كتب باسل النجار - الأربعاء 6 نوفمبر 2024 02:12 مساءً - حال الخليج_مسقط
اختتمت في مسقط فعاليات الاجتماع السنوي لصناديق الثروة السيادية (IFSWF) الذي يُعدّ الأكبر في تاريخ المنتدى، والذي استضافته سلطنة عمان ممثلة بجهاز الاستثمار العماني خلال الفترة (3-6 نوفمبر)، وشهد رقمًا قياسيًا في المشاركة بحضور أكثر من 300 مشارك يمثلون ٤٦ دولة، بينهم رؤساء دول ووزراء ورؤساء تنفيذيون من أكثر من 50 صندوقًا سياديًا.
مواصلة مسارات الاستقرار والازدهار
وأكد صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد في تصريح أثناء رعايته لحفل افتتاح المنتدى بتكليف سامٍ بأن اختيار سلطنة عمان للاستضافة شهادة ناصعة على استيفائها للمعايير العالمية في الحوكمة والاستدامة، والالتزام بها في إدارة الثروات، وبراعة تنميتها واستثمارها، مؤكدًا بأن السلطنة ستواصل مسارات الاستقرار والازدهار، وتفتح ذراعيها أمام الاستثمارات العالمية، وتعزيز العلاقات مع مختلف الصناديق السيادية في دول العالم، وبناء شراكات إستراتيجية معها تعود بالنفع على الجميع.
عشاء رسمي لكبار الضيوف
وبتكليف سامٍ من حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- رعى صاحب السمو السيد تيمور بن طارق آل سعيد رئيس مجلس محافظي البنك المركزي العماني مأدبة العشاء التي أقامها جهاز الاستثمار العماني مساء يوم الأحد 3 نوفمبر لكبار ضيوف الاجتماع السنوي للمنتدى الدولي لصناديق الثروة السيادية وذلك في فندق قصر البستان، حيث حضره عدد من أصحاب السمو والمعالي والوكلاء وعدد من مسؤولي جهاز الاستثمار العماني.
تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري
وشهدت فعاليات الاجتماع السنوي لقاءات جانبية لبحث التعاون في الجانب الاستثماري وتوقيع مذكرة تعاون، حيث استقبل معالي عبد السلام بن محمد المرشدي رئيس جهاز الاستثمار العُماني فخامة الرئيس ديفيد رانيبوك رئيس جمهورية ناورو، وجرى خلال اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين الصديقين والاستفادة من الفرص المتاحة لإقامة شراكات إستراتيجية بين الطرفين في مختلف القطاعات. كما وقّع معاليه مذكرة تعاون مع غانم الغنيمان عضو مجلس الإدارة والمدير العام للهيئة العامة للاستثمار بدولة الكويت بهدف تعزيز الشراكة الاستثمارية بين السلطنة والكويت، استنادًا إلى العلاقات المتميزة بين البلدين، والرغبة المشتركة في تعزيز النمو الاقتصادي وتوسيع نطاق التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك، وسيبدأ الطرفان وفقا للمذكرة المناقشات حول تأسيس صندوق استثماري مشترك في سلطنة عُمان، بالإضافة إلى دراسة فرص الاستثمار في الفرص الاستثمارية القائمة والتابعة للجهاز والتي تعنى بالاستثمار في مختلف المجالات مثل الطاقة والمرافق والبنية الأساسية الاجتماعية والاتصالات والنقل والخدمات اللوجستية.
(حوار مسقط)
وتأكيدًا على المناقشات الثرية التي شهدها الاجتماع؛ فقد قرر أعضاء المنتدى رفع المؤتمر المصاحب له إلى مستوى جديد ويُسمّى في هذه النسخة باسم (حوار مسقط)، على أن يُسمى باسم المدينة التي تستضيفه في كل عام؛ ليكون منصةً حوارية وتفاعليةً تسهم في تعزيز النقاشات والتعاونات حول الاستثمارات والتنمية المستدامة والقضايا الاقتصادية العالمية ذات الصلة.
موضوعات تتناسب مع الأولويات الوطنية
وشهدت جلسات الاجتماع والمؤتمر المصاحب 2024م مجموعة ثرية من الجلسات الحوارية والاجتماعات، حيث ناقش المشاركون الموضوعات الأكثر أهمية في عالم الاستثمار، والتي اختيرت لتتناسب مع سياق الأولويات الوطنية التي تنص عليها رؤية عمان 2040، بما في ذلك تحول الطاقة والذكاء الاصطناعي وسلاسل الإمداد، إلى جانب تطور أدوار صناديق الثروة السيادية ومسؤولياتها، وزيادة الصناديق ذات الأدوار المتعددة، وحوار مع إيلون مسك حول الذكاء الاصطناعي وتقنيات الفضاء والطاقة البديلة، وفرص الاستثمار في الذكاء الاصطناعي ، والحديث عن الاستثمار في بيئة تشريعية متغيرة، وكيف يؤثر تحول الطاقة على مشهد الاستثمار في الاقتصاديات النامية، والأهمية المتزايدة لتعزيز حوكمة صناديق الثروة السيادية ، والأثر الاجتماعي لها.
البعد العماني في “حوار مسقط”
وحرص جهاز الاستثمار العماني على إبراز البُعد العماني أثناء فعاليات المنتدى؛ حيث شارك في المؤتمر المصاحب له خمسة عشر ١٥ متحدثًا عمانيًا يمثلون قطاعات حكومية وخاصة واسعة بما في ذلك الاقتصاد، والتنمية، والطاقة، والخدمات اللوجستية، والابتكار، والذكاء الاصطناعي، وأثروا النقاشات بأفكار ورؤى تعكس تطلعات سلطنة عمان للنهوض الاقتصادي، وتسلط الضوء على الفرص المتاحة في مختلف المجالات الاستثمارية؛ الأمر الذي سيعزز من مكانة سلطنة عمان كوجهة استثمارية واعدة، وأرض للفرص.
مجلس إدارة جديد، وفوز اليونان باستضافة 2026م
وانتخب أعضاء المنتدى مجلس إدارة جديدًا يترأسه إسرافيل مامادوف الرئيس التنفيذي لصندوق النفط الحكومي لجمهورية أذربيجان خلفًا لعبيد عمران الرئيس التنفيذي لإثمار كابيتال. كما تم تسليم ملف استضافة الاجتماع السنوي السابع عشر للمنتدى في عام ٢٠٢٥م للعاصمة الإماراتية أبوظبي، وفازت اليونان باستضافة الاجتماع الثامن عشر في عام 2026م بعد التصويت عليها من قبل الأعضاء.
إبراز مكونات الحضارة العمانية
وخصص جهاز الاستثمار العماني المندوس العُماني شعارًا للاجتماع، والذي يستلهم من الجذور العميقة في التراث العماني، حيث يستخدمه العمانيون عبر التاريخ لحفظ أغلى ممتلكاتهم، بما في ذلك الأموال والمجوهرات والمقتنيات الثمينة. كما يعكس المندوس الارتباط العاطفي والثقة التي يضعها العُمانيون في محتوياته، ويعد قفله رمزًا قويًا للأمان وحفظ الثروة، وهي قيم تتماشى بصورة وثيقة مع مبادئ صناديق الثروة السيادية التي تسعى إلى ضمان الحفاظ على الثروات، وازدهارها على المدى الطويل للأجيال القادمة كما تعزز التوجهات الاستثمارية لسلطنة عُمان نحو تحقيق النمو المستدام وحماية ثروات الأجيال، وتسلط الضوء على الموقع الإستراتيجي المطل على البحار كمركز للتواصل والترحيب بالمستثمرين من جميع أنحاء العالم.
وتوثّق العملة التذكارية التي أصدرها جهاز الاستثمار العماني بالتعاون مع البنك المركزي العماني للاستضافة، وهي تعكس جوهر الفن العربي الأصيل وتاريخ عمان البحري العريق، من خلال تصميم استثنائي يُبرز إبداع العمانيين وتراثهم الثقافي الغني، وتجسد عناصر رئيسة من التراث العماني هي ميناء خور روري في سمهرم بمحافظة ظفار، الذي كان مركزًا رئيسًا للتجارة في العصور القديمة، وشجرة اللبان، التي انتشر عطرها وصمغها الثمين إلى مختلف الحضارات حول العالم، وسفينة الغنجة التي تمثل قوة الأسطول البحري العماني التاريخي، ومدينة مسقط، رمز العراقة التاريخية لسلطنة عمان، بالإضافة إلى نقوش فنية مستوحاة من الزخارف الفنية المتقنة التي تزين الصندوق العماني التقليدي (المندوس) وحزام الخنجر العماني، وتُعد أول عملة تذكارية يصدرها البنك المركزي العماني منذ أربع سنوات، والأولى التي تحمل رقمًا تسلسليًا فريدًا؛ مما يجعلها تحفة نادرة يتسابق عليها هواة جمع العملات، ويهدف إصدارها إلى أن تكون تذكارًا مميزًا لضيوف المنتدى، يحفزهم على اكتشاف المزيد من كنوز عمان الفريدة.
ويؤكد الطابع البريدي بمناسبة الاستضافة أن “عُمان أرض الفرص”، معززًا الهوية العُمانية المتأصلة في الترحيب بالضيوف، حيث يبرز على يمينه باب عُماني يعزز الهوية في كرم الضيافة، ويظهر بداخله شعار الاجتماع المُستوحى من المندوس العُماني، وأسفله قلعة الميراني وميناء مسقط القديم وسفينة البدن العمانية التي تُجسّد جميعها الثراء الثقافي والتاريخي والتجاري لسلطنة عمان. ويجسّد اللبان العُماني في الجزء الأسفل من الطابع الحراك التجاري الذي شهدته سلطنة عمان منذ القدم؛ حيث كان اللبان سلعة أساسية لطريق البخور، وتُستخدم في نقله إلى الأسواق العالمية سفينة البغلة التجارية. ويتوزع على الجانب الأيسر من العمل الفني مجموعة من المشروعات التي ترمز إلى قطاعات اقتصادية واعدة في سلطنة عمان، وترتبط برؤية عمان 2040، وبالإستراتيجية الاستثمارية لجهاز الاستثمار العماني، وتوفّر فرصًا كبيرة لجذب الاستثمارات وتحفيز النمو الاقتصادي؛ فمنتجع أليلا الجبل الأخضر يرمز إلى القطاع السياحي، بينما ترمز محطتا طاقة الرياح وتوليد الطاقة الشمسية، ومشروع الطاقة الهيدروجينية، والشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال، وشركة أوكيو إلى قطاعات الطاقة بمختلف أنواعها. ويشير ميناء صلالة إلى الاهتمام بقطاع اللوجستيات وسلاسل التوريد.
وحرص جهاز الاستثمار العماني على تقديم تجربة استثنائية متكاملة تعرف المشاركين في المنتدى بثقافة سلطنة عمان وتاريخها الغني، حيث يتضمن الجدول جولات سياحية لمعالم تاريخية وحضارية تشمل دار الأوبرا السلطانية، ومدينة مسقط القديمة وقلعة الميراني ومدينة نزوى ومتحف عمان عبر الزمان.
عدد خاص من نشرة (إنجاز وإيجاز)
وتزامنًا مع الحدث العالمي المهم؛ أصدر الجهاز عددًا خاصًا من نشرته الفصلية (إنجاز وإيجاز) حوت موضوعات ثرية عن المنتدى وتاريخه وأهدافه، حيث أكد دونكان بونفيلد الرئيس التنفيذي للمنتدى في حوار العدد بأن مسقط كانت تجسيدًا رائعًا بالمستوى الكبير من الاهتمام بالمنتدى، وأنه في حالة جيدة بين أعضائه الذين يجتمعون سنويًا لبحث الرؤى وتبادل الآراء حول القضايا الرئيسة، وبناء علاقات طويلة الأمد بين الدول المستثمرة والدول الجاذبة للاستثمار. كما حوى العدد معلومات عن علاقة الجهاز بالمنتدى، وتفاصيل عن أماكن سياحية وتاريخية عُمانية، ومحافظ الجهاز الاستثمارية.
شركاء في الاستضافة
وانطلاقًا من مبدأ التعاون الذي استهدف إنجاح هذه الاستضافة المهمة؛ فقد تعاون الجهاز مع مجموعة من المؤسسات الحكومية والخاصة من أبرزها وزارة التراث والسياحة وبنك الاستثمار العماني ومجموعة عمران ومجموعة أسياد وعمانتل وشركة أومنفيست ومجموعة أوكيو وشركة هايدروم ومجموعة إذكاء، إلى جانب مكتب محافظ الداخلية ومتحف عمان عبر الزمان وشرطة عمان السلطانية ووزارة الصحة ودار الأوبرا السلطانية والبنك المركزي العماني، والحرس السلطاني العماني.
أخبار متعلقة :