الدوحة - سيف الحموري - نظّم المركز القطري للصحافة بالتعاون مع أكاديمية جوعان بن جاسم للدراسات الدفاعية ندوة بعنوان: «دور الإعلام في تعزيز الأمن الوطني»، ، وذلك بحضور الأستاذ سعد بن محمد الرميحي رئيس مجلس إدارة المركز القطري للصحافة ، والعقيد الركن مسعود محمد الحبابي، مدير مديرية الإدارة في كلية الدفاع الوطني في أكاديمية جوعان، و32 من العسكريين والمدنيين بالأكاديمية ومنسوبي كلية الدفاع، الدورة الرابعة .
كما حضر الندوة كل من جابر الحرمي رئيس تحرير جريدة الشرق، وعبدالله طالب المري رئيس تحرير جريدة الراية ، وفالح حسين الهاجري رئيس تحرير جريدة العرب، وفيصل المضاحكة رئيس تحرير جريدة "جلف تايمر"، والكاتب والإعلامي عبدالله بن حيي السليطي نائب رئيس مجلس إدارة المركز القطري للصحافة، والكاتب والإعلامي مبارك جهام الكواري، والكاتب عبدالعزيز الخاطر ، والسفير والإعلامي محمد علي المالكي، والإعلامي عيسى بن محمد آل إسحاق .
في البداية، أكد الأستاذ سعد بن محمد الرميحي، أهمية التعاون المثمر مع أكاديمية جوعان بن جاسم للدراسات الدفاعية، مشيرًا إلى أن الأكاديمية تعد من أبرز المؤسسات الحكومية التي تسهم في خدمة المجتمع وتنميته.
وقال: نلتقي في هذه الندوة مع الإخوة الأعزاء من أكاديمية جوعان، وهي من الأكاديميات المميزة التي قدمت الكثير للمجتمع. فهذه هي المرة الثانية التي نحظى فيها بشرف التعاون معهم، ونحن سعداء بتنظيم هذه الفعالية التي تعزز العلاقة الوثيقة بين الصحافة، ووسائل الإعلام المحلية وبين الأكاديمية.
وأوضح أن الندوة تبرز دور الإعلام المحلي، كونه الصوت المعبرعن تطلعات الوطن والمواطن، مشددًا على أهمية ما يقدمه إعلاميو قطر من آراء وأفكار وتحقيقات تخدم قضايا المجتمع، وتعزز الأمن الوطني.
ودعا الرميحي إلى مزيد من التعاون بين المؤسسات الإعلامية، والجهات الوطنية لتحقيق التنمية الشاملة.
من جانبه، أوضحَ الكاتب عبدالعزيز الخاطر، أن الصحافة تمثل ركيزة أساسية من ركائز الإعلام، الذي يعد بدوره عنصرًا حيويًا في تعزيز الأمن القومي لأي دولة. وقال: الصحافة، باعتبارها العقل الذي يربط أفراد المجتمع، تسهم في الحفاظ على الأمن العام من خلال نقل الأفكار والقيم التي تساهم في تعزيز الاستقرار الاجتماعي والتلاحم بين فئات المجتمع. كما تتجلى وظيفتُها في نشر القيم التي تساعد في بناء مجتمع واعٍ ومتماسك.
واستشهد الخاطر بتجرِبة لبنان في ستينيات القرن الماضي، حيث كانت الصحافة اللبنانية في أوج ازدهارها، وكانت بيروت تعد مركزًا رئيسيًا للصحافة العربية، ومع ذلك، لم تكن تلك الفترة خالية من التحديات، إذ تأثرت الصحافة اللبنانية بشكل كبير بالصراعات الإقليمية، والصراعات الداخلية في لبنان.
وقال: شهدت تلك الحقبة تعرض عدد من الصحفيين للاغتيال، والاعتقال؛ بسبب مواقفهم أو تناولهم قضايا حساسة، مشيرًا إلى كمال مروة، مؤسس ورئيس تحرير جريدة "الحياة"، التي كانت منبرًا ليبراليًا عربيًا. والذي تم اغتياله في مكتبه في بيروت عام 1966؛ بسبب مواقفه السياسية.
وأوضح الخاطر أنه في تلك الفترة، كان الصحفيون اللبنانيون يواجهون تهديدات حقيقية من السلطات اللبنانية والأطراف الإقليمية التي سعت إلى تقييد الأصوات الصحفية التي تطرقت إلى قضايا حساسة، أو خرجت عن الخطوط الحمراء المرسومة. ما جعل لبنان في تلك الحقبة مكانًا يحتضن الصحافة الحرة، لكنه في الوقت نفسه كان يزخر بالتحديات السياسية والأمنية التي كانت تهدد حياة الصحفيين.
وفي حديثه عن الصحافة المحلية، قال الخاطر: لعبت الصحافة القطرية دورًا حيويًا في مواجهة التحديات الإقليمية التي شهدتها قطر في عامي 2014 و2017، حيث تعرضت الدوحة لعدد من الضغوطات السياسية والإعلامية؛ بسبب مواقفها المستقلة في القضايا الإقليمية والدولية، وكان للإعلام القطري دورٌ بارز في التصدي للحملات الإعلامية المضادة، من خلال تسليط الضوء على حقوق قطر السيادية، وتوضيح مواقفها الثابتة في مواجهة الاتهامات.
بدوره، أكد الكاتب والإعلامي مبارك جهام الكواري، أن هناك تراجعًا ملحوظًا في التواصل بين المواطن ووسائل الإعلام المحلية، وهو ما يظهر بوضوح في ضعف متابعته للقنوات التلفزيونية والإذاعية المحلية وكذلك الصحف.
وأشار الكواري إلى أن كثيرًا من القطريين أصبحوا لا يتابعون "تلفزيون قطر"، ولا يشاهدون نشرة الأخبار، وهو ما يختلف تمامًا عن الواقع في الفترات السابقة، حينما كانت الأخبار المحلية تحتل مكانة كبيرة في اهتمامات المواطنين.
وأوضح أن هناك انخفاضًا واضحًا في توزيع الصحف المحلية، مقارنة بالوقت السابق، مشيرًا إلى أن وسائل الإعلام لم تعد تؤدي نفس الدور في بناء الوعي المجتمعي كما كانت في الماضي. كما لفت إلى أن العديد من الأقلام الصحفية التي كان لها تأثير على عملية صنع القرار، قد تراجعت مكانتها، وهو ما أثر بشكل مباشر على حالة التواصل بين الحكومة والمواطنين.
وأشار إلى أن تعزيز التواصل بين الإعلام والمواطنين يطرح تحديًا كبيرًا، ويتطلب تكاتف الجهود في البحث عن أسباب هذه المعضلات والعمل على معالجتها، وذلك من خلال تعزيز دور وسائل الإعلام في نشر الوعي، وتعزيز التواصل الفعال بين جميع الأطراف المعنية. كما شدد على أهمية دور الإعلام المحلي في تقوية الروابط الوطنية، والحفاظ على استقرار المجتمع، مؤكدًا أن هناك حاجة ملحّة لإعادة تقييم سياسات الإعلام المحلي بما يتناسب مع تحديات العصر الحديث، واحتياجات المواطن القطري.
وتحدث الأستاذ جابر الحرمي، رئيس تحرير صحيفة الشرق، عن أهمية توفر المعلومة الصحيحة، مشيرًا إلى أن الحروب الحديثة تقوم على المعلومة، إذ إن المعلومات الحقيقية قد تكون أساسًا لبناء أزمات وصراعات كبرى.
وتطرّق الحرمي إلى أهمية دور الصحافة لا سيما في المجتمعات الصغيرة المتماسكة مثل قطر، مشددًا في هذا السياق على ضرورة وجود تواصل حقيقي بين الإعلام والمؤسسات الحكومية؛ لضمان توفير المعلومات من مصادر موثوقة.
وأوضح أن غياب المعلومة يدفع إلى انتشار الشائعات والأخبار الكاذبة، مما يشكل خطرًا على استقرار المجتمع.
وأشار إلى أن نجاح الصحافة المحلية يعتمد على بناء منظومة تعاون مستدامة مع مؤسسات الدولة، بحيث تصبح الصحافة أداة قريبة من الناس تلامس قضاياهم، وتوفر لهم حقائق دقيقة تعزز الثقة المتبادلة.
وأكد الحرمي أن توفير المعلومة ليس بالضرورة للنشر فقط، بل أيضًا لتكون وسيلة للإعلام كي يعمل كحائط صد أمام الأخبار المغلوطة التي قد تستغلها جهات مغرضة للنيل من المجتمع ومؤسساته، لافتًا إلى أن الشفافية والتواصل مع المؤسسات الإعلامية يشكلان صمام أمان يحمي المجتمع من أي اختراق خارجي.
وأشار الحرمي إلى أن العصر الحالي شهد تحول كل فرد إلى مؤسسة إعلامية متكاملة من خلال المنصات الرقمية، مما يجعل غياب الوعي والتواصل مع المؤسسات مصدرًا لخطورة كبيرة. وذكر أن "سوالف المجالس" التي كانت محصورة في نطاق محدود، أصبحت تُنشر اليوم عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتتحول إلى "رصاصات" تهدد مجهودات مؤسسات ووزارات عملت لسنوات.
ودعا الحرمي إلى تعزيز الشفافية بين الجهات الحكومية ووسائل الإعلام، مشيرًا إلى أن جميع الصحف القطرية ورؤساء تحريرها يعملون بجد للتعاون مع الوزارات والهيئات الرسمية، ويبدون استعدادهم لتلقي أي دعوات تسهم في تحقيق التكامل بين الإعلام والمؤسسات الحكومية.
واختتم حديثه بتسليط الضوء على أهمية المركز القطري للصحافة، واصفًا إياه بأنه نواة حقيقية ونقطة التقاء تجمع جميع الأطراف المعنية، سواء كانوا من الإعلاميين أو المؤسسات الحكومية؛ بهدف تعزيز التعاون المشترك، وتوحيد الجهود لخدمة المجتمع والحفاظ على استقراره.
وسلّط الأستاذ فيصل المضاحكة رئيس تحرير صحيفة "جلف تايمر"، الضوء على التأثير المتزايد للذباب الإلكتروني، مشيرًا إلى أن قطر كانت واحدة من أكثر الدول التي عانت من هذه الظاهرة على مدار السنوات الماضية. وأوضح المضاحكة أن الظاهرة بدأت تبرز عالميًا خلال انتخابات دونالد ترامب الأولى، عندما ساهمت جيوش إلكترونية في تسريب معلومات عن هيلاري كلينتون، مما أثر بشكل كبير على نتيجة الانتخابات. كما لعب الذباب الإلكتروني أيضًا دورًا رئيسيًا في قضايا أخرى، مثل محاولة فصل إقليم كتالونيا عن إسبانيا، عبر نشر أخبار ومعلومات كاذبة؛ بهدف تأجيج الانقسام.
وأشار المضاحكة إلى أن قطر واجهت حملات تشويه ممنهجة من الذباب الإلكتروني في محطات عديدة، منها أزمة كوفيد-19، وخلال تنظيم بطولة كأس العالم 2022. كما استُخدمت تلك الأساليب خلال العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث تعرضت قطر للتشويه رغم جهودها الدبلوماسية لإنهاء العدوان عبر وساطات إنسانية ومؤثرة.
وأكد المضاحكة أن هناك سرديات نمطية تعتمدها الجهات المعادية، تُستخدم بشكل متكرر لتوجيه الاتهامات إلى السياسة الخارجية القطرية، وهو ما يتطلب مواجهة منهجية مدروسة.
ودعا إلى دراسة شاملة حول الحملات المشوهة التي استهدفت قطر، وإعداد كتيب مرجعي يكون أداة دعم للمسؤولين والدبلوماسيين القطريين في التعامل مع الصحافة العالمية.
وأوضح أن هذا الكتيب يجب أن يركز على إبراز دور قطر المحوري في مختلف القضايا الإقليمية والدولية، ومبادراتها الإنسانية العالمية، وعلاقاتها السياسية مع الدول الاستراتيجية. واعتبر المضاحكة أن هذه الخطوة ستعزز قدرة المسؤولين القطريين على الرد بفاعلية على الهجمات الإعلامية الممنهجة، وتدعم سردية قطر الحقيقية في وجه حملات التشويه.
أكد السفير والإعلامي القطري محمد بن علي المالكي أن هناك إشكالية قائمة بين الإعلاميين والمسؤولين، حيث ينظر بعض المسؤولين إلى الإعلامي باعتباره خصمًا، في حين أن الإعلامي يسعى في الأساس إلى نقل نبض المجتمع واحتياجاته إلى المسؤولين. وأوضح المالكي أن هذه الفجوة في الفهم تؤثر سلبًا على تحقيق التكامل بين الإعلام والمؤسسات، مما يعوق الدور الحقيقي للإعلام في خدمة المجتمع.
وأشار إلى إشكالية أخرى تتعلق بوجود دخلاء على مهنة الإعلام، مؤكدًا أن هناك أسماء كثيرة ظهرت في المشهد الإعلامي، خصوصًا بين المؤثرين على منصات التواصل الاجتماعي، ممن لا يملكون خلفية إعلامية أو مهنية حقيقية. ودعا إلى وضع ضوابط ومعايير واضحة لممارسة العمل الإعلامي، بما يضمن الحفاظ على مصداقية المهنة وجودة المحتوى.
وشدد المالكي على أهمية نقل صورة قطر الإيجابية إلى العالم الخارجي. وقال: إن قطر، كدولة رائدة في العديد من المجالات السياسية والاقتصادية والرياضية والإنسانية، لم تصل إنجازاتها إلى العالم الخارجي بالقدر الكافي، داعيًا إلى بذل المزيد من الجهود الإعلامية لإبراز هذه الإنجازات.
أشار إلى أن المكاتب الإعلامية الخارجية كانت تلعب دورًا كبيرًا في تصحيح المعلومات المغلوطة، وتعزيز الوعي الدولي بمكانة وإنجازات دولة قطر. وأضاف: إن المسؤولين بحاجة إلى فهم أن الإعلام الحقيقي ليس خصمًا للدولة، بل هو شريك استراتيجي يساعد في تعزيز استقرارها، وإبراز قوتها الناعمة عالميًا.
وأوضح فالح حسين الهاجري رئيس تحرير جريدة العرب أن واحدة من أبرز المشكلات التي تواجه وسائل الإعلام التقليدية، وعلى رأسها الصحافة، هي التأثير السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي. واعتبر أن مواقع التواصل، رغم هيمنتها الكبيرة عند انطلاقتها، بدأت تشهد تراجعًا في تأثيرها مع تطور القوانين والأنظمة المتعلقة بالجرائم الإلكترونية، التي أسهمت في محاسبة مروجي المعلومات المغلوطة.
وأشار الهاجري إلى أن كثيرًا من أصحاب الحسابات المؤثرة على مواقع التواصل دخلوا هذا المجال من بوابة التجارة والترويج والاستغلال، ما أضعف مصداقية العديد منهم مقارنة بالإعلام التقليدي. وشدد على أن هذا الوضع يتطلب إعادة النظر في كيفية استغلال وسائل التواصل الاجتماعي لخدمة القضايا الحقيقية، بعيدًا عن المصالح التجارية.
ودعا الهاجري إلى تعزيز التعاون بين أكاديمية جوعان ووسائل الإعلام، مشيرًا إلى أن الدراسات الأمنية، التي يجريها خريجو الأكاديمية، يمكن أن تكون ذات فائدة كبيرة للإعلام، خاصة فيما يتعلق بتقديم رؤى أعمق حول القضايا الأمنية والمجتمعية.
كما سلط الضوء على ضعف تواصل الجهات الحكومية مع وسائل الإعلام، لا سيما فيما يتعلق بإجراء الحوارات واللقاءات المباشرة مع المسؤولين، مؤكدًا أن الصحافة تتحمل أعباء كبيرة في نقل الحقائق ومعالجة القضايا، ويجب ألا يتجاهل دورها المحوري؛ لضمان تقديم محتوى موثوق وذي قيمة للمجتمع.
العلاقات العامة
عزا الإعلامي عيسى آل إسحاق تراجع التواصل الفعّال مع الجمهور ووسائل الإعلام إلى غياب دور العلاقات العامة في المؤسسات والوزارات.
وأكد أن العلاقات العامة كانت في الماضي تلعب دورًا محوريًا في بناء جسور تواصل قوية بين الجهات الرسمية والمجتمع، ولكن مع الاعتماد المتزايد على وسائل التواصل الاجتماعي، تم تهميش هذا الدور. داعيًا إلى تفعيل دور العلاقات العامة في المؤسسات الحكومية؛ لضمان تواصل فعال ومستمر مع الإعلام والجمهور، مما يعزز من مصداقية المؤسسات ويحقق تفاعلًا إيجابيًا مع المجتمع.
وفيما يتعلق بتطوير الإعلام المحلي، دعا آل إسحاق إلى أهمية تحسين برامج التعليم والتدريب؛ لتخريج إعلاميين محترفين قادرين على إدارة وسائل الإعلام بمهنية. واعتبر أن الاستثمار في الكوادر الإعلامية الشابة يعد من الضروريات؛ لتعزيز الإعلام الوطني، وتعميق قدراته على مواكبة التحولات الإعلامية.
واعتبر سيف جاسم الكواري، مدير إدارة دعم تنافسية المنتج الوطني بوزارة التجارة والصناعة، أن نجاح المبادرات الإعلامية وطرق التعامل بين المسؤولين الحكوميين ووسائل الإعلام، يعتمد بشكل كبير على إيمان المسؤول برسالة الصحافة.
وأوضح أن المسؤول الذي ينتمي إلى مدرسة لا تقدر دور الصحافة بشكل إيجابي، قد يفتقر إلى الحماس والثقة في التعاون مع الجهات الإعلامية، مما يضعف التواصل بين الطرفين، ويؤثر على فاعلية المبادرات الإعلامية.
وأشار الكواري إلى أن عدم مواكبة التطور الإعلامي يمثل تحديًا كبيرًا، موضحًا أن الإعلام يحتاج إلى التكيف المستمر مع التحولات التكنولوجية؛ لتظل رسالته فعالة ومؤثرة.
وأشاد الكواري بدور المؤسسة القطرية للإعلام الريادي في مواكبة التطور الرقمي، معتبرًا أنها مثال يُحتذى به في التكيف مع المستجدات الإعلامية، وتوظيفها بشكل يخدم أهداف الإعلام القطري في الداخل والخارج.
وتناول الأستاذ صادق محمد العماري، مدير عام المركز القطري للصحافة، العلاقة بين رئيس التحرير وكتّاب المقالات، مشددًا على ضرورة أن تكون هذه العلاقة مبنية على تواصل مستمر وشفافية متبادلة.
وأوضح العماري أن غياب هذا التواصل قد يؤدي في بعض الأحيان إلى سوء فهم بين الطرفين، خاصة عندما يتم حذف بعض العبارات في المقالات، أو استبدالها بعبارات أخرى دون الرجوع إلى الكاتب.
وأشار العماري إلى فترة عمله كرئيس تحرير لصحيفة الشرق، وتحمله مسؤولية ضمان اتساق مقالات الرأي مع سياسة الصحيفة، مشددًا على أهمية أن يتم ذلك عبر حوار بنّاء مع كتّاب المقالات، بما يضمن الحفاظ على فكرة الكاتب ومضمون رسالته. وأكد أن التواصل المستمر يساهم في تعزيز الثقة المتبادلة بين رئيس التحرير والكتّاب، مما ينعكس إيجابًا على جودة المحتوى الصحفي، ويجنب أي سوء فهم قد يؤدي إلى عدم نشر المقالات.
وأوضح العماري أن الدور الذي يقوم به رئيس التحرير لا يقتصر فقط على الإشراف الفني والتحريري، بل يمتد إلى بناء بيئة عمل صحفية تدعم الإبداع، وتوفر مساحة للنقاش والحوار، معتبرًا أن ذلك من أسس النجاح في أي مؤسسة إعلامية.