برؤية محمد بن راشد.. دبي تمضي بثبات نحو تحقيق أهدافها الاستراتيجية

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأربعاء 3 مايو 2023 01:20 صباحاً - أكد هلال سعيد المري، المدير العام لدائرة الاقتصاد والسياحة أن المعطيات تشير إلى مضي دبي في طريقها الصحيح وبخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافها الاستراتيجية التي حددها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، للأعوام العشرة المقبلة، وفصّلتها أجندة دبي الاقتصادية D33، لاسيما على مستوى قطاع السياحة، مشيراً إلى النتائج القياسية المتحققة للقطاع خلال فترة زمنية وجيزة تمكنت خلالها من أن تثبت للعالم قدرتها الفائقة على القفز فوق التحديات التي تفرضها المتغيرات العالمية المحيطة.

Advertisements

وتأتي استضافة دبي سوق السفر العربي واحتفالها بمرور ثلاثين عاماً على انطلاقه، وهو الاحتفال الذي يشارك فيه ما يزيد على 2000 عارض من أكثر من 150 دولة في أنحاء العالم، شهادة ثقة دولية بدور دبي محرك دفع رئيساً لحركة السياحة العالمية، في الوقت الذي تتأهب فيه المدينة لبدء مرحلة جديدة في مسيرتها التنموية بأهداف واضحة حددتها أجندتها الاقتصادية للأعوام العشرة المقبلة، ومن أهمها ترسيخ مكانتها واحدة من أهم ثلاث وجهات في العالم للسياحة التخصصية والأعمال، فضلاً عن تأكيد مكانتها وجهة سياحية مفضلة على الصعيد العالمي بوجه عام في ضوء ما تمتلكه من مقومات جذب قوية وعوامل أسهمت على مدار العقود الماضية في استقطاب ملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم، وجعلتها تتصدر وجهات العالم الكبرى في قوائم البحث في المواقع المتخصصة في مجال السفر والسياحة.

مكانة

ويشهد تاريخ سوق السفر العربي مع احتفاله بعامه الثلاثين على تلك المكانة التي اكتسبتها دبي مركزاً رئيساً للحركة السياحية في العالم، وهو ما يتضح في حرص العدد الضخم من كبرى المؤسسات والشركات العالمية وأشهر سلاسل الفنادق وكذلك مكاتب الترويج السياحي في العالم على المشاركة في هذا المحفل، الذي استمد قوته من سمعة دبي وجهة سياحية أولى في المنطقة، وكذلك من الثقة الكبيرة التي أولاها المجتمع الدولي لدبي وقدرتها على تنظيم أنشطة عالمية كبرى وفق أفضل معايير التنظيم والاستضافة، بدليل «إكسبو 2020 دبي» الذي مثّل علامة فارقة في تاريخ أضخم معارض العالم وأعرقها والممتد إلى أكثر من 170 عاماً.

وتزامن مع سوق السفر العربي إعلان دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي عن أعداد زوار المدينة في الربع الأول من العام الجاري والتي وصلت إلى 4.67 ملايين زائر دولي مقارنة بـ3.97 ملايين زائر في الفترة نفسها من سنة 2022 وبزيادة نسبتها 17% على أساس سنوي، وهو ما يؤكد تسارع وتيرة استعادة الزخم القوي للقطاع بفضل توجيهات القيادة الرشيدة واتباع خطة عمل ضافر فيها القطاعان الحكومي والخاص جهودهما من أجل العبور إلى نجاحات مشتركة جديدة.

أهداف محددة

وقال هلال سعيد المري: تعمل مختلف قطاعات دبي ضمن رؤية واضحة وأهداف محددة وأدوار تتكامل في تحقيقها ضمن منظومة تتسم بالتناغم الشديد وتستند إلى جملة من المقومات التي تمكنها من بلوغ الغايات المحددة، ومن أهمها البنية التحتية القوية التي واصلت دبي الاستثمار في إرساء دعائمها على مدار سنوات طويلة وما أثمرته من منشآت فندقية وقطاعات خدمية تضاهي بل تتفوق على نظيراتها العالمية، مستقطبة أهم سلاسل الفنادق والمطاعم والعلامات التجارية من أنحاء العالم لتصبح دبي رقماً صعباً في معادلة المنافسة العالمية، ونداً قوياً في السباق نحو تبوؤ مراتب الصدارة في مختلف القطاعات التنموية والإبداعية ولا سيما قطاع السياحة.

ورأى أن الشراكة النموذجية التي عززت أسسها دبي مع القطاع الخاص، والقدر الكبير من توافق الرؤى والأهداف الذي يميز تلك الشراكة، والحرص على تنميتها بتوفير كل المقومات اللازمة للوصول إلى نجاحات مشتركة تعود بالنفع والفائدة على طرفيها، من أهم أسباب تفوق مختلف القطاعات الاقتصادية في دبي ومن أهمها القطاع السياحي، في حين لا تدخر الدائرة جهداً في تهيئة المجال لنمو وازدهار تلك الشراكة لتظل دبي الوجهة الأولى للزائر والمستثمر والمبدع الراغب في تحويل حلمه إلى نجاح.

وتمثل البنية التحتية أحد أهم مقومات التميز لدبي كونها واحدة من أهم الوجهات السياحية على مستوى العالم، فعلى سبيل المثال لا يزال مطار دبي الدولي يتربع على عرش أكبر مطارات العالم حيث أعداد المسافرين الدوليين العام التاسع على التوالي هذا العام، فضلاً عن مكانة دبي مركزاً رئيساً للخدمات المالية والأعمال في المنطقة، ووجهة رئيسة للاستثمارات الأجنبية المباشرة ورؤوس الأموال وروّاد الأعمال من مختلف دول العالم، نتيجة لما توفره من محفزات ومن أهمها التوجهات الحكومية الداعمة للاستثمار، فضلاً عن البيئة التشريعية والتنظيمية المرنة.

نمو

والمتتبع للمراحل التي مر بها قطاع السياحة في دبي في السنوات العشر الماضية، لا يمكن أن تفوته أي من المقومات التي منحت دبي القدرة على مواصلة النمو، والدليل يتضح في نتائج القطاع المتحققة في تلك الفترة، مع الأخذ في الحسبان التأثير غير المسبوق لجائحة «كوفيد-19»، والذي طال القطاعات الاقتصادية كافة في أنحاء العالم، والذي لم يسلب دبي قدرتها الدائمة على تخطي العوائق والصعاب، واكتشاف الفرص في قلب التحديات.

ورغم ما شهده العالم في السنوات الماضية من حالة عدم اليقين الناجمة عن أوضاع استثنائية أثرت سلباً في الاقتصاد العالمي بمختلف روافده، إلا أن دبي برؤية قيادتها الرشيدة وبما اتخذته من قرارات حكيمة مكنتها من تجاوز العراقيل والعوائق كافة، تواصل مسيرتها الطموح وبعزيمة وإصرار على تصدر المؤشرات القياسية العالمية ضمن مختلف القطاعات ومن بينها قطاع السياحة، رغم كونه من أكثر القطاعات حساسية وتأثراً بالمتغيرات العالمية، إلا أن دبي أثبتت أنه بوضوح الرؤية والأهداف وتضافر الجهود ضمن استراتيجية محددة يمكن تحويل المِحَن إلى مِنَح.

ووفقاً لما أعلنه «فعاليات دبي للأعمال»، المكتب الرسمي لجذب الفعاليات والمؤتمرات في دبي والتابع لدائرة الاقتصاد والسياحة، فإن دبي فازت بـ232 عطاء استضافة لفعاليات عالمية تقام على مدار السنوات القليلة المقبلة، إذ من المنتظر أن تستقطب تلك الفعاليات 135 ألف مشارك من الإمارات والمنطقة ومختلف أنحاء العالم، ومنهم علماء وخبراء متخصصون في شتى المجالات وقادة فكر ورجال أعمال وقيادات تنفيذية، فضلاً عن عشرات الآلاف من الزوار المهتمين بمختلف القطاعات التي تغطيها تلك الفعاليات سواء من داخل أو خارج الدولة، ما يعد حافزاً رئيساً للأداء القوي للقطاع الفندقي والخدمي في دبي.

زوار

وكانت الدائرة قد كشفت في فبراير الماضي أن دبي استقبلت 14.36 مليون زائر دولي في الفترة من يناير وحتى ديسمبر 2022، بزيادة قدرها 97% مقارنة بالفترة ذاتها من 2021، والتي استقبلت فيها 7.28 ملايين زائر، لتتجاوز بذلك مستويات تعافي قطاع السياحة العالمي والإقليمي، في أعقاب الجائحة، بفضل النهج الفعال الذي تبنته في تخطي تبعاتها التي طالت مفاصل الاقتصاد العالمي فيما منح موقع «تريب أدفايز» العالمي المتخصص في مجال السياحة والسفر، دبي لقب أفضل وجهة عالمية في جوائز اختيار المسافرين لسنة 2023 وذلك العام الثاني على التوالي.

ويأتي هذا النمو الاستثنائي تأسيساً على الأداء القياسي للقطاع السياحي في دبي على مدار العقد الماضي، إذ وصل عدد السياح الذين استقبلتهم دبي في سنة 2010 إلى أكثر من 8 ملايين سائح، فيما زاد هذا العدد إلى 16.73 مليوناً في سنة 2019، إذ يتضح التطور القوي للقطاع وتضاعف عدد الزوار في أقل من عقد واحد.

وفي الفترة من سنة 2010 وحتى سنة 2022، شهدت دبي نمواً قوياً لبنيتها التحتية الداعمة لقطاع السياحة وفي مقدمتها المنشآت الفندقية، إذ زاد عدد الفنادق من 382 فندقاً في سنة 2010، إلى 610 فنادق في سنة 2022، وبلغ فيها عدد الغرف الفندقية 120 ألفاً و602 غرفة، مقابل 51 ألفاً و115 غرفة في سنة 2010، فيما زادت أعداد الشقق الفندقية في دبي من 19 ألفاً و840 شقة فندقية في سنة 2010 إلى 25 ألفاً و894 شقة فندقية في سنة 2022، وذلك وفقاً للتقارير الصادرة عن مركز دبي للإحصاء.

ويعزز من جاذبية دبي المشروعات الكبرى والمتنوعة التي تضمها المدينة والتي تلبي تطلعات كل من يقصدها بهدف قضاء عطلة ممتعة مع الأهل والأصدقاء من منشآت رياضية عالمية المستوى، ومن أهمها ملاعب الغولف رفيعة المستوى، ومدن للألعاب الترفيهية، والمتنزهات المائية الضخمة، والمنتجعات الفاخرة، والفنادق من مختلف الفئات، ومراكز التسوق التي تضم أفخر المنتجات وأشهر العلامات العالمية، وكذلك المرافق الترفيهية المختلفة التي ترضي عشاق المغامرة مثل القفز بالمظلات أو الغوص أو الاستمتاع بروعة الصحراء في رحلات السفاري، وغيرها الكثير من المزايا.

مطار دبي

ويشكل مطار دبي الدولي إحدى أهم الركائز الأساسية للبنية التحتية الداعمة لقطاع السياحة والسفر في دبي، إذ واصل الحفاظ على مكانته أكبر مطار على مستوى العالم من ناحية عدد المسافرين الدوليين، وذلك العام التاسع على التوالي، إذ وصل مجمل عدد المسافرين عبره في سنة 2022 إلى أكثر من 66 مليون مسافر بزيادة 127% على أساس سنوي، فيما يواصل قطاع الطيران العالمي تعافيه من جراء الأزمة الطاحنة التي ألمت به جراء جائحة «كوفيد-19» والتي تسببت في تعطيل حركة السفر في أنحاء العالم، إلا أن دبي كانت من أُوَل المدن التي فتحت أجواءها لتمكن العالم من التنقل مرة أخرى، وذلك بفضل الإجراءات الحاسمة التي اتبعتها في مواجهة هذه الأزمة العالمية، فيما يشار إلى أن مطار دبي الدولي قد استقبل 47.2 مليون مسافر في سنة 2010، بنمو 15.3%، مقارنة بـ40.9 مليون مسافر في سنة 2009.

ويشكل مطار دبي الدولي أحد المعابر المهمة للسياحة القادمة إلى دبي، فضلاً عن كونه حلقة وصل رئيسة لحركة السفر العالمية، إذ يربط المطار دبي بأكثر من 234 وجهة سفر في 99 دولة في أنحاء العالم عبر رحلات منتظمة لـ89 شركة طيران.

وتعد رحلات السياحة البحرية من بين الروافد المهمة للقطاع السياحي في دبي، وذلك في ضوء ما تتمتع به المدينة من موانئ مرافئ بحرية وخدمات ملاحية عالمية المستوى، تؤازرها شراكات استراتيجية مع كبرى الشركات العالمية المتخصصة في تنظيم وتسيير رحلات السفن السياحية، إذ من المتوقع أن تستقبل دبي في موسم الرحلات البحرية (2022 - 2023) والذي انطلق في أكتوبر الماضي 166 سفينة سياحية فاخرة من المنتظر أن تحمل على متنها 900 ألف سائح من ركاب الرحلات البحرية، وذلك عبر «ميناء راشد»، وكذلك في «دبي هاربر»، واللذين يضمان أحدث المرافق الخدمية للرحلات البحرية وأيضاً طواقم السفن السياحية، فيما استقبلت دبي في الموسم الماضي (2021 - 2022) 98 سفينة سياحية على متنها 338 ألفاً و697 مسافراً.

ومع نهجها الرامي إلى تبوؤ مكانة ريادية وجهةً سياحيةً أولى على مستوى العالم، تتكامل في دبي العناصر الداعمة لهذا الهدف الاستراتيجي عبر جملة من الخدمات التي تتضافر في ما بينها لمنح السائح تجربة لا تنسى بما توفره له من مختلف عناصر الراحة والسعادة في أثناء وجوده في دبي، ومن اللحظات الأولى لوصوله إلى المطار وحتى مغادرته.

وتشكل حلول التنقل أولوية للسائح في أي مكان يصل إليه، بل يعد توافر وسائل المواصلات الحديثة والآمنة التي تمكنه من الاستمتاع بالزيارة إحدى الأولويات الأساسية للسائح في اختيار الوجهة التي يقصدها سواء لغرض يتعلق بالعمل أو لقضاء عطلته.

وتتنوع مكونات منظومة النقل التي تقوم عليها هيئة الطرق والمواصلات في دبي لتكوّن شبكة تغطي مناطق المدينة كافة وتربط مختلف مواقعها الحيوية وكذلك المزارات السياحية الرئيسة فيها، وفي مقدمتها مترو دبي الذي احتفل ببلوغ عدد مستخدميه منذ إطلاقه في سنة 1999 إلى أكثر من ملياري راكب.

تابعوا حال الخليج الاقتصادي عبر جوجل نيوز

أخبار متعلقة :