ابوظبي - ياسر ابراهيم - الخميس 9 يناير 2025 06:33 مساءً - أعرب مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي في اجتماعهم الذي عقد في ديسمبر عن قلقهم بشأن التضخم، والتأثير الذي قد تخلفه سياسات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
وأشار مسؤولو البنك المركزي الأمريكي إلى أنهم سيتحركون ببطء أكبر بشأن خفض أسعار الفائدة بسبب حالة عدم اليقين، حسبما أظهر محضر الاجتماع الذي صدر الأربعاء.
وتبنى مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي موقفاً جديداً بشأن خفض أسعار الفائدة وسط ارتفاع مخاطر التضخم، وقرروا التحرك بشكل أبطأ في الأشهر المقبلة.
«المشاركون أشاروا إلى أن لجنة السياسة النقدية كانت عند أو بالقرب من النقطة التي سيكون من المناسب عندها إبطاء وتيرة تيسير السياسة النقدية»، وفق ما أظهره محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة يومي 17 و18 ديسمبر. و«اقترح العديد من المشاركين أن مجموعة متنوعة من العوامل تؤكد الحاجة إلى اتباع نهج دقيق في قرارات السياسة النقدية خلال الأرباع القادمة» وفق ما ورد بالمحضر.
وأشار أعضاء اللجنة إلى ارتفاع قراءات التضخم، واستمرار قوة الإنفاق، وانخفاض المخاطر السلبية على توقعات سوق العمل والنشاط الاقتصادي، حسبما جاء في المحضر الذي صدر يوم الأربعاء في واشنطن.
افتراضات «بديلة»
أدرج مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي «افتراضات بديلة» حول تغيرات السياسة المحتملة في عهد الرئيس الأمريكي المقبل دونالد ترامب، ما أدى إلى توقعات نمو اقتصادي أبطأ قليلاً، كما توقعوا أن يظل التضخم ثابتاً.
أظهر المحضر أن «عدداً» من صناع السياسات النقدية أشاروا إلى أنهم أدرجوا أيضاً افتراضات بديلة في توقعاتهم الاقتصادية المحدثة.
وجاء في المحضر: «رأى جميع المشاركين تقريباً أن المخاطر الصعودية على توقعات التضخم قد ارتفعت».
خفض محافظو البنوك المركزية الأمريكية سعر الفائدة المرجعي بمقدار ربع نقطة مئوية في الاجتماع إلى نطاق يتراوح بين 4.25% إلى 4.5%، وهو ما يمثل نقطة مئوية كاملة في التيسير النقدي منذ سبتمبر. وأدت الوتيرة السريعة إلى تصويت مخالف في سبتمبر وآخر في ديسمبر، وكل منهما يعد حدثاً نادراً في عهد الرئيس جيروم باول.
قال باول في المؤتمر الصحافي الذي أعقب الاجتماع: إن خفض ديسمبر كان «أصعب» من التخفيضات السابقة. واعترضت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند، بيث هاماك، مفضلة إبقاء أسعار الفائدة دون تغيير، وأظهرت التوقعات المحدثة موافقة ثلاثة مسؤولين آخرين. وفي سبتمبر، صوتت المحافظ ميشيل بومان ضد الخفض بمقدار نصف نقطة، وفضلت تخفيضاً أصغر.
التصويت
وصوّت أعضاء اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة على خفض سعر الفائدة إلى نطاق مستهدف يتراوح بين 4.25% و4.5%، خلال اجتماع الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر ومع ذلك، فقد خفضوا أيضاً توقعاتهم للتخفيضات المتوقعة في العام 2025 إلى مرتين فقط بدلاً من أربع مرات.
خفض الاحتياطي الفيدرالي نقطة مئوية كاملة من سعر الفائدة منذ سبتمبر، وتشير توقعات السوق الحالية إلى تحرك واحد أو اثنين في الفائدة فقط هذا العام.
أشار محضر الاجتماع إلى أن وتيرة التخفيضات المقبلة من المرجح أن تكون أبطأ بالفعل.
شكوك حول التضخم
وبحسب وثائق المحضر، أشار معظم المسؤولين في الفيدرالي إلى أنه في حين يرون أن التضخم يتجه نحو الانخفاض إلى 2%، فإنهم لا يتوقعون حدوث ذلك الآن حتى العام 2027، ويتوقعون أن المخاطر القريبة الأجل هي في الاتجاه الصعودي.
ارتفع مؤشر التضخم الأكثر متابعة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، وهو مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي، بنسبة 2.4% على أساس سنوي حتى نوفمبر، و2.8% بعد استبعاد الغذاء والطاقة. أشار مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي منذ الاجتماع إلى أنهم ليسوا في عجلة لخفض أسعار الفائدة ويريدون رؤية المزيد من الأدلة على أن زيادات الأسعار بدأت تستقر.
وقالت محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي ليزا كوك، يوم الاثنين: «منذ سبتمبر، أصبحت سوق العمل أكثر مرونة إلى حد ما، في حين كان التضخم أكثر رسوخاً مما افترضت في ذلك الوقت. لذلك أعتقد أننا قادرون على المضي قدماً بحذر أكبر حيال المزيد من التخفيضات».
ويُتوقع أن يواجه الاحتياطي الفيدرالي مجموعة من السياسات الجديدة من إدارة ترمب القادمة، بشأن الرسوم الجمركية والهجرة والضرائب، والتي يمكن أن تؤثر في مسار توقعاته.
الحذر بشأن عدم اليقين تجاه سياسات ترامب
من دون الإشارة إلى ترامب بالاسم، تضمن ملخص الاجتماع أربع إشارات على الأقل إلى التأثير الذي قد تخلفه التغييرات في سياسة الهجرة، والتجارة على الاقتصاد الأمريكي، بحسب شبكة «سي إن بي سي».
ومنذ فوز ترامب في الانتخابات في نوفمبر، أشار إلى خطط لفرض تعرفات جمركية عقابية صارمة على الصين والمكسيك وكندا، فضلاً عن شركاء تجاريين آخرين للولايات المتحدة. وإضافة إلى ذلك، يعتزم ترامب مواصلة المزيد من إلغاء القيود التنظيمية على مجالات الأعمال المختلفة، إضافة إلى الترحيل الجماعي للمهاجرين غير الشرعيين.
ومع ذلك، فإن مدى ما ستكون عليه تصرفات ترامب، وعلى وجه التحديد كيف سيتم توجيهها، يخلق نطاقاً من الغموض بشأن ما هو قادم، وهو ما قال أعضاء لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية إنه يتطلب الحذر.
أخبار متعلقة :