ابوظبي - ياسر ابراهيم - الأربعاء 22 يناير 2025 10:01 صباحاً - أكد مركز دبي المالي العالمي أن صناديق التحوط ومديري الأصول البديلة التي تنتقل إلى دبي وتنشئ مكاتب محلية فيها، تؤسس إلى عملية طويلة الأجل عبر الإمارة وتستهدف ترك بصمة إقليمية أكبر، كما أن التواجد في المدينة يمنح مديري الأصول إمكانية الوصول إلى مجموعة متنامية بسرعة من الثروات الخاصة والعائلية، والتي تتجاوز حالياً 4 تريليونات دولار في المنطقة.
جاء ذلك، خلال طاولة مستديرة نظمها مركز دبي المالي العالمي أخيراً في دبي، ضمت أكثر من 30 من كبار المسؤولين التنفيذيين في صناعة الاستثمارات البديلة حول العالم، وسلط فيها المركز الضوء على الاتجاهات والآفاق الرئيسية للقطاع في 2025.
وأفاد سلمان جعفري، الرئيس التنفيذي لتطوير الأعمال في المركز، بأن صناديق التحوط ومديري الأصول البديلة الذين ينتقلون إلى دبي، بما في ذلك أولئك الذين لديهم بالفعل علاقات طويلة الأمد مع العملاء في المنطقة، يدركون أهمية وجود أشخاص على الأرض، إذ إن بناء حضور مادي هنا يسمح لهم بأن يكونوا أقرب إلى عملائهم المؤسسيين والخاصين واكتساب فهم أفضل للاقتصاد الكلي للأسواق الإقليمية.
وأضاف جعفري إن الشركات التي تنشئ مكاتب محلية للاستفادة من أحواض المنطقة المتنامية من الثروات الخاصة والعائلية، تنظر لدخولها إلى دبي كعملية طويلة الأجل وتستهدف بصمة أكبر في المنطقة، وبالفعل بدأت صناديق التحوط في إنشاء مكاتب أكبر لإجراء مجموعة واسعة من إدارة المحافظ والمخاطر وتطوير الأعمال وأنشطة التسويق.
المواهب من الدرجة الأولى
وذكر جعفري أن اللاعبين الجدد والحاليين في القطاع جلبوا موظفين رئيسيين إلى مكاتبهم في دبي وبدأوا في بناء فرقهم وتوسيع عدد الموظفين، مع تخطيط العديد من الآخرين للقيام بذلك في المستقبل القريب.
وأضاف جعفري، بالنسبة للشركات التي تتطلع إلى توظيف مواهب من الدرجة الأولى، فإن جودة الحياة العالية في دبي هي عامل دعم رئيسي، إذ إن هجرة المواهب عالية المستوى في مجال الخدمات المالية إلى دبي مدفوعة بالعروض الفريدة التي تقدمها الإمارة للمغتربين: واحدة من أكثر المدن أماناً في العالم، وتأشيرات الإقامة طويلة الأجل، وسياسة ضريبة الدخل الصفرية، والإسكان من الطراز العالمي، ومعايير التعليم الدولية.
وأكد جعفري أن المركز يواصل جذب بعض من ألمع العقول في العالم عبر طيف الخدمات المالية، مع ما يقرب من 44000 من المهنيين رفيعي المستوى.
وقال جعفري إن دبي شهدت تدفقاً كبيراً من الوافدين الجدد للانضمام إلى منظومة الاستثمارات البديلة المتوسعة في مركز دبي المالي العالمي، والتي تشمل صناديق التحوط متعددة الاستراتيجيات الكبيرة والصغيرة، ومنصات إدارة الاستثمار، والعديد من الصناديق الأخرى من آسيا وأمريكا الشمالية وأوروبا.
وأوضح جعفري أن المركز يضم اليوم 65 صندوق تحوط خالصاً، 45 منها جزء من «نادي المليار دولار»، ويعد مركز صناديق التحوط في مركز دبي المالي العالمي الذي تم إطلاقه أخيراً خياراً فريداً من نوعه لعملاء إدارة الأصول الأصغر حجماً، الذين يسعون إلى حلول عمل مرنة، وتسريع وقت التسويق، بالإضافة إلى فرص التواصل لمساعدتهم على النمو والتوسع.
وأشار جعفري إلى أن الموقع الجيو - اقتصادي للشرق الأوسط فضلاً عن دوره المتنامي في تشكيل الاقتصاد العالمي أدى إلى تسريع هجرة صناديق التحوط إلى دبي، وفي حين تدير العديد من صناديق التحوط محافظ قائمة في دبي، فإن إنشاء وجود في المدينة يمنح مديري الأصول إمكانية الوصول إلى مجموعة متنامية بسرعة من الثروات الخاصة والعائلية، والتي تتجاوز حالياً 4 تريليونات دولار.
وأضاف «تتمتع الإمارات وحدها بتركيز كبير من الثروات الخاصة، والتي تقدر بنحو 996 مليار دولار، وتتمتع دبي بأعلى تركيز للثروة في أي مدينة في الشرق الأوسط، وحرصاً على الاستفادة من الفرص ذات النمو المرتفع داخل الدولة والمنطقة الأوسع، على النقيض من بيئات التشغيل الصعبة في العديد من المراكز المالية العالمية التقليدية والراسخة، ينتقل لاعبو الاستثمار البديل وإدارة الأصول بنشاط إلى الإمارات».
نهج تنظيمي
ومن العوامل الرئيسية الأخرى لتحول مركز دبي المالي العالمي إلى مركز عالمي لصناعة الاستثمارات البديلة بحسب جعفري، هو إطاره التنظيمي القوي، والذي دعم النمو السريع للقطاع، لقد ساعد الموقف الاستباقي لسلطة دبي للخدمات المالية في تطوير السياسات، وعملية الموافقة السريعة، والتواصل المفتوح مع أصحاب المصلحة، في بناء مسار قوي من المتقدمين وتعزيز جودة وحجم الأعمال القادمة إلى مركز دبي المالي العالمي.
ولفت جعفري إلى أنه وسط التفاؤل المتزايد داخل قطاع الاستثمارات البديلة، مدفوعاً بفرص النمو الهائلة في الإمارات والمنطقة الأوسع، خلال عام 2025، يظل مركز دبي المالي العالمي ملتزماً بتعزيز مكانة دبي وجهة مفضلة لصناديق التحوط وقطاع الاستثمارات البديلة.