الأسهم الأوروبية تجذب المستثمرين الباحثين عن فرص رخيصة

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الاثنين 7 أكتوبر 2024 01:10 صباحاً - يتجه المستثمرون الباحثون عن فرص في السوق الأمريكية المزدهرة نحو الأسهم الأوروبية التي تتمتع بصلات قوية بالسوق الأمريكية، ولكن يتم تقييمها بأسعار أقل مقارنة بنظيراتها الأمريكية، وفقاً لما ذكره عدد من مديري صناديق الاستثمار.

Advertisements

وشهدت أسهم شركات أوروبية كبرى مثل مجموعة الدفاع البريطانية «بي إيه إي سيستمز» وشركة «شنايدر إلكتريك» الفرنسية وشركة الأدوية العملاقة «نوفو نورديسك» ارتفاعاً حاداً هذا العام، مدفوعة برغبة المستثمرين في اقتناص شركات أوروبية تحقق أداءً مماثلاً للشركات الأمريكية، لكن بأسعار أقل.

وارتفعت أسهم «بي إيه إي» بنسبة 17%، بينما قفزت أسهم «شنايدر» بنسبة 29%، وحققت أسهم «نوفو نورديسك» مكاسب بنسبة 11%. وقال ديف تشاكرابرتي، كبير مسؤولي الاستثمار للنمو العالمي المركز في «تحالف برنشتاين»، التي تمتلك حصصاً في العديد من الشركات التي تتخذ من أوروبا مقراً لها والتي تتمتع بتعرض كبير للولايات المتحدة، بما في ذلك شركة «إس إيه بي»: «إن حقيقة أنك قادر على الحصول على هذه الشركات بتقييم أقل أمر يتم تجاهله، وهذه هي عدم كفاءة التسعير التي نستمر في استغلالها، ونتوقع أن نحصل على عائد مقابل ذلك».

وعززت البيانات القوية الأخيرة للوظائف الأمريكية توقعات المستثمرين بأن الولايات المتحدة ستنجح في تحقيق ما يُعرف بالهبوط الناعم؛ حيث ينخفض التضخم بسرعة بينما تحافظ على نمو قوي وتوظيف مستدام، ومع ذلك كانت المشاعر تجاه التوقعات في أوروبا أكثر سلبية، حيث تباطأت الأنشطة التجارية مع تراجع التضخم.

وتولد عشرات الشركات الأوروبية الكبرى الجزء الأكبر من مبيعاتها في الولايات المتحدة؛ فشركة نوفو نورديسك، التي تصنع الأدوية الأكثر مبيعاً لفقدان الوزن «أوزيمبيك» و«ويغوفي» تحقق ما يقرب من 60% من إيراداتها من السوق الأمريكية، في حين أن السوق تشكل ما يقرب من 50% من مبيعات شركة الدفاع العملاقة «بي إيه إس سيستمز»، ومع ذلك فقد تخلفت شركة نوفو نورديسك الدنماركية، أكبر شركة في أوروبا من حيث القيمة السوقية، عن منافستها الأمريكية «إيلي ليلي»، التي ارتفعت أسهمها بنسبة 51% هذا العام.

ويزيد من جاذبية المجموعة الأوروبية للمستثمرين، بحسب بعضهم، انخفاض معدل سعر السهم إلى الربحية، والذي يبلغ 27 مرة حتى ديسمبر 2025، مقارنة بـ39 مرة لمنافستها الأمريكية، وفقاً لبيانات «فاكت ست».
وقال ستيفن سميث، مدير استثمار الأسهم في كابيتال غروب، إنه يرى فرصاً في شركات الأدوية والرقائق الإلكترونية الأوروبية؛ حيث يتم تداول هذه الشركات متعددة الجنسيات بأسعار منخفضة مقارنة بنظيراتها الأمريكية.
وأضاف سميث: «حيثما يوجد نظير أوروبي وأمريكي، يتم تداول النظير الأوروبي بخصم في التقييم، ونرى في ذلك فرصة جيدة».

وقال فيل ماكارتني، مدير صندوق الأسهم الأوروبية في «جوبتير لإدارة الأصول»، إنهم يقومون باختيار شركات مثل مزود البيانات «إكسبيريان»، ومجموعة الطاقة «شنايدر إلكتريك»، وشركة صناعة البرمجيات «إس إيه بي»، التي تتمتع بتعرض على السوق الأمريكية، ومن المحتمل أن تستفيد من المزيد من تخفيضات أسعار الفائدة. وأضاف: «لقد بقيت لديهم قوة للأرباح».

وقالت لويز دودلي، مديرة المحفظة في شركة فيدراتيد هيرميس، إن الجمع بين الحوكمة المحسنة للشركات الأوروبية، بما في ذلك ظروف العمل وخطط الانتقال الجادة نحو الحياد الكربوني، مع التعرض للسوق الأمريكية يعد ميزة إضافية. وأضافت: «إن الشركة الأوروبية التي تفي بهذه المعايير ولكن لديها تعرض للسوق الأمريكية كمحرك للنمو تعد شركة جذابة».

في يوليو، حث بنك «غولدمان ساكس» عملاءه على بناء مراكز في نحو 45 شركة أوروبية ذات تعرض كبير للسوق الأمريكية للاستفادة من النمو المرتفع، حيث كانت نسبة السعر إلى الأرباح المستقبلية للأشهر الاثني عشر المقبلة على سلة الأسهم المختارة تتداول في ذلك الوقت عند أدنى مستوى لها منذ الأزمة المالية العالمية.

وقالت شارون بيل، المحللة في غولدمان ساكس: «لطالما كانت الشركات الأوروبية عالمية للغاية، هذا ليس أمراً غير عادي. ما تغير هو أن الولايات المتحدة أصبحت تتمتع بميزة أكبر بكثير».

ومنذ ذلك الحين، عدّل البنك تصنيفه إلى «لا توصية نشطة» بعد ارتفاع الأسهم، ومع ذلك لا تزال السلة، التي تشمل شركات مثل «نوفو نورديسك» و«بي إيه إي سيستمز» و«ستيلانتيس»، أقل من متوسطها التاريخي على المدى الطويل.

أخبار متعلقة :