الدوحة - سيف الحموري - تواصلت أمس فعاليات اليوم الوطني 2024 التي تقيمها وزارة الثقافة في المقر الدائم لدرب الساعي بمنطقة أم صلال خلال الفترة من 10- 18 ديسمبر الجاري. وشهد اليوم الثالث للفعاليات إقبالا جماهيريا كبيرا من الزائرين وتحديداً العائلات من المواطنين والمقيمين بصحبة أبنائهم من أجل الاستمتاع بالفعاليات.
يعد البيت القطري واحدة من أهم الفعاليات في درب الساعي وخلاله يرى الزائر كافة أركان ومكونات البيت القطري على الطريقة القديمة ويعرف دور كل ركن في البيت جيدا، ومن بين ما يضمه البيت القطري المجلس، والمقهاه، الدار والمقعد، والخلة، ودار المطوعة وغيرها من الأركان التي تعرف بمكونات البيت القطري، وكيف كان يعيش الآباء والأجداد قديماً.
وقال السيد عبدالله شاهين الغانم رئيس فعالية البيت القطري وصاحب متحف عبدالله الغانم، إن المشاركة هذه المرة تشهد توسعة في البيت القطري على مستوى الجولة في البيت والذي يضم نفائس القطع الموجودة في بيوت أهل قطر، فضلا عن إضافة متحف الأزياء خلال مشاركة العام الحالي.
وأوضح الغانم انه تم إعادة توزيع محتويات ومقتنيات البيت القطري من أجل امتاع الزوار، مشيرا إلى أن الفعالية هدفها التعريف بتصميم البيت القطري قديماً وتقسيماته وأركانه المختلفة والتي هي في الأساس مستمدة من الدين الإسلامي والعادات والتقاليد الإسلامية العربية، حيث يكون المجلس في مقدمة البيت ويكون لحرم البيت خصوصية.
وضمن فعالية البحر، في درب الساعي، تواجد عدد من أصحاب الحرف التقليدية، الذين ينسجون بأيديهم حرفاً تقليدية، كانت تستخدم في زمن لوّل، كإحدى الوسائل التقليدية في الصيد، قبل أن تؤثر في العصر، تطورات المتسارعة التي يشهدها اليوم، حتى أضحت هذه الحرف جزءاً من التراث، الذي يجب الحفاظ عليه.
وثمن المشاركون في هذه الفعالية جهود وزارة الثقافة في توثيق مثل هذه الحرف، عن طريق الفعاليات التي تقيمها من وقت لآخر، وتعزز من خلالها قيمة التراث البحري، وتسعى لإبرازه بين أبناء الجيل الحالي، وتوريثه بين الأجيال، للتعريف به، وإظهار مدى عراقته وأصالته.
وقال النوخذة عبدالله هلال، إنه يقوم بإنجاز الأدوات الخاصة بشراع المحامل التقليدية، التي كان يستخدامها في زمن لوّل، للصيد، سواء لصيد اللؤلؤ، أو الأسماك، لافتاً إلى أن بعض المحلات ما زالت تستخدم مثل هذه الأدوات التقليدية في صناعة الشراع التقليدية، ما يعني مدى الحرص على عدم اندثاره، ليظل جزءاً حياً في تراثنا البحري، ومعبراً عن تاريخنا العريق، الذي لا يزال محفوظاً في الوجدان الشعبي.
حضور كبير
شهدت فعالية المضمار أمس اقبالا كثيفا في درب الساعي من قبل العائلات التي حضرت مع ابنائها للاستمتاع بأجواء هذه الفعالية التي تجسد التواصل مع الطبيعة، وتنقسم الفعالية إلى قسمين هما المضمار والنايلة، حيث يجسد المضمار جزءا من اجواء الكثبان الرملية في سيلين، ويعيش الاطفال تجربة مميزة مع قيادة الدراجات الرباعية «البطابط» بالإضافة إلى العجلة الدوارة التي تضم مجموعة من الأسماء في فعالية المضمار لتكلف الزائر بمهمة ينجزها خلال تجربة قيادة الدراجة الرباعية، أما القسم الآخر فهو النايلة ويضم مجموعة من الالعاب التي تتطلب حركة جسدية.
عرض محنطات بحرية
وقال علي النعمة خبير بالتراث البحري: «نشارك في فعاليات درب الساعي هذا العام بشكل مختلف عن المشاركات الماضية، حيث نعرض في الجناح محنطات بحرية تتضمن أنواعا مختلفة من الأسماك بينها السامة والجارحة، وحتى مسميات الأسماك المنقرضة، إلى جانب التعريف بالحلزونات المحنطة أيضا، وكذلك المحامل الخاصة بالصيد وتجارة البضائع بين البلدان، ومحامل مواسم الغوص.
جوائز قيمة
أطلق مركز قطر للتصوير التابع لوزارة الثقافة مسابقة «جماليات اليوم الوطني 2024» التي تسلط الضوء على جماليات اليوم الوطني، وتتيح للمصورين المحترفين والهواة الفرصة للتعبير عن مشاعرهم وفهمهم للهوية الوطنية من خلال الصور الفوتوغرافية التي تبرز جماليات اليوم الوطني.
وقال السيد جاسم أحمد البوعينين مدير مركز قطر للتصوير، إن المسابقة تأتي لتترجم رؤية المركز في تعزيز الانتماء الوطني من خلال العدسة، موضحا أن العدسة هي أكثر من مجرد أداة لالتقاط الصور، كونها نافذة على العالم من حولنا، وعندما نوجهها نحو وطننا، فإننا نكتشف جمالاً جديداً في كل زاوية وركن.
وأوضح أن أهداف المسابقة التي رصدت لها جوائز مالية قيمة، تتخطى حدود المسابقات بمفهومها التنافسي، لتسهم بشكل مباشر في خلق سجل بصري لأجيال المستقبل، والمساهمة في الحفاظ على الهوية الثقافية، مشيرا إلى أن العدسة أداة قوية لتعزيز الانتماء الوطني من خلال الصورة التي تخبرنا قصة الوطن.
وأشار مدير مركز قطر للتصوير إلى أن شروط وآليات المشاركة متاح عبر حسابات المركز على منصات التواصل الاجتماعي، علما بأن آخر موعد لاستلام صور المشاركين في مسابقة «جماليات اليوم الوطني 2024» هو يوم الاربعاء الموافق 25 ديسمبر الحالي، حيث يحصل الفائز بالمركز الأول على 20 ألف ريال، والثاني 15 ألف ريال، والثالث 10 آلاف ريال، والمراكز من الرابع إلى العاشر على ألفي ريال.
«قطر تقرأ»
جذبت «قطر تقرأ» زوار درب الساعي من الاطفال من خلال حزمة متنوعة من الفعاليات الإبداعية التي تستهدف تعزيز حب القراءة لدى وجعل الكتاب جزءاً من حياة الاطفال اليومية. الفعالية التي تميزت بتنوع أنشطتها، حظيت بإعجاب الأطفال وأسرهم بتقديمهم تجارب تعليمية وترفيهية متكاملة تهدف إلى بناء علاقة وطيدة بين الأجيال الناشئة والمعرفة.
من جانبه أوضح عبدالله نافذ البرديني، من «قطر تقرأ»، أن فعالية هذا العام شهدت تطويرات نوعية تهدف إلى تحفيز الأطفال على القراءة بطريقة تفاعلية. وقال: “ما نقدمه في ‘قطر تقرأ’ يتخطى مجرد الفعالية السنوية، فهو جزء من رسالة أعمق لتعزيز شغف الأطفال بالقراءة.
وأضاف البرديني: “نؤمن بأهمية أن يمتلك كل طفل مكتبة خاصة به، ولذا أطلقنا مبادرة ‘صندوق القراءة’، حيث نقدم للعائلات اشتراكات شهرية تحتوي على قصص ومواد تعليمية تفاعلية تصل مباشرة إلى منازلهم. كما أن جلسات سرد القصص اليومية بين الخامسة والسابعة والنصف مساءً أصبحت محطة رئيسية للزوار، حيث يشارك الجميع في أجواء تفاعلية رائعة.
ندوة فن الفجري
ونظم مركز شؤون الموسيقى التابع لوزارة الثقافة ندوة بعنوان « الإيقاع في فن الفجري» وذلك في إطار فعاليات اليوم الوطني للدولة المقامة حاليا. في درب الساعي بأم صلال.
وشارك في الندوة التي عقدت على المسرح الرئيسي في درب الساعي الليلة الماضية، كل من الفنان الشعبي خالد سعيد جوهر والفنان الشعبي محمد دخيل الحمد وأدارها
الفنان والنهام عمر سلطان الكواري، وأعرب المشاركون في الندوة عن سعادتهم بالأجواء التراثية وجهود وزارة الثقافة في تقديم التراث القطري ضمن احتفالات اليوم الوطني بدرب الساعي، بجوانب من التراث القطري.
وأوضح أن فن الفجري ينتمي إلى فنون البحر التي تنقسم إلى نوعين، أولها مرتبط بفنون أوقات الترفيه ويكون بعد العودة من العمل أو الراحة على جزيرة أو مثل ذلك، أما النوع الآخر فيكون على ظهر السفينة.
وشهدت الندوة تقديم نماذج لفنون الفجري وسمات كل نوع منها لتظهر الفروق بين الفنون البحرية والسمات الخاصة بكل منها، فتم تقديم نماذج من فن الفجيري بأشكاله الخمسة الأساسية وكذلك فنون الخطفة والدواري واليامال، مستخدمين أدواتهم التقليدية من طبول ودفوف وآلات فخارية مرتبطة بفن الصوت.