لضيق المكان؛ لهذا سمي بـ«سوق واقف».