ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأربعاء 2 أبريل 2025 10:24 مساءً - شهدت المؤشرات الرئيسية في بورصة وول ستريت الأمريكية تقلبات كبيرة الأربعاء، حيث تحولت للارتفاع بعدما فتحت على انخفاض حاد في وقت يترقب فيه المستثمرون الإعلان عن تفاصيل رسوم جمركية أمريكية جديدة لتقييم تداعياتها على الاقتصاد العالمي والتضخم وإيرادات الشركات.

وصعد مؤشر داو جونز الصناعي خلال التداولات 166.2 نقطة أو 0.32 % إلى 42155.18 نقطة، وارتفع مؤشر ستاندرد أند بورز 500 بواقع 28.60 نقطة أو 0.45 % إلى 5658.80 نقطة، ومؤشر ناسداك المجمع 127.26 نقطة أو 0.59 % إلى 17574.73 نقطة.

على صعيد آخر، أفادت شركة المركبات الكهربائية «تسلا»، عن تراجع مبيعاتها في الربع الأول من العام الحالي 13 % في ظل انخفاض الإنتاج بينما تعمل على تحديث إحدى سياراتها، وسط ردود فعل سلبية على دور مديرها التنفيذي إيلون ماسك في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وسلّمت الشركة 336,681 سيارة في الربع المنتهي 31 مارس، بتراجع عن توقّعات المحلّلين، في وقت أشارت إلى «خسارة عدّة أسابيع من الإنتاج» بسبب العمل على تحديث طراز «واي» وهو الأخير منذ طرحه في 2020.

وانخفضت أسهم «تسلا» بأكثر من 6 % في التعاملات المبكرة في بورصة وول ستريت، بعد انخفاض التسليمات بأكثر من المتوقع مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. ولكن الانخفاض بلغ 2.2 % في التعاملات اللاحقة.

ويؤجج التراجع التساؤلات بشأن استمرار إيلون ماسك في إدارة الشركة التي كانت هدفاً لمقاطعات المستهلكين وللتخريب، رداً على مساهمة الملياردير في اتخاذ قرارات بصرف آلاف الموظفين في مختلف المؤسسات الفيدرالية الأمريكية.

وظائف جديدة

وأضاف القطاع الخاص الأمريكي 155 ألف وظيفة في مارس بعد إضافته 84 ألفاً في قراءة فبراير المعدلة بالرفع، ومقارنة بتوقعات إضافة 120 ألفاً، وفق ما ورد في تقرير «إيه دي بي» الشهري، ويشير ذلك إلى استمرار قوة سوق العمل رغم حالة عدم اليقين السياسي الراهنة، وتراجع ثقة المستهلكين، وهذا يهدد بإبقاء الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير خشية الضغوط التضخمية.

من جانبها قالت كريستين لاجارد، رئيسة المركزي الأوروبي في مقابلة مع إذاعة «تيوستوك» الأيرلندية، بأن الرسوم الجمركية التي يعتزم الرئيس الأمريكي ترامب فرضها سيكون لها تأثير سلبي على مستوى العالم، وأن الضرر سيعتمد على مدى تأثيرها ومدتها ومدى نجاح المفاوضات.

وأضافت: لأنه في كثير من الأحيان، تكون لتصعيدات الرسوم الجمركية آثار ضارة حتى على من يفرضها، وبالتالي تصل الأمور إلى طاولة مفاوضات يجلس إليها الناس ويتناقشون، وفي النهاية يتفقون على إزالة بعض من تلك العوائق.

وأوضحت لاجارد، أيضاً أنه لا يزال هناك بعض العمل الذي يتعين القيام به للوصول بمعدل التضخم في منطقة اليورو بشكل مستدام إلى المستهدف البالغ 2%، وأن التأثير الاقتصادي لزيادة الإنفاق الدفاعي في أوروبا لم يحسم بعد، وذلك اعتماداً على كيفية الإنفاق ووجهته.

تراجع أوروبي

وشهدت المؤشرات الأوروبية تقلبات هذا الأسبوع تحسباً للإعلان، بعد أن خيب ترامب الآمال في فرض رسوم أكثر تحديداً، ويحوم المؤشر ستوكس 600 حول أدنى مستوياته منذ شهرين، وسجل مستوى أقل بنحو 5.1 % من أعلى مستوياته على الإطلاق والمسجل في مارس.

وقال فيليب كارلسون، خبير الاستراتيجيات الكمية لدى بنك إس.إي.بي: «لا شك أن (الرسوم الجمركية) ستؤثر على الإقبال على المخاطرة. السؤال الحقيقي هو أين تكمن نقاط الضغط؟».

وأضاف كارلسون أن التحول الواسع النطاق في وقت سابق من هذا العام نحو الأسهم الأوروبية بدأ يتلاشى.

وانخفض قطاع الرعاية الصحية 1.7 %، ليتصدر خسائر القطاعات ويهبط إلى أدنى مستوياته هذا العام. وهبط سهم شركتي سانوفي ونوفارتس بنحو 1.6 % لكل منها.

وتأثر المؤشر بشدة بهبوط سهم شركة نوفو نورديسك 2.6 %.

ستدخل رسوم جمركية منفصلة بنسبة 25 % على واردات السيارات إلى الولايات المتحدة حيز التنفيذ في 3 أبريل. وانخفض قطاع السيارات وقطع الغيار 0.1 %.

صعود ياباني

وأغلق المؤشر نيكاي الياباني على ارتفاع طفيف بعد التذبذب بين المكاسب والخسائر مع تأهب المستثمرين للرسوم الجمركية التي سيفرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وأنهى نيكاي التداول على ارتفاع 0.28 % عند 35725.87 نقطة وهبط في وقت سابق من الجلسة 0.56 % إلى 35426.33 نقطة وهو أدنى مستوى منذ 11 سبتمبر، بعد أن افتتح اليوم على ارتفاع.

كما صعد المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً في بداية التعاملات، لكنه سرعان ما عكس الاتجاه ليتراجع 1.17 %، وأغلق منخفضاً 0.43 %.

وسجل نيكاي أداء أفضل نسبياً مع ارتفاع بعض الأسهم ذات الثقل الأكبر على المؤشر، بما في ذلك سهم شركة فاست ريتيلنج المالكة للعلامة التجارية يونيكلو الذي صعد 3.74 %، وسهم أدفانتست لتصنيع معدات اختبار الرقائق الذي قفز 2.55 %، وتعافى السهمان من أدنى مستوياتها في عدة أشهر التي سجلاها في وقت سابق من هذا الأسبوع.

وتعرضت أسهم الطاقة لضغوط بشكل خاص في بورصة طوكيو، بعد أن تراجعت أسعار النفط الخام عن أعلى مستوياتها في 5 أسابيع عند التسوية الثلاثاء.

وهوت أسهم قطاع الكهرباء والغاز 2.25 % وأسهم قطاع التعدين، بما في ذلك شركات التنقيب عن النفط، 2.0 %.

وسجل قطاع شركات صناعة السيارات وموردي قطع الغيار ثاني أفضل أداء بين 33 مؤشراً فرعياً في بورصة طوكيو للأوراق المالية الأربعاء، إذ ارتفع 0.86 %، لكنه لم يبتعد عن أدنى مستوى في 4 أشهر تقريباً، والذي سجله يوم الاثنين في نهاية سلسلة هبوط حاد استمرت 3 أيام.