131.1 مليون عُماني حجم التبادل التجاري بين سلطنةُ عُمان ومملكةُ البحرين عام 2024

كتب باسل النجار - الأحد 12 يناير 2025 04:35 مساءً - حال الخليج ـ مسقط

Advertisements

تتطلّع سلطنة عُمان ومملكة البحرين الشقيقة إلى مزيد من الشراكات بما يعكس الروابط المتينة بين البلدين، وما القمّة العُمانيّة البحرينيّة بعد غدٍ الثلاثاء بقصر العلم العامر بقيادة حضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم وأخيه حضرةِ صاحبِ الجلالةِ الملكِ حمد بن عيسى آل خليفة ملكِ مملكة البحرين /حفظهُما اللهُ ورعاهُما/ إلا تجسيدٌ لهذا العمق التّاريخي والتّعاون الاستراتيجي والتنسيق المستمر. وتمثّل العلاقاتُ العُمانيّة – البحرينيّة نموذجًا يُحتذى في مسيرة مجلس التعاون الخليجي، خصوصًا وأن جذور هذه الروابط تمتدّ إلى عقود طويلة، وقامت على أسس متينة من الأخوّة والتفاهم المشترك، وبُنِيَت على أسس صلبة منذ مرحلة ما قبل التاريخ لصيد اللؤلؤ وتجارته، وتجارة اللُّبان، حيث كانت رائجةً بين البلدين والشعبين، وخاض الأجداد والآباء العُمانيون والبحرينيّون في غمارها عباب البحار. وقد مثّلت حضارتا “مجان” و “دلمون” حجر الأساس لعلاقة قويّة واستراتيجيّة، تزداد متانة وصلابة عامًا بعد عام، وصولًا إلى عهد حضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم /حفظهُ اللهُ/ وأخيهِ حضرةِ صاحبِ الجلالةِ الملكِ حمد بن عيسى آل خليفة /حفظهُ اللهُ/ لترسم معالم المستقبل المشرق بين البلدين. وأكّدت زيارةُ جلالتِه /أيّدهُ اللهُ/ إلى مملكة البحرين عام 2022م التي شهدت التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية، على العزم والإرادة الصادقة لترجمة علاقات البلدين العريقة بمنافع ماثلة وملموسة. ووضحت الإحصاءات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات أن حجم التبادل التجاري بين سلطنة عُمان ومملكة البحرين الشقيقة قد بلغ في عام 2023م نحو 247.1 مليون ريال عُماني (642.6 مليون دولار أمريكي) لينخفض في نهاية سبتمبر 2024م إلى 131.1 مليون ريال عُماني (340.8 مليون دولار أمريكي). وأشارت الإحصاءات إلى أن قيمة الصادرات العُمانية إلى مملكة البحرين في عام 2023م بلغت حوالي 41.6 مليون ريال عُماني (108.3 مليون دولار أمريكي) لتنخفض في نهاية سبتمبر 2024م إلى 29 مليون ريال عُماني (75.6 مليون دولار أمريكي). وفيما يتعلق بحجم الاستثمار البحريني في سلطنة عُمان، فقد زاد عدد الشركات ذات المساهمة البحرينية زيادة ملحوظة حتى نهاية أكتوبر 2024م إلى نحو 315 شركة، مقارنة بـ 296 شركة في عام 2023م. وبلغت قيمة المساهمة البحرينية 27.7 مليون ريال عُماني (72.1 مليون دولار أمريكي)، أي 80.1 بالمائة من إجمالي رأس المال المستثمر، وتستثمر الشركات العُمانية في مملكة البحرين بشكل رئيس في القطاعات التجارية والخدمية. وقال سعادةُ السّفير السّيد فيصل بن حارب البوسعيدي سفيرُ سلطنة عُمان المعتمد لدى مملكة البحرين في تصريح خاصّ لوكالة الأنباء العُمانية إن حضرةَ صاحبِ الجلالةِ الملك حمد بن عيسى آل خليفة سيحلّ ضيفًا كبيرًا على سلطنة عُمان قيادةً وحكومةً وشعبًا، بين أهله وإخوانه، في زيارةٍ تاريخيّة بكل المقاييس تجسّد عمق العلاقات الثنائية الرّاسخة والوثيقة، وتترجم طبيعة ومتانة العلاقة بين القيادتين الحكيمتين والشعبين الشقيقين في مختلف المجالات إلى جانب ما وصلت إليه العلاقات الآن من تقدّم وازدهار. وأضاف سعادتُه أنّ زيارةَ “دولةٍ” يقومُ بها جلالةُ الملك تؤسّس مرحلة واعدة من البناء الجادّ والتّعاون المثمر المشترك في مختلف المجالات، حيث ستشكّل منعطفًا مهمًّا في طبيعة العلاقة الأخويّة والتّعاون الثُّنائي وفق الرؤية الحكيمة للقيادتين /حفظهُما اللهُ ورعاهُما/. ووضّح سعادتُه أنّ هذه الزيارة تعدُّ شاهدًا على العلاقات العُمانيّة البحرينيّة التاريخيّة وتمثل دلالات كبيرة وقيمةً سياسيّة مهمّة تزيد من قوّة العلاقات بين البلدين نحو آفاق أرحب وأوسع تنعكس على البلدين وتطلعات الشعبين الشقيقين، وستعمل على مزيدٍ من التعاون والتكامل والانسجام في المجالات كافة في ضوء ما للبلدين من مشترك في رؤيتي البلدين: عُمان 2040 والبحرين 2030. ولفت سعادتُه إلى أن هذه الزيارة تشكّل فرصة لتبادل وجهات النظر في ظلّ ما تمر به المنطقة وما تواجهه من خطر وتهديدات، وتجسّد التزام البلدين بالعمل معًا لمواجهة التحديات الإقليميّة والدوليّة، وتعزّز الأمن والاستقرار في المنطقة، مبيّنًا أن هذه الزيارة ستعود بالخير والنّماء على بلديْنا وشعبيْنا الشقيقين وستعمل على الارتقاء ودعم التعاون الثنائي في جميع المجالات السياسيّة والاقتصاديّة والثقافيّة وغيرها، مما يلبّي طموحات الشعبين الشقيقين. وعلى الصعيد الاقتصادي قال سعادتُه إن العلاقة التجاريّة والاقتصاديّة بين سلطنة عُمان ومملكة البحرين علاقة كبيرة وقديمة ممتدّة منذ ميناء سمهرم ودلمون، والمملكة من أهم الشركاء التجاريين لسلطنة عُمان، كما أن اللقاء الأخوي الذي سيجمع جلالةَ السُّلطان وأخاه جلالةَ الملك /حفظهُما اللهُ ورعاهُما/ سيبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية واستدامة الشراكة بين البلدين في مختلف مجالات التعاون الثنائي؛ بما يحقق المصلحة المشتركة والمنفعة المتبادلة. وأضاف سعادتُه أنه في ظل النوايا الصادقة المتبادلة بين الجانبين، ستُسهم هذه الزيارة في زيادة التعاون والتنسيق المشترك في الشأن الاستثماري والاقتصادي.. مبيّنًا أن سلطنة عُمان تعد أحد أكبر الشركاء التجاريين للبحرين في مجالي الاستيراد والتصدير. ونوّه سعادتُه إلى أن الزيارةَ السّامية لحضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم /حفظهُ اللهُ ورعاهُ/ إلى مملكة البحرين في أكتوبر 2022م شهدت آفاقًا رحبة للتعاون المشترك في مختلف القطاعات عبر جملة من الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها، وبلغ عددها 24 اتفاقيةً ومذكرةَ تفاهم وبرامجَ تنفيذية بين سلطنة عُمان ومملكة البحرين وشملت المجال الأمني، ومجالات النقل البحري وحرية الملاحة البحرية وتطوير نقل الموانئ، والتعاون بين مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة وجامعة السُّلطان قابوس في مجال الدراسات والبحوث، والاتفاق على تأسيس شركة عُمانية بحرينية قابضة في المجالات الاستثمارية، ومنح سلطنة عُمان حقّ السّيادة على معلومات المشتركين التابعين لها في الخدمات الإلكترونية المقدّمة ومراكز الحوسبة السّحابية القائمة بمملكة البحرين، ومنح سلطنة عُمان صفةَ الشريك المعتمد للمركز العالمي لخدمات الشحن البحرية والجوية. وبيّن سعادتُه أن الزيارة شهدت أيضًا توقيع سلطنة عُمان ومملكة البحرين على (18) مذكرة تفاهم وبرنامجًا تنفيذيًّا مشتركًا، شملت التعاون بين حكومتي البلدين في مجالات تقنية المعلومات والتعليم العالي والبحث العلمي والابتكار والتدريب المهني، والتعاون في المجالين العلمي والتربوي للعامين الدراسيين ( 2022-2023 و 2023-2024)، والتعاون في مجالات حماية المنافسة ومنع الاحتكار، وعلوم وتقنيات الفضاء، والملاحة الجوية، والعمل البلدي، والتنمية الاجتماعية، وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال، والعمل الثقافي والتراثي والمتحفي للأعوام (2023-2026)، والتعاون السياحي بين البلدين للأعوام (2022-2026)، والتوثيق التاريخي وإدارة الوثائق والمحفوظات، والمجال الزراعي والحيواني والسمكي لعامي ( 2022-2023)، وحماية البيئة للفترة بين (2023-2024)، والمجالات الشبابية للأعوام (2023-2025)، إضافة إلى التوقيع على برنامج تنفيذي بين وزارتي الخارجية في البلدين خلال العامين (2023-2024)، والتوقيع على اتفاقية بشأن تداول شركات الوساطة عن بُعد من خلال نظام التداول الإلكتروني “تبادُل هاب” الذي يربط بورصتيْ البلدين وتمكين التداول المباشر بينهما. وأشار سعادةُ السّيد سفير سلطنة عُمان المعتمد لدى مملكة البحرين إلى أن اللجنة العُمانية البحرينية المشتركة وعبر اجتماعاتها الدوريّة بين مسقط والمنامة نجحت في تعزيز التعاون الثُّنائي بين البلدين في المجالات كافة، حيث شهدت اجتماعات الدورات الثمانية للجنة التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم. وختم سعادتُه تصريحه بأن جمعية الصداقة العُمانية البحرينيّة جاءت لتشكل جسرًا جديـدًا مـن جـسـور المحبة والأخـوّة بما يعكس مستوى الترابط والعلاقات الأخويّة التي تجمع الشعبين الشقيقين، وتقوم بدور فاعل في مختلف البرامـج الشبابيّة والرياضيّة والثقافيّة والاجتماعيّة عبر تنظيم المعارض والملتقيات وحلقات العمل. من جانبه وضّح سعادةُ السفير الدكتور جمعة بن أحمد الكعبي سفيرُ مملكة البحرين لدى سلطنة عُمان أن زيارة “دولةٍ” يقومُ بها حضرةُ صاحبِ الجلالةِ الملك حمد بن عيسى ملك مملكة البحرين إلى سلطنة عُمان تأتي تجسيدًا للعلاقات الأخويّة التاريخيّة الراسخة منذ عقود من الزمن، وتستند إلى قواسم مشتركة من أواصر المحبّة والأخوّة بين البلدين والشعبين الشقيقين.

أخبار متعلقة :