ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأربعاء 26 مارس 2025 05:09 مساءً - تلعب مبادرة «اصنع في الإمارات» دوراً حاسماً في تحقيق استراتيجية دولة الإمارات الهادفة إلى ترسيخ مكانتها الريادية في قطاع الفضاء عالمياً، وفقاً لـ «ريجين خوسيه كوريان»، العضو المنتدب لدى مجموعة شركات فالكون.
وأضاف «كوريان»: «في إطار هذه المبادرة، يتعين على جميع الموردين المحليين تصنيع كل المكونات المتعلقة بالأقمار الاصطناعية محلياً. وتعمل الإمارات على التركيز بصفة خاصة على قطاع تصنيع المعادن لما لهذا القطاع من دور محوري في صناعة الفضاء التي تتطلع الدولة إلى تطوير قدراتها وإمكاناتها فيها بشكل متواصل»، مشيراً إلى أن «دولة الإمارات نجحت من خلال تعزيز تعاونها مع القطاع الخاص في ضمان تصنيع مكونات الألمنيوم الآلية الدقيقة بالكامل المستخدمة في القمر الاصطناعي محلياً. وبالنسبة لدولة الإمارات، هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تصنيع ما نسبته 90٪ من تلك المكونات من موردين محليين. وساهم دعم القيادة الرشيدة في تأمين توفير أنواع مختلفة من المعادن المستخدمة في هذا القطاع، بما في ذلك الألمنيوم الذي بات جزءاً لا يتجزأ من صناعة القمر الاصطناعي، وكذلك التيتانيوم، وغيرها من المكونات الفولاذية الخفيفة لعربات المناولة الأرضية والهياكل المخصصة لإجراء اختبارات صارمة مختلفة قبل اعتماد القمر الاصطناعي للطيران، إضافة إلى أنواع الطلاءات الخاصة لحماية الأقمار الاصطناعية من الظروف المحيطة القاسية».
وأوضح أنه «يوجد في الوقت الراهن موردين محليين عدة في الإمارات، وتسعى دولة الإمارات العربية المتحدة إلى أن تكون رائدة عالمياً في صناعة الفضاء، مما يجعلها تتمتع بمكانة فريدة من نوعها على مستوى المنطقة ككل. في البداية، كانت دولة الإمارات تستورد ما نسبته 100٪ من المكونات من مصادر خارجية. لكن القمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات» MBZ-SAT ساهم في تعزيز النمو الاقتصادي لدولة الإمارات من خلال التعاون مع صناعات محلية. ولعب التصنيع المحلي دوراً حاسماً، حيث باتت الشركات في الإمارات تنتج 90 ٪ من الهياكل الميكانيكية للقمر الاصطناعي، إضافة إلى جزء كبير من المكونات الإلكترونية. وساهمت شركات مثل Strata و EPI و Rockford Xellerix و Halcon و Falcon و EGA بخبراتها في دعم جوانب مختلفة من عملية بناء القمر الاصطناعي. وقد عزز هذا النهج التعاوني قدرات دولة الإمارات في مجال تكنولوجيا الفضاء، مع نقل المعرفة والمهارات الحيوية الأساسية إلى المواهب الإماراتية المحلية، الأمر الذي يضمن للدولة الحفاظ على ميزتها التنافسية في استكشاف الفضاء على المستوى العالمي».
وسعت القيادة الرشيدة لدولة الإمارات منذ البداية إلى تسخير كل ما هو ضروري في سبيل تحقيق هدفها المتمثل في أن تصبح رائدة عالمياً في قطاع الفضاء. حيث قامت بتعزيز انخراط المهندسين الإماراتيين في جميع المهام الفضائية. كما عمدت إلى تطوير قدرات الموردين المحليين عوضاً عن التركيز على الواردات فقط.
ولفت إلى أن «مركز محمد بن راشد للفضاء» و«وكالة الإمارات للفضاء» يقودان تطوير جهود عمليات استكشاف الفضاء على مستوى المنطقة لتكريس مكانة الدولة الرائدة في صناعة الفضاء. تنطلق الإمارات من رؤية استشرافية مفادها أن وجود قطاع فضاء وطني رائد إقليمياً يدعم القدرات التنافسية لدولة الإمارات ويحفز القطاعات الاستراتيجية والحيوية فيها. وفي هذا الإطار، تهدف الاستراتيجية الوطنية للفضاء 2030 إلى تعزيز مساهمة قطاع الفضاء في الاقتصاد الوطني وتعزيز الحضور الإقليمي والدولي لدولة الإمارات في قطاع الفضاء. وتحدد الاستراتيجية الإطار العام لصناعة الفضاء والأنشطة ذات الصلة في دولة الإمارات للسنوات الممتدة حتى عام 2030، بما في ذلك الأنشطة الحكومية المتصلة بقطاع الفضاء، والأنشطة التجارية، والأنشطة العلمية التي يقوم بها القطاعان العام والخاص، والمؤسسات الأكاديمية ومراكز البحث والتطوير.
وختم قائلاً: «تسعى الإمارات جاهدة لتحقيق الاكتفاء الذاتي في قطاع الفضاء كهدف استراتيجي لها لتكريس ريادتها إقليمياً، وذلك من خلال تمكين حكومة الإمارات للجهات المعنية مثل «مركز محمد بن راشد للفضاء» من دفع حدود الابتكار في عمليات تصنيع مكونات الأقمار الاصطناعية محلياً لضمان استكمال كل جوانب الإنتاج داخل الدولة، مع مراعاة الالتزام بأعلى معايير الدقة الهندسية ذات الصلة بصناعة مكونات قطاع الفضاء».