صناديق بطاريات التخزين.. هل هي استثمار خاسر؟

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الاثنين 7 أكتوبر 2024 01:10 صباحاً - يبدو العديد من تقنيات الطاقة النظيفة مربحة للمستثمرين نظرياً، لكن تطبيقها على نطاق واسع محفوف بالمخاطر في الواقع. وتعد المركبات الكهربائية خير مثال على ذلك، وكذلك بطاريات التخزين.

Advertisements


وتؤدي رغبة بريطانيا في أن تشكل الطاقة النظيفة العمود الفقري لنظامها الكهربائي بحلول عام 2030 إلى وجود حاجة كبيرة وواضحة إلى البطاريات. وبناءً على ذلك، يركز عدد من صناديق الاستثمار المتخصصة المدرجة في سوق لندن منذ عام 2018 على مشاريع بطاريات أيونات الليثيوم.


ومع ذلك، فقد هوت أسعار أسهم شركتي الاستثمار اللتين تركزان حصراً على سوق البطاريات البريطانية، وهما «غريشام هاوس إنرجي ستورديج فاند» و«هارموني إنرجي إنكوم تراست»، منذ بداية العام الماضي. وتتداول أسهم كلا الشركتين الآن بخصم يقارب 50% مقارنة بصافي قيمة أصولهما.


وفي الواقع، فقد واجهت صناديق الاستثمار المراعية للبيئة بصفة عامة صعوبة خلال الأعوام القليلة الماضية، إذ دفع ارتفاع التضخم المستثمرين نحو الاستثمارات منخفضة الخطورة، والسندات الحكومية عالية العائد، والمنتجات النقدية. كما تراجعت أسعار الطاقة إلى مستويات ما قبل الحرب الأوكرانية بصورة تخطت التوقعات.


ومع ذلك، يجري تداول صناديق بطاريات التخزين بخصومات أكبر مقارنة بصناديق الاستثمار المتنوعة الأخرى. ويمكن تفسير ذلك باعتمادها المتزايد على أسعار السوق، على عكس مطوري طاقة الرياح البحرية الذين يسعون إلى الفوز بعقود حكومية تضمن سعراً محدداً للوحدة المنتجة لتغطية جزء كبير من الإنتاج المتوقع. أما بالنسبة للبطاريات، فتكمن الفرصة في تخزين الكهرباء عندما تكون الأسعار منخفضة وبيعها بسعر أعلى في وقت لاحق.


ويشكو مطورو بطاريات التخزين أيضاً من تجاهل شركات تشغيل النظم الكهربائية في بريطانيا لها بصورة متكررة وطلبها المزيد من محطات الطاقة الأكثر تكلفة التي يشغلها الغاز عندما لا يكون هناك ما يكفي من ناتج توليد الطاقة المتجددة. وتعترف مشغلة النظم الكهربائية، بحدوث ذلك، وتلقي باللوم على أنظمة الحواسيب القديمة. ومع ذلك، فلن يكتمل التحديث تماماً حتى عام 2027.


وفي الوقت ذاته، تواجه صناديق بطاريات التخزين حالة من عدم اليقين فيما يتعلق بالإيرادات. فقد خفضت «غريشام» أخيراً صافي قيمة أصولها للسهم الواحد بنسبة 15%، مما يعكس انخفاض التوقعات. وتحول الانتباه صوب الحفاظ على النقد، فعلقت كل من «غريشام» و«هارموني» توزيع الأرباح هذا العام.


تحاول كلا الشركتين زيادة الدخل عن طريق العقود. وتوصلت «غريشام» إلى صفقة تؤجر بموجبها فعلياً سعة البطاريات المتاحة إلى «أوكتبوس إنرجي». وتعتقد جوان كولينز، المحللة لدى «إديسون غروب»، أن هذا سيثبت إيرادات «غريشام» طوال العامين المقبلين عند أكثر من 50% من محفظتها. ومن شأن ذلك تحقيق إيرادات سنوية بفضل التعاقدات بقيمة 43 مليون جنيه استرليني طوال فترة سريان الاتفاق. وعلى النقيض من ذلك، فقد سجل إجمالي إيرادات النصف الأول مستويات أقل من نصف هذه القيمة، وبلغت 17.9 مليون استرليني.


ومن شأن هذا الإسهام في تحقيق هدف استئناف توزيعات الأرباح للمساهمين. لكن السؤال الأكبر سيتمثل في كيفية تمويل صناديق البطاريات للنمو. وتبدو زيادة رأس المال وتحمل مزيد من الديون صعباً. ولذلك، تبدو صناديق البطاريات عالقة في وضع ليس إيجابياً بالمرة لأعوام قليلة مقبلة.

أخبار متعلقة :