حال المال والاقتصاد

تأرجح المؤشرات العالمية وسط ترقب المستثمرين للنصف الثاني

تأرجح المؤشرات العالمية وسط ترقب المستثمرين للنصف الثاني

ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأحد 6 يوليو 2025 01:26 صباحاً - أسواق الطاقة والمعادن الثمينة لم تكن بمنأى عن هذه التفاعلات واستجابت للمخاوف المتنامية حيال الاستقرار المالي الأمريكي


وفاء عيد، مدحت عبد الحميد، ومصطفى عبد القوي

كانت الأسواق المالية العالمية على موعد مع سلسلة من المتغيرات التي تباينت تداعياتها بين وول ستريت، والعواصم الأوروبية، وأسواق آسيا في الأسبوع الأول من شهر يوليو.

ومع تداخل المعطيات السياسية والاقتصادية، بدا المشهد مرآة دقيقة لحالة الترقب التي تسود أوساط المستثمرين في مطلع النصف الثاني من العام.

شهد الأسبوع زخماً لافتاً في البيانات الاقتصادية والتصريحات الرسمية التي أسهمت في إعادة تشكيل المزاج الاستثماري، لا سيما في ظل استمرار الجدل حول السياسات النقدية الأمريكية وتوجهات الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة.

كما أسهمت تطورات ملف الرسوم الجمركية، سواء مع أوروبا أو آسيا، في زيادة الضبابية، خصوصاً في ظل تصعيد الخطاب السياسي من قبل الإدارة الأمريكية.

ولم تكن أسواق الطاقة والمعادن الثمينة بمنأى عن هذه التفاعلات، حيث استجابت للمخاوف المتنامية حيال الاستقرار المالي الأمريكي.

محصلة خضراء في وول ستريت

في أسبوع تداول قصير أغلقت بورصتا نيويورك وناسداك يوم الخميس الساعة الواحدة ظهراً بتوقيت شرق الولايات المتحدة، مع عطلة يوم الجمعة بمناسبة عيد الاستقلال، حيث سجلت المؤشرات الأمريكية الرئيسة ارتفاعاً جماعياً.

وسجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ارتفاعاً بنسبة 1.7 % منهياً التعاملات عند مستوى 6,279.35 نقطة. كذلك ارتفع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 1.6 % منهياً التعاملات عند مستوى 20,601.10 نقطة. وارتفع داو جونز الصناعي بنسبة 2.3 % عند النقطة 44,828.53.

وشهد الأسبوع عدداً من البيانات والتصريحات المحركة للسوق، بما في ذلك بيانات الوظائف غير الزراعية، الصادرة يوم الخميس، والتي أظهرت ارتفاعاً بـ 147 ألف وظيفة في يونيو، وهو أعلى من التوقعات البالغة 110 آلاف وظيفة، والزيادة المعدلة بالرفع في مايو والبالغة 144 ألف وظيفة. كما أظهرت بيانات البطالة انخفاضاً إلى 4.1 % مقابل توقعات بنسبة 4.3 %.

كما أظهرت بيانات أمريكية هذا الأسبوع أيضاً انخفاضاً في عدد الوظائف في القطاع الخاص بمقدار 33 ألف وظيفة الشهر الماضي، ما أثار مخاوف من أن الاقتصاد ربما بدأ يتعثر تحت وطأة التغيرات السياسية السريعة في واشنطن.

كما راقب المتداولون تصريحات رئيس الفيدرالي الأمريكي جيروم باول، خلال تجمع للبنوك المركزية في البرتغال، والذي أكد على نهج الترقب والانتظار بالنسبة لما ستظهره البيانات وتأثير الرسوم الجمركية. في الوقت الذي جدد فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتقاداته وهجومه على باول.

ووفقاً لأداة FedWatch التابعة لمجموعة CME، فإن التوقعات تشير إلى احتمال بنسبة 95 % تقريباً لإبقاء الاحتياطي الأمريكي أسعار الفائدة ثابتة في اجتماعه المقرر في وقت لاحق من هذا الشهر.

وشهدت غالبية أسهم الكبار في «وول ستريت» ارتفاعاً هذا الأسبوع، تتقدمهم أسهم صانعة الآيفون، شركة أبل، بارتفاع بنسبة 6.24 %، كما ارتفعت صانعة الرقائق إنفيديا بنسبة

2.79 %، ونمت أمازون بنحو 3 % خلال الأسبوع. بينما على الجانب الآخر تهاوت أسهم صانعة السيارات الكهربائية تسلا بأكثر من 3 % خلال الأسبوع الأول من يوليو، مع مراقبة المستثمرين التطورات المرتبطة بمشروع قانون ترامب الضريبي، الذي أقره الكونجرس، ووقع عليه ترامب الجمعة، بعد تحذيرات وانتقادات واسعة النطاق من عدد من الاقتصاديين الأمريكيين المستقلين.

تراجع الأسهم الأوروبية

ومع تصاعد مخاوف المستثمرين من مخاطر إعادة فرض الرسوم الجمركية الأمريكية مرة أخرى، سجل المؤشر الأوروبي «ستوكس 600» خسائر أسبوعية بنحو 0.46 %، منهياً تعاملات الأسبوع الأول من يوليو عند مستوى 541.13 مقارنة مع مستوى 543.63 في الأسبوع الأخير من يونيو.

وفي أكبر اقتصاد بأوروبا، تراجع مؤشر داكس الألماني بأكثر من 1 %، مغلقاً عند مستوى 23,787.45 نقطة، مقارنة مع 24,033.22 الأسبوع السابق.

فيما سجل مؤشر كاك الفرنسي استقراراً نسبياً عند النقطة 7,696.27 بعدما أنهى تعاملات الأسبوع الماضي عند 7,691.55 نقطة بتراجع نسبته 0.05 %، فيما خالف مؤشر فوتسي البريطاني الاتجاه مسجلاً ارتفاعاً بنسبة 0.27 % بعدما أغلق عند مستوى 8,822.91 نقطة، مقابل 8,798.91 الأسبوع السابق.

ويسعى الاتحاد الأوروبي للتوصل إلى «اتفاق مبدئي» مع الولايات المتحدة بخصوص الرسوم الجمركية قبل الموعد النهائي لانتهاء المهلة المقررة، سعياً إلى تخفيف الرسوم الجمركية بشكل فوري في القطاعات الرئيسة كجزء من أي اتفاق تجاري.

الأسهم اليابانية في المنطقة الحمراء

وفي طوكيو، سجل مؤشر نيكاي الياباني خسائر أسبوعية بنسبة 0.85 %، منهياً سلسلة مكاسب استمرت ثلاثة أسابيع ليهبط إلى النقطة 39,810.88، فاقداً مستويات الـ 40 ألف نقطة، وسط عمليات جني أرباح.

وراقب المستثمرون خلال الأسبوع التطورات المرتبطة بموقف المفاوضات بين الولايات المتحدة واليابان فيما يخص الرسوم الجمركية، مع تهديدات الرئيس ترامب برسوم تصل إلى

35 % على طوكيو، ومع تأكيد اليابان على إصرارها على مواصلة المفاوضات، وسط ملفات متشابكة ومعقدة بين الجانبين.

النفط والذهب

أما على صعيد أسعار النفط في أسبوع، فقد سجلت ارتفاعاً أسبوعياً محدوداً مع ترقب المتداولين اجتماع أوبك+ هذا الأسبوع، واحتمال أن تقرر الدول الأعضاء زيادة الإنتاج.

واستقرت العقود الآجلة لخام برنت عند مستوى أعلى بنحو

0.8 % منهية تعاملات الأسبوع عند تسوية الجمعة بـ 68.30 دولاراً للبرميل. كذلك ارتفعت العقود الآجلة للخام الأمريكي بنحو 1.5 % عند 66.88 دولاراً للبرميل.

وكانت العقود الآجلة للخامين القياسيين قد سجلت أعلى مستوياتها في أسبوع يوم الأربعاء، مع تعليق إيران تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأمر الذي أثار حينها مخاوف من أن النزاع المستمر بشأن برنامجها النووي قد يتطور مرة أخرى إلى صراع مسلح.

كذلك سجلت أسعار الذهب ارتفاعاً أسبوعياً، مع إقرار قانون الإنفاق وخفض الضرائب الذي اقترحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وسجل سعر الذهب في المعاملات الفورية، الجمعة 3,329.67 دولاراً للأونصة. وارتفع سعر الذهب بنسبة 1.7 % هذا الأسبوع. كما سجلت عقود الذهب الأمريكية الآجلة إلى 3339.30 دولاراً.

جاء ذلك الارتفاع الأسبوعي مدفوعاً بتنامي المخاوف المالية في الولايات المتحدة بعد تمرير القانون الجديد.

هذه السياسات أثارت قلق الأسواق من تزايد العجز المالي الفيدرالي، وهو ما انعكس سلباً على توقعات أداء الدولار ودفع المستثمرين نحو الأصول الآمنة، وعلى رأسها الذهب، ما أسهم في تعزيز الطلب عليه ودعم اتجاهه الصعودي خلال الأسبوع.

Advertisements

قد تقرأ أيضا