الدوحة - سيف الحموري - د. العربي عطاء الله
هل نعيش في زمن تحولت فيه الاضطرابات النفسية والعلاج النفسي إلى «موضة» وأصبحت موضة الاضطرابات النفسية متقلبة مثل شعبية نجوم المطاعم ورحلات السفر. فمثلا تجد الطفل أكثر حركة في البيت والمدرسة لم يعد مجرد طفل نشيط، ولكن الأسرة تشتكي من تصرفاته ومن سلوكياته، ويرون أنه أصبح مريضا باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ويحتاج إلى تناول الدواء.
ونجد أيضا الحزن على وفاة أحد الأقارب لم يعد مجرد حزن بل هو اكتئاب حاد يجب أن يخضع صاحبه للعلاج النفسي وتناول العقاقير من أجل التغلب عليه، وهناك بعض الأشخاص تكون درجاتهم الدراسية سيئة أو عدم التركيز في إنهاء الكتاب، وهذا ليس بسبب عدم المذاكرة أو غياب التركيز، وإنما أصبح اضطراب عسر القراءة.
وقد تجد أيضا بعض الأشخاص يتم توقيفهم عن الوظيفة فلم يعد ذلك مشكلة بل صار اضطراب ما بعد الصدمة يجب عليه أن يتناول مهدئا من أجل تجاوز آثارها.
وقد أطلق فرانسس في كتابه «إنقاذ للسواء» صيحة تحذير من موجة التوسع المفرط في التشخيص في الطب النفسي، أي اعتبار كثير من السلوكيات السوية والعادية سلوكيات مرضية، كما استعرض فرانسس تبعات هذا الخلل من وصف السوي على أنه مريض ووضعه على أدوية سيضطر للتعامل مع آثارها دون أن يكون بحاجة إليها، في الوقت الذي لا ينال من هم يعانون بالفعل وبحاجة إلى هذه التدخلات ما يستحقونه من اهتمام.
ونرى أن حالات الحزن العادية قد تحولت إلى اكتئاب مرضي، نظرا لعدم وجود حدود فاصلة واضحة بين المستويات الحادة من الاكتئاب المرضي وبين الأحزان اليومية والطبيعية.
وقد ذكر آلن فرانسس أنه لا يمكن التسوية بين الأحزان الطبيعية وبين الاضطرابات النفسية، فليس هناك تشخيص لكل إحباط ولا عقار لكل مشكلة، فصعوبات الحياة مثل المشاكل الأسرية والمرض والمشاكل المالية والخلافات والنزاعات لا يمكن إزاحتها من حياتنا. ونجد أن الحزن وعدم الرضا والتثبيط لا يجب توصيفه كاضطراب نفسي علينا أن نعالجه بعقار.
❚ التفكير الإيجابي
- يستحيل ببساطة أن يؤثر أي إنسان على أي من آرائك أو مشاعرك، أو عواطفك ما لم تسمح له بذلك.
- خذ على نفسك عهداً بأنك لن تسمح لأحد بعد الآن أن يتحكم في حياتك أو رد فعلك تجاهه، أو تجاه الأحداث التي يفتعلها، أمسك بزمام الأمور.
- اعلم أنك وحدك تختار الطريقة التي تمارس بها حياتك، لا تتطلب هذه الأمور تغييراً جوهرياً في شخصيتك، وإنما تحتاج فقط إلى التزام تام بأن تلقي الماضي وراء ظهرك.
- ينبغي أن نحقق انتصارات صغيرة متوالية إلى أن يأتي يوم ندرك فيه أننا قد فزنا بالحرب.
- لقد مر كل فرد منا بتجارب ناجحة وأخرى فاشلة، فأحياناً نعتلي القمة، وأحياناً نجد الحياة مجرد شراك نقع فيها.
- إذا لم يكن لديك قيم ومبادئ واضحة محددة تعيش لأجلها - فإنه من السهل أن تسيطر عليك آراء الآخرين الذين يستغلونك لتحقيق أهدافهم، تأكد من وقوفك على أرض صلبة.
❚ همسات
- عند دخول الزوج إلى المنزل لا تبادريه بمشاكل الطفل بل اختاري الوقت المناسب ليكون على استعداد لمشاركتك الحديث والمناقشة.
- الخروج من المنزل فترة وترك الطفل مع الزوج وحدهما يكسب الزوج الثقة في قدرته على تحمل مسؤولية تربية ولده.
- ممارسة بعض الألعاب مع زوجك وطفلك واللهو سويا يضفي جوا من الألفة والمتعة بالإضافة إلى أهميته لإزالة توتر الأب من المسؤولية الجديدة.
- كوني صبورة مع زوجك فمسؤولية الأبناء ليست بالأمر الهين على الأب فلا تسخري منه إذا أخطأ بل اجعلي الأمر يبدو كمزاح لتضحكا عليه سويا.
- لا تجعلي اهتمامك بطفلك ينسيك اهتمامك بزوجك حتى لا تتحول علاقتهما إلى نوع من الغيرة.
- اتركي لزوجك فرصة ليقضي وقتا خاصا به خارج البيت مع أصدقائه أو في ممارسته بعض نشاطاته وهواياته حتى يستطيع الاستمرار في أداء دوره بكفاءة.