الدوحة - سيف الحموري - توج سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة مساء أمس الفائزين في النسخة الرابعة من مسابقة شاعر الجامعات التي أقامتها وزارة الثقافة ممثلة في مركز قطر للشعر «ديوان العرب» في الفترة من 11وحتى 20 مايو الجاري، بالتعاون مع جامعة قطر التي استهدفت طلاب الجامعات والكليات المدنية والعسكرية.
وجاء التتويج خلال الحفل الختامي بجامعة قطر للمسابقة التي تضمنت فئتي الشعر الفصيح وشعر النبطي، بحضور جمع من مسؤولي الجامعات والمثقفين والطلاب.
وتوج في فئة الشعر الفصيح بالمركز الأول: الشاعر محمد أفلح من موريتانيا وبالمركز الثاني حمد سالم الراشدي، من قطر ثم عادل محمد عبدالحميد من باكستان في المركز الثالث، وجميعهم من جامعة قطر.
وفي فئة الشعر النبطي، توج بالمركز الأول سعيد على آل عفير، كلية أحمد بن محمد العسكرية وتوج بالمركز الثاني حمد جابر الجرحب، وجاء في المركز الثالث محمد صالح النابت، وهما من جامعة قطر.
كما قام سعادة وزير الثقافة بتكريم أعضاء لجنة التحكيم وهم الشعراء: محمد إبراهيم السادة، زايد كروز، علي المسعودي، لحدان صباح الكبيسي.
إبداع قصائد عن حسن
الظن والتغافل
وكانت المرحلة الأخيرة قد شهدت منافسة بين الشعراء المتأهلين إلى النهائي في إبداع قصائد عن حسن الظن والتغافل لشعراء الفصيح، فيما تنافس شعراء النبطي في عد القصيد بعنوان «مستقبلك» وذلك لرؤية الزوايا والمنظور التي يراها الشاعر، كما تنافس الجميع ارتجالا حول فيديو تم عرضه حول ثقافة السواقة واحترام آداب الطريق خلال الحفل ليبدع كل شاعر ثلاثة أبيات حول الموضوع.
وأكد الشاعر شبيب بن عرار النعيمي، مدير مركز قطر للشعر ديوان العرب في كلمة خلال الحفل على حرص المركز الدائم لجعل الشعر معبراً عن الصفات والأخلاق الحميدة، كالشجاعة والعفة والرفعة وغير ذلك، مشيراً إلى أن المسابقة انتهجت منذ بدايتها منظومة أخلاقية، ليتم بث ذلك في الشخصية بفعل البيئة الثقافية والاجتماعية، وأضاف مدير مركز قطر للشعر: إن قيمة الحياة من قيمة العمل، قيم أخلاقية توافق القيم المنطقية من الصواب والخطأ والمحتمل والتي تشتمل على جميع المجالات وليست الآداب فقط، وهو ما تناقلته الإبداعات عبر ما سطره الشعراء، مشيرا إلى أن منظومة القيم تستمد وجودها ومشروعيتها مما تحدثه من توازن اجتماعي يقوم على التنظيمات والاحتكام إلى المفاهيم والمعايير المحددة للسلوك المقبول باعتبار الشعر الشعبي في مقدمة الوسائل الإعلامية المهمة لنشر وترويج المفاهيم والأخلاق النبيلة.
وقال النعيمي إن الشعر عامة يعتبر أحد الروافد التاريخية المهمة لقراءة واقع المجتمعات وإزاحة الحجب عن احداثها، لافتا إلى انه في ظل ما أحدثه الواقع، اليوم من سقوط وانحراف للوجهة العامة المفترضة للشعر الجزيل فقد تراجع الاهتمام بالقيم التي سبق وتم الإشارة إليها، وختم حديثه مؤكداً أن عملهم في مسابقة شاعر الجامعات منذ البداية قد جاء لتثبيت القناعات المثلى والسير على النهج القويم الذي قرر مركز قطر للشعر انتهاجه منذ البداية وهو ربط الإبداع بالأخلاق وعدم فصل الشاعر عن الواقع وما يطرحه من قصائد، مثمنا دعم وزارة الثقافة ممثلة في سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة، مما مكن المركز من تحقيق ما يصبو إليه المركز.
الشعراء وخدمة المجتمع
وأكدت لجنة التحكيم في الكلمة التي ألقاها الشاعر علي المسعودي على أهمية دور الشعراء في المجتمع وتبنى القضايا التي تخدم أمتهم، نظرا لتأثيرهم الكبير حتى ان بعض الشعراء والبلغاء تاريخيا كانوا ينتصرون بشعرهم للرأي حتى وان كان مخالفا لما يعتقدونه،وذلك فقط إثباتًا لقدراتهم اللغوية والاقناعية وكان أبرزهم عبدالقاهر الجرجاني. وأضاف المسعودي أن المتأمل في القرآن الكريم وخاصة من أهل اللغة والبلاغة يجد البلاغة في آياته وكلماته بل وحروفه حيث جاء ليظلمهم ونبراسا للأمة دائما، مشيرا إلى أن قول الله تعالى «كنتم خير أمة أخرجت للناس» تقتضي أن نستشعرها تكليفا وليس تشريفا لتكون مبعثا للنهوض في كل المجالات العملية والإبداعية.