ابوظبي - ياسر ابراهيم - الخميس 14 نوفمبر 2024 11:41 مساءً - شكل الوعي المجتمعي البيئي في دولة الإمارات ركيزة مهمة من ركائز العمل البيئي، ورافداً قوياً حملت مسؤوليته كفاءات مجتمعية تدرك حجم التحديات البيئية، وتسهم بجهودها في تقديم الحلول الكفيلة بالحد من زيادة التصحر ومواجهته بمبادرات تطوعية لزيادة المسطحات الخضراء والتشجير، بالتعاون مع الجهات الحكومية المعنية سواء على المستوى الاتحادي أو المحلي.
وتحفل تجربة دولة الإمارات في ميدان العمل التطوعي من أجل البيئة بالعديد من الإنجازات والنجاحات، التي تحققت على يد متطوعين، يشكلون مختلف شرائح المجتمع، فتحت لهم الأبواب جهات رسمية معنية بالبيئة والزراعة حرصاً منها على تعزيز المسؤولية المجتمعية، وتوفير فرص تطوعية ميدانية، للمساهمة في حماية واستدامة البيئة المحلية، وتعزيز التنمية المستدامة.
وتحرص قيادة دولة الإمارات على ترسيخ مفاهيم العمل البيئي لتحقيق الاستدامة في المجتمع، وتأتي مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بإعلان عام 2023 «عام الاستدامة» في دولة الإمارات العربية المتحدة، تحت شعار «اليوم للغد»، وإعلان سموه عن تمديد عام الاستدامة ليشمل 2024، في إطار تشجيع الممارسات المستدامة والعمل الجماعي، وليكون جزءاً مهماً في هذه المنظومة التوعوية، التي تسعى من ورائها دولة الإمارات إلى إبراز أهمية تراثها الحافل منذ تأسيسها في إطلاق وتبني المبادرات المستدامة، فضلاً عن نشر الوعي بقضايا حماية البيئة واستدامة الموارد وفتح الباب لمزيد من مشاركات أبناء المجتمع في الجهود الوطنية المرتبطة بقضايا حماية البيئة ومواجهة تداعيات التغير المناخي.
وتنسجم هذه الجهود مع المبادرات الرامية إلى ترسيخ ثقافة الاهتمام بالقطاع الزراعي، التي تتماشى مع مستهدفات البرنامج الوطني «ازرع الإمارات»، الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حيث يضم البرنامج مبادرات عدة، تدعم توجهات الإمارات للتنمية الزراعية، وتعزيز معدلات الأمن الغذائي الوطني المستدام.
ويستهدف البرنامج الوطني «ازرع الإمارات» تشجيع المجتمع المحلي على الإنتاج الذاتي المنزلي لأهم المنتجات الزراعية، وتوسيع الرقعة الخضراء في الدولة، ودعم جهود الحفاظ على البيئة، وترسيخ صورة ذهنية إيجابية عن المنتج المحلي ذي القيمة الغذائية العالية، كما يدعم البرنامج «عام الاستدامة 2024»، ويعزز منظومة الاستدامة البيئية عبر المساهمة الفعالة للمنتجات المحلية في خفض البصمة الكربونية كمنتجات طازجة.
فعاليات سنوية
وتحرص دولة الإمارات على تنظيم فعاليات سنوية معنية بموضوع التشجير وزيادة المساحات الخضراء، بحيث يتم خلالها تكثيف جهود تشجير الأراضي بأيادي المتطوعين، الذين يدركون أهمية المساهمات المجتمعية في تعزيز الاستدامة وتزيين المدن، ونشر الرقعة الخضراء والاهتمام بالأشجار والنباتات المحلية على وجه الخصوص، وذلك فضلاً عن أهمية التشجير في استهلاك كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون.
ومنذ أكثر من أربعة عقود حرصت دولة الإمارات على إطلاق «أسبوع التشجير»، الذي يقام على مستوى دولة الإمارات سنوياً، ويتم خلاله زراعة الآلاف من الأشجار. ويهدف أسبوع التشجير إلى إشراك فئات المجتمع وأصحاب الهمم في فعالياته وتعزيز دورهم في نشر الرقعة الخضراء، والاهتمام بنباتات البيئة المحلية والتوعية بأهمية التشجير، وتوعية المجتمع لمعرفة الأشجار المحلية والحفاظ عليها.
ويجري التوسع في المساحات الخضراء بوتيرة متسارعة على مدار العام، كما يزداد الوعي المجتمعي لدى الطلبة والأجيال الجديدة بالقضايا البيئية، وأهمية التفاعل مع البرامج والمبادرات الوطنية الهادفة لحماية الموارد الطبيعية، ومكافحة التصحر، وهو ما تثبته كل عام المشاركة المجتمعية الواسعة، ومن مختلف الشرائح العمرية في أسبوع التشجير.
وجاء أسبوع التشجير الـ 44 هذا العام في الدولة، والذي انطلق في فبراير الماضي تحت شعار «معاً فلنزرع الإمارات»، بهدف توعية المجتمع بأهمية التشجير، ومشاركة أفراده في غرس الأشجار والمساهمة في الحفاظ على البيئة والتنوع البيولوجي في الدولة، ومضاعفة مساهمة التشجير في مواجهة التحديات البيئية والمناخية، بمشاركة كافة الجهات المعنية والفئات المجتمعية في كل إمارات الدولة، من خلال فعاليات التشجير في العديد من المواقع. وقامت وزارة التغير المناخي والبيئة بتوفير شتلات من أشجار القرم للجهات المعنية في الدولة المشاركة في فعاليات الأسبوع لزراعتها، نظراً لأهمية تلك الأشجار كخزانات طبيعية للكربون، وفي إطار إيفاء الإمارات بالتزامها بزراعة 100 مليون شجرة قرم بحلول عام 2030 كأحد الحلول القائمة على الطبيعة للمساهمة في مواجهة التغيرات المناخية، والحد من الانبعاثات الكربونية في الإمارات والعالم.
أخبار متعلقة :