الارشيف / حال قطر

مسيرة طويلة للرئيس التركي.. من كرة القدم إلى السياسة

الدوحة - سيف الحموري - ولد الرئيس رجب طيب أردوغان عام 1954 في إسطنبول، وأصوله تعود لمدينة ريزة على البحر الأسود. أنهى دراسته الثانوية في العام 1973، وبعدها درس في جامعة مرمرة في كلية العلوم الاقتصادية وتخرج منها عام 1981.
ينتمي أردوغان لـ «التيار الإسلامي»، لعب كرة القدم شاباً قبل أن يدخل عالم السياسة، وكان ناشطاً في اتحاد الطلبة الوطنيين الأتراك، وترأس الفرع الشبابي لحزب السلامة الوطنية الإسلامي في منطقة بي أوغلو في إسطنبول عام 1976، ولاحقاً ترأس الفرع الشبابي للحزب في إسطنبول حتى عام 1980.
وعقب إغلاق الأحزاب بعد انقلاب عام 1982، توقف عن العمل السياسي، ليعود إلى السياسة مجدداً مع تأسيس حزب الرفاه، واختير رئيساً له في إسطنبول وعضواً للقيادة المركزية. انتُخب عام 1994 رئيساً لبلدية إسطنبول لتكون انطلاقته الفعلية وازدياد شعبيته في البلاد، إذ حقق أردوغان نجاحات في البلدية زادت شعبيته. ونظراً لإلقائه شعراً دينياً في العام 1997 حوكم بالسجن وأنهيت رئاسته لبلدية إسطنبول ما زاد من شعبيته أكثر، وبقي في السجن 4 أشهر، ليخرج ويؤسس في العام 2001 مع أصدقائه حزب العدالة والتنمية.
إزالة المنع السياسي

في انتخابات العام 2002 تولى الحزب مقاليد الحكم في البلاد حتى الوقت الحالي بشكل متواصل في حالة نادرة بتاريخ تركيا السياسي. وتولى أردوغان رئاسة الوزراء عام 2003 بعد إزالة المنع السياسي بحقه، ثم رئاسة البلاد عام 2014، وانتخب مرة ثانية عام 2018 وفق النظام الرئاسي الجديد.
ويُحسب لأردوغان نجاحه في دفع البلاد نحو التطور في جميع النواحي الاقتصادية والصناعية والتجارية، وعمله على إطلاق مشاريع ضخمة في عموم البلاد وتطويره المؤسسات والبنية التحتية، إضافة إلى الصناعات الدفاعية.وشيّد أردوغان جسوراً وطرقاً سريعة ومطارات، وجسر البوسفور الثالث، وأول محطة للطاقة النووية افتُتحت قبل أيام.

10 ملايين مسكن

وخلال 20 عاماً، شهدت تركيا تشييد أكثر من عشرة ملايين مسكن، وهو رقم «أكبر من نصف ما تم تشييده في جميع بلدان الاتحاد الأوروبي مجتمعة خلال الفترة ذاتها»، كما قال أستاذ علم الاجتماع في جامعة أنقرة مليح يشيلباغ لوكالة «فرانس برس». وشهد الاقتصاد التركي ازدهاراً كبيراً منذ تسلم أردوغان الحكم، ما سمح بتحسين أوضاع الفقراء وتوفير إمدادات الكهرباء والمياه وزيادة دخل الفرد وتوزيع الثروة ونشر الرعاية الصحية وبناء مدارس ومراكز رعاية طبية.
كما عمل أردوغان على توسيع شعبيته داخل الشارع المحافظ، وخصوصاً بقرار السماح للنساء بارتداء الحجاب في الجامعات وفي الوظيفة العامة، إضافة إلى بناء مئات المساجد في البلاد. وسعى أردوغان لتحجيم تدخّل مؤسسة الجيش في الشأن السياسي، وواجه جماعة الخدمة المتغلغلة في مؤسسات الدولة.
تعرّض لمحاولة انقلابية من قبل أفراد في الجيش عام 2016 تمكّن من إحباطها، وعمل بعدها على اعتقال الآلاف من المؤسسة العسكرية ومحاكمتهم. كما أنه غيّر الكثير من القوانين وعدل الدستور، ومنها نظام الحكم في البلاد الذي حوّله من النظام البرلماني إلى الرئاسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا