إعصار هيلين يعطل تعدين الكوارتز ويوجه ضربة لصناعة الرقائق

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأحد 6 أكتوبر 2024 12:57 صباحاً - تيم برادشو

Advertisements

كشف إعصار هيلين عن ثغرة غير معروفة في سلسلة توريد أشباه الموصلات، فقد تسببت الفيضانات في منطقة المناجم بولاية كارولينا الشمالية في توقف إنتاج الكوارتز فائق النقاء الذي يشكل أهمية بالغة لتصنيع الرقائق.

وكانت العاصفة، الأكثر فتكاً في البر الرئيسي للولايات المتحدة منذ إعصار كاترينا في عام 2005، قد غمرت بلدة سبروس باين الجبلية، والتي يقول الخبراء إنها تنتج ما يصل إلى 90% من الكوارتز فائق النقاء في العالم. ويستخدم هذا المعدن النادر في صنع الأوعية التي يتم فيها إنتاج السيليكون عالي الجودة المستخدم في أشباه الموصلات.

وأي انقطاع طويل الأمد من شأنه أن يؤثر على الإنتاج النهائي للمكونات الأساسية في مجموعة واسعة من الإلكترونيات، من الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر إلى الألواح الشمسية. وتأتي هذه الضربة في وقت يفوق الطلب المتزايد على الخوادم لمعالجة الذكاء الاصطناعي بالفعل العرض من أكثر الرقائق تقدماً.

وقال فينس بيسر، الذي زار سبروس باين أثناء تأليف كتابه لعام 2018 عن دور الرمال في الاقتصاد العالمي: «هناك مصادر أخرى للكوارتز عالي النقاء في جميع أنحاء العالم ولكن حتى الآن لم يجد أحد أي مكان آخر يتمتع بنفس النقاء ونفس الكمية ونفس سهولة الوصول».

وعلى الرغم من وجود بعض المنتجين البديلين الصغار في روسيا والبرازيل والهند والصين، فإن تركيز سلسلة التوريد لهذه المادة الأساسية في بلدة جبلية صغيرة يبلغ عدد سكانها حوالي 2000 نسمة «عجيب للغاية، لأنه لا يوجد بديل حقيقي لها».

وقالت شركة سيبلكو، وهي شركة تعدين مقرها بلجيكا تدير أكبر منشأة لإنتاج الكوارتز في سبروس باين، إن المنطقة «تضررت بشدة».

وأوضحت الشركة بعد توقف العمليات في 26 سبتمبر، بسبب العاصفة، قائلة: «تسبب الإعصار في حدوث فيضانات واسعة النطاق وانقطاع التيار الكهربائي وانقطاع الاتصالات وإلحاق أضرار كبيرة بالبنية التحتية الحيوية في المنطقة».

وقالت الشركة إن جهودها في التعافي أحرزت «تقدماً كبيراً»، مضيفة: «إن التقييم الأولي يشير إلى أن مرافقنا العاملة في منطقة سبروس باين لم تلحق بها في النهاية سوى أضرار طفيفة. وعموماً، فإن التقييمات التفصيلية جارية».

وقالت شركة كوارتز كوربوريشن، وهي شركة تعدين أخرى في سبروس باين، إنه «من السابق لأوانه تقييم» المدة التي سيستغرقها استئناف الإنتاج. ومع ذلك، فإننا نظل واثقين من قدرتنا على تجنب أي انقطاع في الإمدادات لعملائنا من الكوارتز عالي النقاء.

ووصفت الشركة التي يقع مقرها الرئيسي في أوسلو بلدة سبروس باين بأنها «المنجم الوحيد على وجه الأرض الذي يحتوي على كوارتز نقي بما يكفي لإنتاج الأوعية اللازمة لتصنيع سبائك أشباه الموصلات».

وسبائك السيليكون المنتجة في بوتقات الكوارتز يتم تقطيعها إلى رقائق رقيقة يتم طبع الترانزستورات والدوائر عليها لصنع الرقائق، مما يجعلها لبنة أساسية لصناعة أشباه الموصلات التي تبلغ قيمتها 600 مليار دولار.

ويجب أن يكون الكوارتز المستخدم في هذه البوتقات نقياً بنسبة 99.999 % على الأقل، لتجنب تفاعله في حرارة شديدة مع «السيليكون المتعدد» الأكثر نقاءً والذي تصنع منه رقائق الكمبيوتر. وقال فينس بيسر: «أعتقد أن الاضطراب الذي سببه إعصار هيلين سيعني بالتأكيد أزمة قصيرة الأجل سترفع الأسعار».

وعلاوة على المناجم المغمورة، تأثرت البنية التحتية للنقل في المنطقة بشكل خطير بأضرار العاصفة. وتقدر شركة «سيمي أناليسيز»، وهي شركة استشارية للرقائق، أن مصنعي رقائق السيليكون مثل «جلوبال ويفرز» و«سيلترونك» و«سامكو» لديها ما بين 3 إلى 8 أشهر من المخزونات المتاحة لصانعي الرقائق مثل «إنتل» و«سامسونج» و«تي اس إم سي».

وقال محللون إن المخزون الحالي يمكن أن يشكل حماية ضد أي اضطراب، ومن المحتمل أن تستأنف أنشطة التعدين قبل أن يستنفد المخزون، لكن إد كونواي، مؤلف كتاب «عالم المواد»، وهو كتاب يتناول ستة من أهم المواد في الصناعة الحديثة، بما في ذلك الرمل ــ يعتقد أن الأمر قد يستغرق عدة أشهر أخرى حتى تصل العمليات إلى طاقتها السابقة.

وكتب في رسالة إخبارية منذ أيام: «من الصعب للغاية أن نتخيل أن هذا لن يكون له بعض التأثير على الأقل. وعموماً، تؤكد هذه الأحداث مدى هشاشة الأسس الاقتصادية لحياتنا. وقليل من الناس يقضون الكثير من الوقت في التفكير في أماكن مثل سبروس باين، إلى أن يحدث شيء كهذا ثم فجأة يصبح كل شيء مهماً».

أخبار متعلقة :