ابوظبي - ياسر ابراهيم - الاثنين 14 أبريل 2025 12:50 مساءً - شهد سوق السيارات الكهربائية في الإمارات خلال العام الماضي تطوراً كبيراً من حيث المبيعات، حيث دخل على خط المنافسة شركات جديدة نجحت في حجز مكان لها على خريطة المبيعات، وأبرزها «بي واي دي» التي استطاعت أن تتفوق عالمياً وتسعى إلى مزاحمة العملاق الأمريكي «تسلا» في السوق المحلي.
ووفق بيانات موقع «فوكاس تو موف»، وتقارير أخرى اطلعت عليها «حال الخليج»، ارتفعت مبيعات السيارات الكهربائية في الدولة بنسبة قياسية وصلت إلى 260% خلال العام الماضي، بعد أن شهد سوق بيع المركبات الجديدة ازدهاراً للعام الخامس على التوالي. كما بلغت حصة السيارات الكهربائية من إجمالي السوق 8% أي بما يعادل 21910 سيارة مباعة.
وهناك العديد من الأسباب التي أدت إلى انتعاشة كبيرة في مبيعات سوق السيارات في الإمارات، أبرزها أن الحكومة والقطاع حشدا جهودهما من أجل تعزيز التحول نحو التنمية المستدامة والحد من الانبعاثات الكربونية.
ومع تزايد الوعي البيئي وارتفاع أسعار الوقود التقليدي، اتجه المستهلكون بشكل متزايد نحو السيارات الكهربائية، ما أدى إلى نمو كبير في المبيعات. إضافة إلى ذلك ساهمت سياسات الإعفاءات الضريبية وتوفير البنية التحتية للمحطات الكهربائية، وإطلاق طرز جديدة من قبل شركات مثل «تيسلا»، و«بي واي دي» و«لوسيد»، و«بولستار» في زيادة المبيعات بشكل كبير.
يضاف إلى ذلك تطور البنية التحتية ومشاريع مثل «دبي للتنقل الذكي»، وتعاون شركات مثل «ديوا» و«بيئة» لإنشاء محطات شحن سريع، وكذلك انخفاض تكلفة بطاريات الليثيوم بنسبة 10% مقارنة بعام 2023، ما ساهم في خفض أسعار السيارات الكهربائية.
«تسلا» في المقدمة
وتشير الأرقام التي حصلت عليها «حال الخليج» إلى أن شركة «تسلا» لا تزال تتربع على قمة مبيعات السيارات الكهربائية بـ8 آلاف سيارة، ارتفاعاً من 4 آلاف سيارة في 2022 مسجلة نمواً ملحوظاً بسبب الشعبية الكبيرة لطرازي «موديل 3» و«موديل Y». أما في 2023، فقد زاد الطلب على سيارات «تسلا» بعد إطلاق طراز «موديل Y» بمبيعات وصلت إلى 7000 سيارة. ووصلت حصة الشركة من إجمالي المبيعات إلى 42% في السوق الإماراتي.
«بي واي دي» تتألق
وجاءت «بي واي دي» الصينية في المركز الثاني بمبيعات لامست 5000 سيارة، حيث نمت مبيعاتها 6 مرات وهذا يتناسب مع الأرقام الاستثنائية التي حققتها العلامة الصينية عالمياً بمبيعات قياسية تجاوزت بها رائد صناعة السيارات الكهربائية «تسلا».
وفي هذا الصدد، قال حسن نيرجز، المدير العام لشركة الفطيم للسيارات الكهربائية، و«بي واي دي» و«بوليستار»: ينمو سوق السيارات الكهربائية في دبي بسرعة، حيث وصلت مبيعات المركبات الكهربائية إلى 5% في 2023، ومن المتوقع أن تنمو إلى 30% بحلول عام 2030.
وأضاف: يتم تغذية هذا النمو بمبادرات حكومية ووعي متزايد بين المستهلكين حول الفوائد البيئية وتوفير التكاليف للسيارات الكهربائية. ونحن في «بي واي دي» ملتزمون بأداء دور محوري في تطور هذا السوق. وتتضمن خططنا التوسعية افتتاح صالات عرض جديدة في جميع أنحاء الإمارات، ستغطي 90% من السوق.
وأشار إلى توجيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بتطوير سوق دبي للسيارات، ليكون أكبر وأفضل سوق في العالم على مساحة 20 مليون قدم مربعة، يعد رؤية طموحة سوف ترسخ مكانة الإمارة مركزاً عالمياً لتجارة المركبات.
وقال إن السوق يساعد الحكومة على تحقيق أهدافها في مجال التنقل المستدام، والمتمثلة في وجود أكثر من 40 ألف مركبة كهربائية على الطريق بحلول 2030، والمساعدة على تحقيق أهداف الإمارات في الوصول إلى صفر انبعاثات بحلول 2050، ونحن نشهد بالفعل تحولاً كبيراً نحو التنقل الكهربائي. ومن المثير للاهتمام أنها لن تكون وجهة تجارية للسيارات الجديدة والمستعملة فحسب، بل ستضم أيضاً مركزاً للمؤتمرات والفعاليات المتعلقة بالسيارات، وبالتالي تصبح مركزاً للتجمع للصناعة وتبادل المعرفة.
وشدد على أن دبي تتمتع بمكانة جيدة لتصبح مركزاً عالمياً لتجارة السيارات، وخاصة في قطاع المركبات الكهربائية. إضافة إلى ذلك، باتت دبي مركزاً رئيساً للعلامات التجارية للسيارات الصينية بسبب الفرص التجارية المتزايدة في منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا.
ويرجع هذا التحول جزئياً إلى التعريفات الجمركية المفروضة على المركبات الصينية من قبل أسواق مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ما يجعل الشرق الأوسط بديلاً جذاباً، كما أن الموقع الاستراتيجي لدبي والسياسات الحكومية الداعمة وتطوير البنية التحتية ستستمر في ترسيخ مكانتها عاصمة لتجارة السيارات العالمية.
نمو ملحوظ لـ«لوسيد»
أما «لوسيد موتورز» فقد حققت مبيعاتها نمواً ملحوظاً خلال 2024، حيث عززت الشركة حضورها القوي في سوق الإمارات بفضل استراتيجيات تسويقية فعالة، ودعم حكومي، وزيادة الطلب على السيارات الكهربائية عالية الأداء.
فقد بلغ إجمالي مبيعات «لوسيد موتورز» في الإمارات خلال العام الماضي ما يقارب 1800 سيارة بنمو نسبته 40% مقارنة بالعام السابق عليه والذي سجل 1280 سيارة مباعة. كما أن الإمارات ساهمت بنسبة 15% من إجمالي مبيعات «لوسيد» في الشرق الأوسط.
وأكثر الطرز مبيعاً في الإمارات: «لوسيد أير تورينج» و«لوسيد أير جراند تورينج». وحققت الشركة نمواً بنسبة 40% في المبيعات بفضل هذين الطرازين. ومن المتوقع أن تصل مبيعات «لوسيد» إلى 2500 سيارة سنوياً بنهاية العام الجاري. ومثلت «لوسيد» نسبة 12% من إجمالي سوق السيارات الكهربائية في الإمارات خلال العام الماضي.
وأكدت الشركة أن هناك العديد من الأسباب التي ساعدت على نمو مبيعاتها في الإمارات وأبرزها الإعفاءات الضريبية، حيث استفادت من الإعفاءات الجمركية والضريبية على السيارات الكهربائية. كما استفادت الشركة من مبادرات التنقل المستدام، مثل استراتيجية دبي للتنقل الذكي 2030. كذلك استفادت من التوسع في البنية التحتية للشحن، حيث تعاونت مع «ديوا» لتركيب محطات شحن سريع مخصصة في مواقع رئيسة مثل دبي وأبوظبي.
وأكدت الشركة أنها حققت نمواً قوياً في سوق الإمارات بدعم من زيادة الطلب على السيارات الكهربائية الفاخرة، رغم وجود منافسة قوية مع الشركات الأخرى. ومع استمرار التوسع في البنية التحتية وإطلاق طرز جديدة، من المتوقع أن تحافظ «لوسيد» على نموها في السوق الإماراتي خلال السنوات القادمة.
«بولستار»
كذلك شهدت العلامة التجارية السويدية للسيارات الكهربائية الفاخرة «بولستار» نمواً ملحوظاً في سوق الإمارات خلال 2024. وباعتبارها جزءاً من مجموعة «جيلي» الصينية، استطاعت «بولستار» تعزيز وجودها في هذا السوق التنافسي من خلال التركيز على التصميم المتميز والأداء العالي والتقنيات المتطورة.
قد بلغ إجمالي مبيعات «بولستار» في الإمارات أكثر من 1000 سيارة بنمو نسبته 75% مقارنة بعام 2023 الذي شهد بيع 685 سيارة.
وكان الطراز الأكثر مبيعاً هو «بولستار 2» الذي سجل 85% من إجمالي مبيعات الشركة. ومثلت «بولستار» حصة نسبتها 7% من سوق السيارات الكهربائية في الإمارات. وقد نجحت الشركة في تعزيز حضورها بالسوق المحلي عبر افتتاح «صالات بولستار» في دبي وأبوظبي، واعتماد نموذج البيع المباشر، كما تبنت حملات إعلانية مكثفة تركز على الأداء والاستدامة. وتسعى الشركة إلى زيادة المبيعات إلى 1800 سيارة سنوياً بعد وصول طرازي «بولستار 3» و«بولستار 4». كما تستهدف زيادة الحصة السوقية إلى 10%.
«هيونداي»
أيضاً احتلت «هيونداي موتور» موقعاً متقدماً بين العلامات التجارية الكورية في قطاع السيارات الكهربائية بالإمارات، حيث تميزت بطرح سيارات كهربائية بتصاميم مبتكرة وتقنيات متطورة وبأسعار تنافسية، ما ساعدها على تعزيز حضورها في السوق الإماراتي.
وبلغ إجمالي مبيعات «هيونداي» 3450 سيارة كهربائية بنمو نسبته 55% مقارنة بعام 2023 الذي سجل 2225 وحدة بحصة 12% من إجمالي سوق السيارات الكهربائية. وبالنسبة للطرز الأكثر مبيعاً: «هيونداي أيونيك 5»، مسجلة بيع 1850 سيارة، و«هيونداي كونا» مسجلة 1100 سيارة، و«هيونداي أيونيك 6» مسجلة 500 سيارة.
أما باقي الشركات الأخرى مثل «مرسيدس» و«بورشه» و«بي إم دبليو» و«أودي» و«إم جي» فتسعى إلى زيادة حصتها السوقية في ظل منافسة محتدمة تسهم بشكل كبير في انتعاش سوق السيارات الكهربائية بالإمارات خلال العام الجاري.
