ابوظبي - ياسر ابراهيم - الاثنين 31 مارس 2025 12:05 صباحاً - يواجه سوق الأسهم الأمريكية أسبوعاً حاسماً، مع اقتراب موعد نهائي مهم لخطط الرسوم الجمركية التي يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى جانب تقرير الوظائف الشهري الذي قد يكشف عن تباطؤ اقتصادي متزايد، حسبما يشير التقرير الأسبوعي لرويترز عن الأسهم الأمريكية.
وكان مؤشر «إس آند بي 500» قد دخل في مرحلة تصحيحية في وقت سابق من مارس الجاري، متراجعاً بأكثر من 10 % عن أعلى مستوى قياسي له. وبلغت نسبة انخفاضه نحو 9 % من ذروته المسجلة في 19 فبراير، وسط حالة من القلق بشأن صحة الاقتصاد الأمريكي وسياسات التجارة. ويعكس التراجع الحاد يوم الجمعة الماضية مدى حساسية المستثمرين تجاه أي إشارات قد تؤكد أن سياسات ترامب التجارية الحمائية قد تعيد إشعال التضخم.
وعقب إريك كوبي كبير مسؤولي الاستثمار في شركة «نورث ستار إنفتسمينت مانجمينت كوبيريشن»: «شهر أبريل سيكون مليئاً بالتطورات المتلاحقة، وربما يشهد الكثير من التقلبات بعد شهر مارس الصعب؛ فهناك العديد من العوامل التي قد تدفع الأسواق في اتجاهات مختلفة».
ترقب حذر
وتشير «رويترز» إلى ترقب المستثمرين الأسبوع الجاري إذا كان سيجلب وضوحاً بشأن ملف الرسوم الجمركية، حيث حدد ترامب يوم 2 أبريل موعداً للإعلان عن مجموعة واسعة من الرسوم، تشمل ضرائب متبادلة على بعض الدول، واصفاً هذا اليوم بأنه «يوم تحرير» للاقتصاد الأمريكي. وقد دفعت حالة عدم اليقين بشأن السياسة التجارية المحللين في «وول ستريت» إلى خفض توقعاتهم للنمو الاقتصادي وأرباح الشركات، في وقت يثقل فيه القلق من تداعيات الرسوم الجمركية كاهل الشركات والمستهلكين.
وكشفت استطلاعات رأي حديثة، حسبما تشير «رويترز» ، أن ثقة المستهلك الأمريكي تراجعت في مارس إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من 4 سنوات، إذ يخشى المواطنون من ركود اقتصادي وارتفاع التضخم بسبب الرسوم الجمركية.
ويقول جاك ماكنتاير، مدير المحافظ في «براندي واين»: «الجميع يريدون الوضوح، لأنه بمجرد أن تتضح الصورة، يمكننا التكيف واتخاذ الإجراءات المناسبة؛ لأن حالة عدم اليقين الحالية هي التي تثير القلق». وفي خطوة مفاجئة الأربعاء الماضي، أعلن ترامب فرض رسوم 25 % على واردات السيارات، وهو قرار من شأنه أن يرفع متوسط تكلفة السيارات في الولايات المتحدة بآلاف الدولارات، وقد أدى ذلك إلى تراجع أسهم شركات صناعة السيارات الكبرى مثل جنرال موتورز وفورد الخميس الماضي.
تقلبات حادة
تشير بيانات من خدمة تحليلات الخيارات «أورتاس» إلى أن سوق الخيارات على الأسهم تُسَعِّر حالياً مستويات مرتفعة من التقلبات لعقود «إس آند بي 500» التي تنتهي في 31 مارس و4 أبريل، مما يعكس رغبة المستثمرين في دفع علاوات إضافية لحماية محافظهم الاستثمارية من التقلبات قصيرة الأجل.
وقال مات أمبرسون الشريك الإداري في «أورتاس»: «المتداولون يدفعون علاوات مرتفعة للحصول على حماية قريبة الأجل من التقلبات». ومنذ بداية 2025، سجل مؤشر «إس آند بي 500» انخفاضاً بنسبة 4.88 % متخلياً عن المكاسب التي حققها منذ فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر الماضي.
وكانت الأسواق قد شهدت موجة تفاؤل واسعة بعد انتخابه، بسبب وعوده بتبني أجندة اقتصادية داعمة للنمو؛ إلا أن المخاوف من الرسوم الجمركية بددت هذه الآمال.
تقرير الوظائف
يزداد قلق المستثمرين بشأن مستقبل الاقتصاد الأمريكي، حيث سيتجه التركيز هذا الأسبوع إلى تقرير الوظائف الشهري المقرر صدوره في 4 أبريل المقبل.
وتشير توقعات استطلاع «رويترز» إلى أن الاقتصاد الأمريكي أضاف 128 ألف وظيفة فقط خلال مارس، مقارنة بـ151 ألف وظيفة في فبراير، مما يعكس تباطؤاً محتملاً في سوق العمل.
وسيكون أحد أبرز الملفات التي تراقبها «وول ستريت» مدى التأثير الذي قد يكشف عنه التقرير بشأن الجهود التي يقودها إيلون ماسك، الحليف لترامب، لتقليص حجم القوة العاملة في الحكومة الفيدرالية. كما قد يشهد اليوم الاثنين، وهو نهاية الربع الأول من 2025، تقلبات إضافية في الأسعار، إذ يجري مديرو المحافظ الاستثمارية تعديلات أخيرة على مخصصاتهم المالية.
وسيبدأ المستثمرون بعد ذلك في التركيز على موسم نتائج الربع الأول، حيث من المتوقع أن تصدر الشركات تقارير أرباحها تباعاً في وقت لاحق من الشهر. وفي هذا السياق، قال تشارلي ريبلي، كبير استراتيجيي الاستثمار في «أليانز إنفتسمينت مانجمنت»: «نحن في بيئة تتسم بتجنب المخاطر، وكان هذا هو التوجه السائد منذ بداية التصحيح الحالي، ويبقى السؤال ما إذا كنا قد وصلنا إلى القاع أم لا».
ورغم أن معدل السعر إلى الأرباح المستقبلي لمؤشر «إس آند بي 500» تراجع إلى أقل من 21 مرة الأربعاء الماضي، مقارنة بحوالي 11 مرة في بداية 2025، إلا أنه لا يزال أعلى بكثير من متوسطه طويل الأجل البالغ 15.8، وفقاً لبيانات LSEG Datastream.
وقال جاك أبلين كبير مسؤولي الاستثمار في «كريسيت كابيتال»: «دخلنا العام في سوق باهظة التقييمات، مع توقعات مرتفعة، والآن نواجه حالة من عدم اليقين، وهذان العاملان لا يتوافقان معاً بشكل جيد». وبينما تبقى الأسواق تحت رحمة التقلبات، فإن قدرة المستثمرين على التعامل مع حالة الغموض المستمرة بشأن الرسوم الجمركية والتوقعات الاقتصادية ستظل العامل الحاسم في تحركات الأسهم خلال الأسابيع المقبلة.
أحداث الأسبوع
الاثنين 31 مارس:
مؤشر مديري المشتريات من شيكاغو
الثلاثاء 1 أبريل:
مؤشر مديري المشتريات الصناعي
مؤشر الإنفاق على البناء
مؤشر مديري المشتريات الصناعي الصادر من (ISM)
مؤشر فرص العمل
الأربعاء 2 أبريل:
تقرير الوظائف الشهري
طلبيات المصانع
الخميس 3 أبريل:
مؤشر متوسط طلبات إعانة البطالة
الميزان التجاري
مؤشر مديري المشتريات الخدمي
مؤشر مديري المشتريات في القطاع غير الصناعي من (ISM)
الجمعة 4 أبريل:
تقرير التوظيف غير الزراعي
معدل البطالة
متوسط الأجور في الساعة الشهري والسنوي