الإمارات تقود النمو السريع بالطاقة الشمسية في المنطقة

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الجمعة 17 يناير 2025 01:15 صباحاً - كشف تقرير توقعات الطاقة الشمسية لعام 2025 عن أن الإمارات تقود النمو السريع الذي يشهده قطاع الطاقة الشمسية في منطقة الشرق الأوسط، مدفوعة بمبادرات مثل استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050.

Advertisements

جاء ذلك في ختام فعاليات القمة العالمية لطاقة المستقبل، والتي استمرت لمدة 3 أيام ضمن أسبوع أبوظبي للاستدامة 2025، وسط حضور قياسي من الخبراء والمتخصصين. كما شهد اليوم الختامي مناقشات واسعة حول المدن المستدامة والتمويل الأخضر، وإطلاق تقرير توقعات الطاقة الشمسية لعام 2025، بالإضافة إلى قمة الهيدروجين الأخضر ومنتدى جائزة زايد للاستدامة.

توقعات الطاقة الشمسية

وشهد اليوم الختامي من القمة العالمية لطاقة المستقبل إطلاق تقرير توقعات الطاقة الشمسية لعام 2025، حيث نشرت جمعية الشرق الأوسط لصناعات الطاقة الشمسية، المنظمة غير الربحية الرائدة في المنطقة والمتخصصة بتطوير حلول الطاقة الشمسية، التقرير الشامل الجديد والذي يسلط الضوء على الإنجازات غير المسبوقة في مجال الطاقة الشمسية بالمنطقة.

وأكد التقرير أن دولة الإمارات تقود النمو السريع الذي يشهده قطاع الطاقة الشمسية في منطقة الشرق الأوسط مدفوعة بمبادرات مثل استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 الرامية إلى توليد 75 % من الطاقة من مصادر نظيفة بحلول عام 2050، ورؤية أبوظبي 2030 الهادفة إلى توليد 30 % من الطاقة المتجددة خلال خمس سنوات.

نموذج عالمي

ويفيد التقرير بأن شمال أفريقيا ستسد الفجوة الكامنة في تنامي الطاقة الشمسية، لتصبح المنطقة نموذجاً عالمياً يحتذى به على صعيد الطاقة الشمسية. وأوضح التقرير أن حصة الطاقة الشمسية شهدت نمواً كبيراً في مزيج الطاقة على صعيد المنطقة، مدفوعة بالتطورات السريعة في مجال التكنولوجيا والدعم الحكومي وتنامي استثمارات القطاع الخاص.

ويشير التقرير إلى التوسع السريع الذي يشهده قطاع الطاقة الشمسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إذ تبلغ نسبته حالياً 2 % من إجمالي مزيج الطاقة في المنطقة. وسجلت القدرة المركبة للطاقة الشمسية نمواً بنسبة 23 % في عام 2023 بالمنطقة، لتصل إلى 32 جيجاواط ذروة، مع توقعات بأن تتجاوز 180 جيجاواط ذروة بحلول عام 2030.

مدن مستدامة

وناقش مؤتمر المدن المستدامة الحالات المناخية الاستثنائية وكيف يمكن الاستعداد لها بشكل أفضل من خلال تخطيط المدن، حيث تناولت المناقشات حرائق الغابات في لوس أنجليس بولاية كاليفورنيا التي تسببت بأضرار تقدر بنحو 160 إلى 200 مليار دولار، كما ناقش مجموعة من خبراء الاستدامة الفوائد الاقتصادية للاستثمار في تقييمات مخاطر المناخ أثناء عملية تصميم المدن.

وتحدثت ديما السروري، مؤسسة مختبر مدينة بيوسفيرك، عن الفوائد طويلة الأجل للاستثمار المبكر في تطوير المدن. وقالت: حسب تقديرات الاتحاد الأوروبي، مقابل كل يورو تنفقه على إدارة المخاطر، من الممكن توفير 6 يورو في تجنب الكوارث والأضرار. وتابعت: هنالك حاجة إلى اتباع نهج أطول عند التفكير بالمخاطر، وعلينا العمل للأجيال القادمة وننظر للمستقبل في السنوات الخمسين المقبلة بدلاً من العمل على ما قد يحدث العام المقبل.

عمل مناخي

وقالت فرح ناز، مديرة الشؤون البيئية والاجتماعية والحوكمة والابتكار في شركة إيكوم: «علينا أن ندرك بأننا وسط حالة طوارئ مناخية وتنوع بيولوجي، يتطلب البدء بإعادة التفكير والتركيز على دراسات أعمال والاهتمام بدراسة أحوال المناخ والاقتصاد والمجتمع معاً».

ودعت أليدا صالح، مديرة الاستدامة في شركة جيه إل إل الشرق الأوسط وأفريقيا، إلى إيجاد خطاب أكثر سهولة، وتحدثت في جلسة حول المدن المكتفية ذاتياً - بوصفها مستشارة أولى لفريق أبطال العمل المناخي للبيئة المبنية - مشددة على الحاجة إلى شرح القضايا والإجراءات المطلوبة بطريقة يمكن للجميع فهمها.

وقال: «علينا العمل على تغيير أسلوب حياتنا، إذ تشير التقديرات إلى قيامنا باستخدام حوالي 30 لتراً من الماء لتنظيف أسناننا لمدة دقيقتين، وإذا ما قرر 6 آلاف شخص إغلاق الصنبور خلال ذلك فإن توفير المياه سيعادل ملء 26 حمام سباحة أوليمبياً في يوم واحد فقط.

وتابعت: نحتاج إلى فهم أن لكل فعل تأثيراً مهما كان ضئيلاً، وعلينا الحديث بلغة تدعو الأفراد للمشاركة لمضاعفة أثر العمل الجماعي».

أصول خضراء

وتناولت جلسات مؤتمر التمويل المستدام، الارتفاع الأخير في الطلب على الأصول الخضراء، مدفوعاً بالاعتبارات البيئية والاجتماعية. وأكد المشاركون أن البنوك تسعى إلى الاستثمار في مشاريع مستدامة، ولكن لا تزال هناك ميزة تسعيرية كبيرة للتمويل الأخضر.

وتحدثت بارت وايت، المدير الإداري لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا ورئيس الطاقة والتمويل الهيكلي في سانتاندير، عن توفر رأس المال للشركات الناشئة وكيف يتم تحديد أسعار الفائدة المرتفعة من قبل السوق والتي لا تشكّل بالضرورة عائقاً أمام التمويل الأخضر.

وقالت: «نلحظ طلباً كبيراً على مراكز البيانات ويستلزم الذكاء الاصطناعي استهلاك المزيد من البيانات بشكل تدريجي في المستقبل، لذلك يجب أن تكون قابلة للاستثمار بشكل كبير، لكنها لا تزال متأخرة من حيث التمويل النشط مقابل مصادر الطاقة المتجددة».

استراتيجية وطنية

قالت سلامة العوضي، وكيل الوزارة المساعد لقطاع التنمية الصناعية في وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة: سعداء بالمشاركة في أسبوع أبوظبي للاستدامة وقالت لـ«حال الخليج»: الاستدامة ركيزة أساسية ضمن الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة.

حيث تركز ضمن محاورها الرئيسية على تعزيز الاستدامة بما يدعم مستهدفات الدولة للحياد المناخي، مشيرة إلى عملهم على تحفيز التحول الصناعي نحو ممارسات مستدامة من خلال مبادرة اصنع في الإمارات وبرنامج المحتوى الوطني.

كما نستهدف من خلال مشاركتنا الترويج لمبادرة «اصنع في الإمارات» وضرورة مراعاة الاستدامة في العمليات الخاصة بالمصانع. وأوضحت أن الوزارة أطلقت الوزارة خطة لتقليل الانبعاثات في القطاع الصناعي تتوافق مع سياسة واستراتيجية الدولة للحياد المناخي.

وأضافت أن برنامج المحتوى الوطني يشهد نمواً كبيراً وإقبالاً من الجهات الحكومية والشركات الصناعية والخدمية، والتي بلغ عددها 31 جهة منضمة، كما تجاوز عدد الشركات الحاصلة على شهادة البرنامج أكثر من 6500 شركة.

وشهد فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة مناقشات مهمة خلال قمة الهيدروجين الأخضر، حول تسريع الاعتماد على الهيدروجين الأخضر في القطاعات المتنوعة، تحت شعار «تسريع وتيرة إنتاج الهيدروجين الأخضر». واستعرضت القمة التحديات والحلول المبتكرة لتحقيق أهداف الاستدامة.

أخبار متعلقة :