ابوظبي - ياسر ابراهيم - الخميس 2 نوفمبر 2023 11:58 مساءً - عندما يتولى تيد بيك منصب الرئيس التنفيذي لشركة مورغان ستانلي في يناير سيواجه مشكلة، يود كثير من الرؤساء التنفيذيين الجدد مواجهتها: عندما تكون الشركة قد أدت بنجاح كبير للغاية، ما الذي يمكنك فعله في المرحلة التالية؟
لقد حقق الرئيس التنفيذي المغادر لمنصبه جيمس جورمان سجلاً يحسد عليه على مدار 14 عاماً، حيث نجح في بتحويل بنك استثماري متذبذب، أضعفته أزمة 2008 إلى مركز قوة للاستشارات المالية، من خلال سلسلة استحواذات ضخمة.
اليوم يجني مورجان ستانلي أكثر من نصف أرباحه قبل الضرائب من خدمات إدارة السندات والثروات، ويتداول بقيمة دفترية أضعاف منافسه في وول ستريت جولدمان ساكس، ما يشير إلى أن المستثمرين يقيمونه بدرجة أعلى.
وقام جورمان أيضاً بترتيب ما يبدو أنه نهاية سعيدة، فرغم فوز بيك على منافسين داخليين اثنين، آندي سابرستاين، ودان سيمكويتز، فإنهما يخططان للبقاء بعد تكليفهما بمسؤوليات موسعة، و20 مليون دولار لكل منهما في أسهم مقيدة تستحق عام 2027. في هذه الأثناء سيظل الرئيس التنفيذي السابق في منصب تنفيذي، كونه جداً ساحراً يمكنه تقديم المشورة الصالحة للرئيس الجديد.
ولكن هل سيعيش الجميع حقاً بسعادة إلى الأبد؟ التاريخ مليء بروايات تحذيرية عن المخاطر، التي تنتظر الشركات الناجحة بعد رحيل الرئيس التنفيذي النجم في أوج وهج مجده، فعندما قام جاك ويلتش بتسليم المسؤولية في جنرال إلكتريك عام 2001 كان يعرف بأنه «مدير القرن» في إبرام الصفقات والهندسة المالية، التي أسهمت في خلق أكبر الشركات قيمة في العالم، لكن بحلول الوقت الذي فككت فيه جنرال إلكتريك نفسها بعد 20 عاماً، كان النموذج الذي قدمه وخليفته المعين قد فقد مصداقيته تماماً.
كذلك حظي السير تيري ليهي باحتفاء عريض عند رحيله من تيسكو (سلسلة سوبر ماركت) عام 2010 لمضاعفته الأرباح قبل الضرائب 4 مرات، وقيادته لعملية التوسع العالمي، لكن بعد أربع سنوات وصف وارن بافيت استثماره بنسبة 5 % في سلسة السوبر ماركت بالمملكة المتحدة بأنه «خطأ هائل»، وفي الخريف الماضي استعاد بوب آيجر السيطرة على ديزني، مهمشاً بوب تشابيك، وريثه المختار، بعد فترة استمرت 33 شهراً شهدت انخفاض أسهم الشركة إلى النصف من أعلى مستوى لها في عام 2021.
وكما قال ليو تولستوي عن العائلات: «كل تحول غير سعيد يكون غير سعيد بطريقته الخاصة»، لكن هناك دروس يمكن استخلاصها من هذه الكوارث، التي يجب أن يأخذها في الاعتبار مجلس إدارة مورجان ستانلي والمستثمرون، بينما يستقر بيك في منصبه.
إنها علامة سيئة حقاً عندما يشعر الرئيس التنفيذي السابق بعدم قدرته على المغادرة. في ديزني أجل إيجر تقاعده مراراً، وحتى عندما تقدم إلى منصب مدير تنفيذي استمر في الاحتفاظ بمكتبه الضخم، وواصل تولي «الجهود الإبداعية» لمدة 22 شهراً. فترة سنة واحدة بمنصب تنفيذي تعتبر ملائمة تماماً لأغراض الانتقال، ولكن إذا كان جورمان سيظل يلعب دوراً نشطاً لمدة 18 شهراً أو عامين فإن «الإشارات الحمراء تومض»، وفقاً للأستاذ في جامعة جورجتاون، جيسون شلوتزر، الذي يدرس عمليات خلافة المناصب في الشركات، فالشخصيات المحمية، التي تترقى إلى المناصب العليا تواجهها بشكل خاص خيارات صعبة، لأنهم والأشخاص المحيطين بهم قد يجدون أنه من الصعب فصل أنفسهم عن رئيس يحترمونه بشدة.
وفي استرجاع للماضي يُعتقد على نطاق واسع أن ويلش وليهي قفزا من السفينة عندما كانت الرياح لا تهب بقوة في اتجاههما، ولكن شهرتهما جعلت من الصعب على من خلفهما تغيير الاتجاه، وقد تسببت الذراع المالية، التي زادت زاد أرباح جنرال إلكتريك في التسعينيات في مشكلات جمة، خلال أزمة عام 2008، كما ترك ليهي خليفته للتكيف مع توسع مكلف في الولايات المتحدة، إضافة إلى مواجهة تراجع المبيعات المحلية.
وقد قال بيك بالفعل إن تعيينه «ليس تغييراً في الاستراتيجية». وقد يصبح هذا وعداً لا يمكنه الوفاء به، فهو يتولى مسؤولية مورغان ستانلي وسط تزايد المنافسة في إدارة الثروة وتباطؤ نمو الإيرادات على نحو يقلق المستثمرين، وقد انخفضت الأسهم بنسبة 25 % عن أعلى مستوى لها في نهاية يوليو، والبقاء على المسار قد لا يكون خياراً قابلاً للتنفيذ ببساطة.
في الوقت نفسه ينبغي أن يحذر بيك من إغراء محاكاة مشتريات شركتي إي ترايد وإيتون فانس اللتين استخدمهما جورمان لتعزيز استراتيجية مورجان ستانلي، التي كانت تحركها الثروات في الولايات المتحدة، وفي حين أنه سيكون من الجيد العثور على استحواذ كبير آخر لفعل الشيء نفسه بالنسبة للتوسع الدولي فإن مثل هذه الاندماجات صعبة، كما أن معظم الصفقات الكبيرة الأخيرة في هذا القطاع أخفقت في تحقيق المنافع المرجوة.
وسيمنح مجلس إدارة ذكي بيك مساحة للتنفس ليجد طريقه الخاص، وبحسب تشارلز إلسون، خبير حوكمة الشركات في جامعة ديلاوير: «الأمر يشبه الأسرة: المقارنة بين الأشقاء لا تساعد أبداً»، ويبدو أن جورمان يدرك المشكلة، فقد قيل لي إنه عندما بدأ بيك الحديث الأسبوع الماضي عن الحذاء الكبير، الذي عليه أن يرتديه أي الوظيفة الكبيرة، التي عليه أن يشغلها، أوقفه الرئيس التنفيذي المنتهية ولايته قائلاً، في الواقع «هناك الكثير من أزواج الأحذية في المتجر. اذهب وابحث عن حذائك بنفسك». هذا النوع من رحلات التسوق أفضل من الاندفاع المتهور في عمليات استحواذ باهظة الثمن.
تابعوا حال الخليج الاقتصادي عبر جوجل نيوز
أخبار متعلقة :