الدوحة - سيف الحموري - شهدت جلسات منتدى الدوحة أمس بحث العديد من القضايا المختلفة كان أبرزها مناقشة الحلول المبتكرة للتغلب على التحديات الرئيسية التي تواجه عمليات الإغاثة الإنسانية ومشاريع التنمية المستدامة، والتحديات التي يواجهها الأطفال والنساء بسبب النزاعات المختلفة حول العالم وكيفية التصدي لتلك التحديات ومواجهتها، بالإضافة إلى قضايا تمكين النساء ومشاركتهن في إتخاذ القرارات خاصة في مناطق التي تشهد نزعات وحروب.
كما تطرقت جلسات الأمس إلى دور الرياضة كوسيلة لتعزيز السلام الإقليمي والدولي، والتماسك الاجتماعي، وبناء القدرة على الصمود في المجتمعات المتأثرة بالنزاعات.
كما تم التطرق إلى قوة الرياضة لدفع عجلة التغير الاجتماعي ومواجهة التحديات الملحة في المنطقة وسبل علاجها، إضافة إلى تعزيز السلام والمرونة والتماسك الاجتماعي.
تمكين المرأة
في مناطق النزاعات
نظم صندوق قطر للتنمية جلسة نقاشية رفيعة المستوى بعنوان «الصمود والابتكار: دعم النساء والفتيات في مناطق النزاع وما بعد النزاع»، بالشراكة مع منظمة العمل الدولية ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وركزت الجلسة على التحديات الفريدة التي تواجهها النساء والفتيات في مناطق النزاع، بما في ذلك العنف الاجتماعي، وقلة الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية والفرص الاقتصادية. ودعت الجلسة إلى تمكين النساء في مناطق النزاع وإشراكهن في صنع القرارات المتعلقة بجهود الإغاثة الإنسانية وحل النزاعات.
كما نظم الصندوق، بالتعاون مع المنصة الدولية للرياضة والتنمية، جلسة نقاشية بعنوان «الرياضة كقوة للتنمية المستدامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا»، حيث ناقش المشاركون دور الرياضة في مواجهة التحديات الحرجة مثل بطالة الشباب، وعدم المساواة بين الجنسين، والفجوات التعليمية.
بالإضافة إلى ذلك، شارك السيد فهد السليطي المدير العام لصندوق قطر للتنمية، في جلسة نقاشية بعنوان «تمويل المستقبل: معالجة أزمة التعليم العالمية»، التي نظمتها مؤسسة التعليم فوق الجميع. وركز النقاش على الحاجة الملحة لآليات تمويل جديدة لحل أزمة التعليم العالمية، مشددا على دور التعليم كأساس لبناء مستقبل مستدام وشامل ومزدهر. وأبرزت مشاركته التزام الصندوق بالدفاع عن حق التعليم وضمان إتاحته للجميع، مع التركيز على دوره التحويلي في تحقيق التقدم العالمي.
كما شارك صندوق قطر للتنمية في النسخة الرابعة من منتدى الدوحة للشباب التي سبقت انعقاد منتدى الدوحة، وذلك إيمانا منه بالدور الأساسي للشباب في تشكيل المستقبل.
تسخير الرياضة لتحقيق التنمية المستدامة في المنطقة
ناقشت جلسة حوارية، «الرياضة كقوة للتنمية المستدامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» مع تسليط الضوء على تسخير قوتها لدفع التغير الاجتماعي ومعالجة التحديات الملحة في المنطقة، إضافة إلى تعزيز السلام والمرونة والتماسك الاجتماعي.
وركز المشاركون في الجلسة، التي عقدت تحت عنوان «الرياضة كقوة للتنمية المستدامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، على عدد من الموضوعات، مثل قدرة الرياضة على إحداث تغيير إيجابي إلى حد كبير في المجتمعات، وخلق فرص عمل للشباب والمرأة وتعزيز مساهماتهم في زيادة الإنتاج والإنتاجية وتحقيق التنمية المستدامة.
وأشاروا إلى أن حوالي 60% من إجمالي سكان العالم من فئة الشباب، وبالتالي يمكن للرياضة أن تلعب دورا أساسيا في التنمية الاقتصادية عبر دفع الشباب للالتحاق بالتعليم الدراسي والتدريب والعمل وبالتالي زيادة الإنتاج، لافتين إلى أهمية أن تهتم الحكومات والمنظمات الشبابية والقطاع الخاص بتمويل الأنشطة الرياضية، كما أن هناك الكثير من الفرص يمكن تحقيقها في المستقبل من خلال قوة الرياضة كأداة للتغيير.
وأشاد المشاركون باستضافة دولة قطر لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، مشيرين إلى أن قطر لفتت أنظار العالم بتنظيم رائع لهذه الفعالية العالمية، كما أن المونديال استطاع أن ينقل صورة أخرى عن المنطقة بشكل عام حيث تجاوز الصورة النمطية المعتادة التي يتم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي، مما عكس لشعوب العالم كافة الإرث والثقافة والإمكانيات الكبيرة التي تتمتع بها قطر والمنطقة، فضلا عن القدرة على تجاوز التحديات المتعلقة بالتكنولوجيا المعتمدة في الملاعب، وكيفية إدارة الحشود والتنظيم وغيرها.
وأكدوا أن الرياضة قادرة على إحداث تغيير إيجابي إلى حد كبير، لا سيما في ظل استمرار المجتمع العالمي في البحث عن حلول مبتكرة لتحديات التنمية، لافتين إلى أن الرياضة برزت كأداة قوية لمعالجة القضايا الحرجة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وشدد المشاركون على ضرورة أخذ المسؤولين وقادة العالم عنصر الرياضة بعين الاعتبار في الخطط التي يضعونها، والموازنات التي يعدونها، مع إعطاء أولوية للنساء والفتيات لكي يطورن مهاراتهن، حتى تكون لديهن قدرات على كسر الحواجز الاجتماعية وتلك المتعلقة بالنوع الاجتماعي، علاوة على خلق فرص عمل للشباب، واحتضان رواد الأعمال اليافعين الشباب الذين يريدون أن يقوموا ببرامج مرتبطة بالرياضة بطريقة أو بأخرى.
وطالب المشاركون بأهمية تسخير قوة الرياضة لدفع التغيير الاجتماعي. عبر استخدام البرامج القائمة على الرياضة لمعالجة التحديات الملحة مثل البطالة بين الشباب، والتفاوت التعليمي، وعدم المساواة بين الجنسين، مع تعزيز السلام والمرونة والتماسك الاجتماعي في المناطق المتضررة من الصراعات والنزاعات.
ولفتوا إلى أهمية تعليم الجيل الجديد كيفية حل النزاعات وتعزيز قدرتهم على الصمود والمرونة، وتخصيص الأموال من أجل فعاليات مفيدة للشباب، لتعزيز التنمية المستدامة، مدفوعة بمنظمات المجتمع المحلي، والمنظمات غير الحكومية، وأيضا منظمات الشباب بدعم من المنظمات الدولية، واستكشاف استراتيجيات لتوسيع نطاق التدخلات القائمة على الرياضة للمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
تعزيز التعاون مع كولومبيا في التعليم والبحث العلمي
وقعت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، ووزارة التعليم الوطني بجمهورية كولومبيا، أمس، مذكرة تفاهم بشأن تعزيز وتطوير التعاون في مجالات التعليم والتعليم العالي والبحث العلمي.
وقد وقّع من الجانب القطري سعادة السيدة لولوة بنت راشد بن محمد الخاطر وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي، ومن الجانب الكولومبي، سعادة لويس جلبيرتو موريلو وزير خارجية جمهورية كولومبيا، وذلك على هامش مشاركته في المنتدى.
جاء التوقيع على مذكرة التفاهم، رغبة من الطرفين في تعزيز العلاقات المتميزة بينهما، لاسيما تطوير التعاون في مجالات التعليم والتعليم العالي والبحث العلمي، على أساس المصالح المتبادلة، وتحقيقاً للأهداف والغايات المتضمنة في المذكرة.
بمقتضى مذكرة التفاهم، يشجع الطرفان التعاون في مجالات: تبادل الخبرات في التعليم والتعليم العالي والبحث العلمي، لاسيما نقل المعرفة والتكنولوجيا الحديثة وتبادل الزيارات بين مسؤولي التعليم العام والعالي، بما في ذلك أعضاء الهيئات الأكاديمية والأساتذة المحاضرون والباحثون والطلاب في مؤسسات التعليم العام والعالي، والتنظيم المشترك للفعاليات العلمية.