الارشيف / حال قطر

التهيئة النفسية للدخول المدرسي

الدوحة - سيف الحموري - د. العربي عطاء الله

تبدأ الدراسة خلال الأيام القليلة القادمة وتتأهب الأسر لاستقبال عام دراسي جديد، وعادة ما يصاب بعض الأطفال بالانزعاج مع انتهاء الإجازة الصيفية الأمر الذي يعني النوم والاستيقاظ مبكراً، ومشاهدة التلفزيون بحساب وغيرها من الأوامر التي يمليها الآباء على الأبناء

لكن سرعان ما تنتهي المعاناة ويتأقلم الأطفال على الروتين الجديد بعد أيام معدودة من دخول المدرسة، ولكن تبقى المخاوف لدى الأطفال الملتحقين بالمدرسة لأول مرة وخاصة مع الضغط الواقع عليهم من الآباء، لذا إنه من الخطأ لجوء الأم إلى عقاب الطفل لإجباره على الذهاب إلى المدرسة، وبدلا من العقاب يكون علاج المشكلة بذهاب الوالدين أو أحدهما معه إلى المدرسة من أول يوم ولمدة شهر، ويجلسان معه ثم يتواريان عن نظره بعض الوقت، ويظهران بعد قليل حتى لا يشعر الطفل بعدم الأمان.
وعن مخاوف سنة أولى مدرسة تأتي من أن معاناة بعض الأطفال من الخوف والقلق مع بداية الدخول المدرسي، تعود إلى عدة أسباب وهي خروج الطفل من بيئة البيت الضيقة إلى بيئة أوسع وأشمل، بيئة عدد أفرادها أكبر من الأسرة العادية، والكل بالنسبة لهم يعد غريباً، وهناك أطفال لم يكن لهم مسبقاً اتصال مع من هم خارج دائرة البيت فيتخلف عندهم صعوبة التواصل مع المحيطين بهم، وهناك أطفال يرتبطون ارتباطاً لصيقاً بأمهاتهم إلى درجة مرضية.
وهناك نوعان من الخوف:
الأول: خوف مؤقت ناتج عن الجو الجديد والبيئة الجديدة التي سيدخلها الطفل.
والثاني: هو الخوف الدائم والطويل وفي الأعم يكون سببه مكبوتات ومشكلات نفسية، وهناك مخاوف أخرى ناتجة عن صعوبة التعلم أو صعوبة الكتابة أو ناتجة عن تعامل المدرس، وهذه لا تكاد تتجاوز نسبته 6 إلى 10 في المائة من كل الحالات، إلى أن هذه المشكلات يمكن أن تعترض الصغار، ولكن يمكن تخطيها بمساعدة الأبوين، وبحنكة المدرسة وإدارتها ومعلميها، كما يمكن تخطيها بإرادة التلميذ نفسه، إذا كان يمتلك الشخصية القوية.
وننبه على أهمية دور الآباء في بث الثقة في نفس الطفل بعدم نقل مخاوفهم إلى دواخل الطفل مما ينتج عنها إرهاب من الدروس والمدرسة يستمر مع الطالب مدة طويلة، كما أن الآباء لا يجب أن يعاملوا الطفل بعصبية زائدة مما يزرع المخاوف في أعماق الطفل وهذا سيؤدي حتما إلى فشل الطفل وكرهه للمدرسة.
ومن الأمور التي يجب أن تحرص عليها الأم هي تنظيم مواعيد النوم لأبنائها الذين تعودوا السهر خلال الصيف لاكتساب عادات نوم أفضل قبل العودة إلى المدرسة.
حيث إنه مثلما لا يستطيع السائق قيادة السيارة بخزان وقود نصف فارغ، لذلك يحتاج الأطفال والمراهقون لوقت كافٍ من النوم كي يستطيعوا إكمال يوم الدراسة بنجاح.
وأن العديد من الأطفال وخصوصاً المراهقين يغيرون مواعيد نومهم واستيقاظهم ويؤخرون مواعيد نومهم خلال الصيف، حيث من الصعب تقديم موعد نومك، وعندما يتم تحديد موعد النوم قد يستغرق الأمر أياماً أو أسابيع لوضع موعد جديد، هذا لا يمكن عمله بين ليلة وضحاها، وليس صدفة أن العديد من الأطفال والمراهقين لا يتمتعون بوقت كافٍ من النوم خلال الأسابيع الأولى للعودة إلى المدرسة، موضحاً أن المراهقين بحاجة إلى تكييف مواعيد نومهم بالذهاب إلى الفراش في وقت مبكر، والحصول على تسع ساعات نوم على الأقل يومياً.

❚ التفكير الإيجابي

- إن ما تحصل عليه من دون جهد أو ثمن ليس له قيمة.
- ما الفشل إلا هزيمة مؤقتة تخلق لك فرص النجاح.
- الهروب هو السبب الوحيد في الفشل، لذا فإنك نفشل طالما لم تتوقف عن المحاولة.
- ليس هناك أي شيء ضروري لتحقيق نجاح من أي نوع أكثر من المثابرة.
- من يعش في خوف لن يكون حراً أبداً.
- إن الاتصال في العلاقات الإنسانية يتشابه بالتنفس للإنسان كلاهما يهدف إلى استمرار الحياة.

❚ همسات

- أن يسود الأسرة روح التعاون والود والتسامح والاستقرار والهدوء النفسي.
- مساعدة الطفل على الأخذ والعطاء حتى يكف عن أساليبه الطفلية الأولى التي تتميز بالغضب والعناد.
- شغل أوقات فراغ الطفل وتشجيعه على الاختلاط بالأقران لاستنفاد الطاقة الزائدة.
- مساعدة الأطفال على حل مشكلاتهم بأنفسهم واستخدام التوجيه والنصح الهادئ دون تحيز لطفل.
- ألا يكون الآباء سبب عناد الطفل بالحزم المبالغ فيه وإرغامهم على الطاعة العمياء أو ثورتهم في المنزل لأتفه الأسباب.

Advertisements

قد تقرأ أيضا