مشاريع الكهرباء الطويلة تثبت الجدوى

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الاثنين 30 أكتوبر 2023 11:28 مساءً - التاريخ: 31 أكتوبر 2023

Advertisements

تتيح الطاقة المتجددة الفرصة لأي دولة لإنتاج الكهرباء لتلبية احتياجاتها الداخلية من مصادر خالية من الوقود الأحفوري. لكن على مستوى العالم كله، تنشر الحكومات شباكها لتغطي نطاقات أوسع كثيراً. لننظر مثلاً إلى مشروع «إكس لينكس»، هذا المشروع البالغ قيمته 20 مليار جنيه إسترليني، والذي يهدف إلى جلب الكهرباء الخضراء من المغرب إلى ديفون. لكن لا بد أولاً من الحصول على عقد للفروقات، وهو المطلوب لتمويل الطاقة المتجددة في المملكة المتحدة. وإن كانت الحكومة قامت الشهر الماضي بتسمية المشروع على أنه «ذو أهمية وطنية»، وهو ما سيضعه في مسار التخطيط.

المشكلة تكمن في أن عبور المياه الإقليمية للمغرب وإسبانيا وفرنسا عبر كابلات تمتد تحت سطح الحبر لمسافة 3800 كيلومتر، تبدو أمراً غريباً. وقد يتساءل البعض، أليس من الأفضل للمملكة المتحدة أن تنتج كهرباءها من طاقة الرياح، أو حتى تستورد الكهرباء من الدول المجاورة؟ وتقوم وجهات النظر المؤيدة لمشاريع مثا إكس لينكس، على أن إنتاج الطاقة المتجددة في المناطق المشمسة بقوة أو العاصفة، يوفر ميزات كبيرة في ما يتعلق بالتكلفة. ففي المغرب، سيكون بمقدور مشروع يجمع بين طاقة الشمس والرياح مثال إكس لينكس، إنتاج الطاقة بتكلفة 15 جنيهاً إسترلينياً لكل ميغاوات/ساعة. فيما لم يستطع مزاد لإنتاج الطاقة من الرياح مؤخراً، اجتذاب عروض عند 60 جنيهاً إسترلينياً لكل ميغاوات/ساع بأسعار اليوم.

علاوة على ذلك، فإن توربينات الرياح في المملكة المتحدة تدور غالباً في الوقت نفسه، لكن عندما يكون الطقس هادئاً، فتحتاج الشبكة إلى مصادر أخرى للكهرباء لبدء تشغيل التوربينات، وهو ما يعني مراكمة المزيد من التكاليف للشبكات والتخزين والقدرات الاحتياطية.

وحسب تقديرات لجنة التغير المناخي في المملكة المتحدة، وهي لجنة استشارية حكومية، فإن ما يطلق عليه «تكايف الاندماج»، تتطلب نحو 10 جنيهات إسترلينية إضافية لكل ميغاوات / ساعة.

وتتصاعد التكاليف كلما زادت حصة مصادر الطاقة المتجددة في شبكة الكهرباء. وهكذا، فإن عملية التقييم في المملكة المتحدة تستند إلى تكلفة نقل الكهرباء من منطقة الصحراء الكبرى. فهل يلغي مشروع كابلات إكس لينكس الطويلة للغاية، فارق السعر بين شمس المغرب ورياح إسكتلندا؟ إنه يشكل نحو نصف النفقات الاستثمارية للمشروع، وسيفقد حوالي 15 % من كهربائه في الطريق.

ويزداد تعقيد الحسابات، في ظل حقيقة أن الفجوة ستتقلص مع تراجع النفقات الاستثمارية بمرور الوقت. ومع ذلك، فإن الوفورات تبقى كبيرة. ويؤشر ذلك إلى أن الموصلات البينية الطويلة ستكون أحد الأوجه الدائمة للتحول بقطاع الطاقة.

لقد قامت الصين بالفعل ببناء 22 وصلة عملاقة على سطح الأرض ذات جهد عالٍ للغاية. وهذه أخبار جيدة للاقتصادات الأفريقية ولدول الشرق الأوسط، وكذلك لشركات الكابلات التي تخطط لمشاريع تستهدف الاستفادة منها.

تابعوا حال الخليج الاقتصادي عبر جوجل نيوز

كلمات دالة:

أخبار متعلقة :