ابوظبي - ياسر ابراهيم - الخميس 3 أبريل 2025 06:50 مساءً - يتوقع خبراء التجارة العالمية أن تحدث الرسوم الجمركية الواسعة التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس الأربعاء، تأثيرات متتالية على قطاع التكنولوجيا، وتشمل هذه الإجراءات فرض رسوم بنسبة لا تقل عن 10% على جميع الدول، إلى جانب رسوم استيراد مرتفعة على شركاء تجاريين رئيسيين مثل أوروبا، الصين، فيتنام، الهند وكوريا الجنوبية، ما أدى إلى تراجع كبير في أسواق الأسهم بعد ساعات من بداية التداول.
بحسب تقرير لـ " سي إن بي سي"، تراجعت أسهم شركتي "ميتا" و"إنفيديا" بنسبة 5% تقريباً، في حين انخفضت أسهم "أبل" و"أمازون" بنسبة 6% تقريباً، إذ تُحقق "أبل" نحو نصف إيراداتها من بيع هواتف مصنعة في الصين والهند، كما تُصنّع بعض منتجاتها في فيتنام. وبالمثل، تعتمد منصة "أمازون" بشكل كبير على بضائع تُباع من قِبل تجار صينيين عبر سوقها الإلكتروني.
تبعات اقتصادية
يحذر الاقتصاديون من أن هذه التراجعات السوقية قد لا تكون سوى البداية، إذ يعتقدون أن البيت الأبيض يقود واحدة من أكبر التحولات في التجارة العالمية منذ عقود، والتي قد تؤدي إلى ارتفاع الأسعار بالنسبة للمستهلكين الأمريكيين ويضيف إلى التضخم الذي يعيشونه، وقد قامت "غولدمان ساكس" هذا الأسبوع برفع توقعاتها لاحتمال حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة خلال الـ 12 شهراً القادمة من 20% إلى 35%.
ويجب الإشارة هنا إلى أن أحد أسباب تصويت الأمريكيين لترامب هو امتعاضهم من التضخم خلال فترة بايدن، ولا يتصور أنهم سيقبلون الآن بارتفاع الأسعار مجدداً.
استثناء مهم
بعض الرسوم كانت منخفضة نسبياً، مثل تلك المفروضة على المملكة المتحدة وتشيلي والبرازيل، بينما فُرضت رسوم عالية (بين 26% و49%) على دول مثل الصين وكمبوديا وفيتنام وتايوان والهند وتايلاند.
بل إن ترامب فرض رسوماً على جزر غير مستقلة وبعضها لا يسكنها بشر أو لا تصدر شيئاً أصلاً!
في الوقت الحالي، استثنى ترامب فئة رئيسية من واردات التكنولوجيا وهي أشباه الموصلات، ما يعني أن شركات مثل "إنفيديا"، التي تستخدم رقائق متقدمة تصنعها شركة "تي إس إم سي" التايوانية، لن تدفع الرسوم المفروضة على تايوان والتي تبلغ 32%، لكن من غير الواضح ما إذا كانت هذه الرقائق معفاة من التعرفة العامة البالغة 10%.
يذكر أن نحو 44% من رقائق المعالجة (logic chips) التي تستوردها الولايات المتحدة تأتي من تايوان، وفقاً لتقدير حديث.
دي مينيميس
يتوقع خبراء الاقتصاد أن تتلقى التجارة الإلكترونية أكبر ضربة، خصوصاً في الصين، حيث وقع ترامب أمراً تنفيذياً ينهي ثغرة "دي مينيميس" التجارية، التي كانت تسمح للمستهلكين الأمريكيين باستيراد طرود من الصين وهونغ كونغ تقل قيمتها عن 800 دولار دون دفع رسوم.. واستفادت من هذه الثغرة شركات مثل "شي إن" و"تيمو" وكذلك "إي باي" و"إيستي".
سيؤثر إلغاء هذه السياسة قد يُؤثر سلباً على "أمازون" على الأرجح، وهي التي أطلقت أخيراً قسماً مخصصاً للبضائع الرخيصة المصنوعة في الصين.
تشير بعض التقديرات إلى أن هذا القرار قد "يعيد تشكيل تجربة التسوق الإلكتروني الأمريكية بالكامل."
وفي خضم الصدمة تخرج أصوات لاقتصاديين يرون أن الرسوم قد تكون ضرورية لإعادة بناء القدرات الصناعية الأمريكية بعد عقود من الاعتماد على الصين، لكنها تشدد على أهمية وجود خطة استراتيجية واضحة وطويلة المدى.