ابوظبي - ياسر ابراهيم - السبت 5 أكتوبر 2024 01:22 صباحاً - ارتباط ثروات القطاع بشكل وثيق بمستقبل ثاني أكبر اقتصاد في العالم تحدث المسؤولون التنفيذيون لسنوات عن كيف أن دورة فائقة في التحول بمجال الطاقة كانت على وشك إعادة تشكيل الصناعة، وتغييرها من الرهان على الطلب الصيني القوي على المواد الخام والتعدين إلى شيء أكثر عالمية واستراتيجية، لكن هذا لم يحدث ولا يزال القطاع يشهد هيمنة للصين.
ولقد بلور الأسبوع الماضي مدى ارتباط ثروات القطاع بشكل وثيق بمستقبل ثاني أكبر اقتصاد في العالم، فقد ارتفعت أسهم «الأربع الكبار» التي تنقب عن مختلف المعادن، وهي «بي إتش بي» و«ريو تينتو» و«أنغلو أمريكا» و«غلينكور»، بنحو 10% خلال الشهر الماضي.
بعد إعلان الصين جهوداً لتعزيز اقتصادها المتعثر، اشتملت على تدابير لدعم قطاع العقارات وفيما سبق، حذت أسهم هذه الشركات حذو الاتجاه الهابط الذي عانته الصين.
ورغم الجهود المبذولة للنمو في التنقيب عن النحاس ومعادن البطاريات الأخرى، وما يطلق عليها «سلع المستقبل»، إلا أن شركات التعدين العالمية لا تزال تعتمد على خام الحديد الضروري لتصنيع الصلب، باستثناء ملحوظ تتمتع به «غلينكور».
في الوقت نفسه، شهدت سلع المستقبل طلباً مخيباً للآمال وأسعاراً أقل مع ازدهار أنشطة الكهربة، فيما تستغرق السيارات الكهربائية ومصادر الطلب الأخرى وقتاً أطول من المتوقع.
ويؤدي هذا إلى ارتباط ظروف القطاع بأسعار خام الحديد، التي قفزت قرابة 20% في سنغافورة الأسبوع الماضي، وما زالت الصين أكبر مستهلكة للصلب، رغم انخفاض الطلب بنحو 30% بسبب قطاع العقارات المتعثر، مقارنة بذروة عام 2000.
ولكن مثل هذا الارتفاع قد لا يستمر، فهناك عوامل موسمية أشارت بالفعل إلى انتعاش أسعار خام الحديد في الربع الرابع، وعادة ما يبدأ مصنعو الصلب الصينيون في هذا الوقت في تخزين الخام لتلبية احتياجات الإنتاج في فترة رأس السنة القمرية الجديدة.
كما يمكن أن يتعطل العرض بسبب الظروف الجوية في أستراليا والبرازيل، بحسب المحلل إفريم رافي من سيتي جروب.ويتوقع عدد قليل أن يغير هذا التحفيز آفاق خام الحديد خلال العقد الحالي، ويبدو أن التحفيز العقاري صمم إلى حد كبير للعمل من خلال المخزون غير المباع.
ويرى كولين هاملتون، محلل السلع لدى «بي إم أو»، أن تدابير التحفيز لم تتضمن الكثير لتعزيز نشاط التشييد على المدى القريب.ومع ارتفاع العرض من منجم سيماندوا التابع لشركة «ريو تينتو» في غينيا، تسارع شركات التعدين لخفض التكاليف.
وركزت «بي إتش بي» على خفض تكاليف الإنتاج لأن التدفق النقدي الحر الذي تولده الشركة من كل طن من خام الحديد أعلى بنحو 8 إلى 10 دولارات من أقرب منافسيها، وفقاً لما قالته فانديتا بانت، المسؤولة المالية لدى الشركة.
يكمن الأمل الحقيقي للقطاع إذاً في ارتفاع أسعار النحاس والمعادن المرتبطة بالبطاريات في نهاية الأمر.وتجدر الإشارة إلى أن تحسن آفاق هذه السلع، وارتفاع تقييمات الشركات المتخصصة في التنقيب عن النحاس، من بين العوامل المحركة لإبرام الصفقات في القطاع.
ومع ذلك، تظل الصين أكبر مشترية للنحاس على مستوى العالم. ولذا، وسواء أعجبك هذا أم لم يعجبك، ستظل شركات التعدين وكالات للصين في المستقبل المنظور.
أخبار متعلقة :