كتب ناصر المحيسن - الكويت - الإعلامية الكويتية حليمة بولند عادت إلى واجهة الجدل من جديد بعد نشرها مقطع فيديو مثير على حسابها الرسمي عبر منصة "سناب شات". الفيديو الذي ظهرت فيه بولند وهي تؤدي رقصة على نغمات إحدى الأغنيات، أثار موجة من الانتقادات الحادة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تناقلته العديد من المنصات بشكل واسع، مما أشعل جدلاً لم يهدأ بعد.
في المقطع المتداول، ظهرت حليمة بولند مرتدية فستاناً ضيقاً أظهر تفاصيل جسدها بوضوح، وكانت ترتدي فوقه برقعاً يغطي جزءاً من وجهها. مع هذا الزي، أدت حركات راقصة ناعمة على وقع الموسيقى، ما أثار استهجان العديد من المتابعين الذين رأوا في الأمر خروجاً عن المألوف، خصوصاً بسبب ارتداء البرقع الذي يرتبط لدى الكثيرين بالقيم التقليدية والاحتشام، خاصة في المجتمعات الخليجية.
ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي
تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بسرعة مع الفيديو، وانقسمت الآراء بين من دافع عن بولند واعتبر ما قامت به تعبيراً عن حرية شخصية، وبين من انتقدها بشدة. كان النقد الأكبر مرتبطاً بارتداء البرقع أثناء الرقص، حيث رأى البعض أن هذا الجمع بين اللباس التقليدي الخليجي ورقصات غير محتشمة يتنافى مع العادات والتقاليد، لا سيما التقاليد السعودية والبدوية التي تحرص على الحشمة والوقار.
من جهة أخرى، اعتبر عدد من المتابعين أن ما قامت به بولند يعد تحدياً غير مباشر للإعلامية المصرية سما المصري، المعروفة بإثارة الجدل أيضاً عن طريق مقاطع فيديو مشابهة. البعض لم يتردد في المقارنة بينهما، وتوجيه تعليقات مثل "فشر فيفي عبده وصافيناز"، في إشارة إلى الفنانتين المصريتين الشهيرتين بالرقص الشرقي.
انتقادات حول اللباس والرقص
الانتقادات التي لاحقت حليمة بولند لم تقتصر على الرقص فقط، بل شملت أيضاً اختيارها للزي. فقد اعتبر كثيرون أن الجمع بين الفستان الضيق والبرقع لا يناسب الأجواء التي اختارتها للإطلالة. ورأوا أن هذه الحركة تحمل في طياتها عدم احترام للتقاليد الخليجية، حيث يُعتبر البرقع رمزاً للمرأة المحافظة والمتمسكة بالتقاليد.
العادات والتقاليد البدوية تلعب دوراً كبيراً في تحديد ما يُعتبر مقبولاً اجتماعياً وما هو مرفوض، وبالتالي فإن استخدام البرقع في سياق ترفيهي كالرقص يثير ردود فعل سلبية من فئات كبيرة في المجتمع الخليجي. واعتبر هؤلاء أن حليمة بولند تجاوزت الحدود المقبولة من خلال هذا الفيديو، لا سيما وأنها شخصية عامة تمثل، بشكل أو بآخر، جزءاً من صورة الإعلامية الخليجية.
رد حليمة بولند على الانتقادات
لم تلتزم بولند الصمت تجاه هذه الانتقادات، حيث قامت بالرد على بعض المتابعين عبر حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي. أكدت بولند أن ما قدمته هو جزء من حياتها الشخصية التي تعيشها بكل حريتها، وأنها ليست ملزمة باتباع توقعات المجتمع فيما يتعلق بطريقة ارتدائها للملابس أو اختياراتها الفنية. كما شددت على أنها تحترم العادات والتقاليد الخليجية، ولكنها تؤمن بأن لكل شخص حقه في التعبير عن نفسه بالطريقة التي يراها مناسبة.
دفاع من بعض المتابعين
على الرغم من الانتقادات الحادة التي تعرضت لها، إلا أن بولند تلقت أيضاً دعماً من عدد من المتابعين الذين رأوا أن ما قامت به لا يستحق كل هذا الهجوم. اعتبر هؤلاء أن الهجوم على بولند مبالغ فيه، وأن بعض الانتقادات تندرج تحت خانة "التنمر الإلكتروني". ودافعوا عن حريتها في ارتداء ما تريد والقيام بما ترغب به طالما أن ذلك لا يضر بالآخرين بشكل مباشر.
مقارنة مع شخصيات أخرى
بالإضافة إلى المقارنات مع سما المصري، تم التطرق أيضاً إلى فيفي عبده وصافيناز، وهما راقصتان معروفتان في الساحة المصرية، حيث أشار بعض المتابعين إلى أن بولند قد تكون تجاوزت فيفي عبده وصافيناز في إثارة الجدل، مما يعكس الشعبية الكبيرة التي تحظى بها بولند بين جمهورها في الخليج والعالم العربي بشكل عام. ولكن في نفس الوقت، أكدت بعض التعليقات أن بولند يجب أن تكون أكثر حذراً فيما يتعلق بالمحتوى الذي تقدمه لجمهورها، لا سيما أنها تعتبر من الشخصيات المؤثرة على الشباب.
تأثير الفيديو على صورة حليمة بولند
يبقى السؤال حول مدى تأثير هذا الفيديو على صورة حليمة بولند العامة. رغم الانتقادات، من الواضح أن بولند تحظى بقاعدة جماهيرية واسعة، وتعرف كيف تثير الاهتمام حولها، سواء بالإيجاب أو بالسلب. في النهاية، قد يكون الهدف من نشر الفيديو هو إثارة الجدل وجذب الانتباه، وهو ما تحقق بالفعل، حيث أصبحت حديث مواقع التواصل الاجتماعي مرة أخرى.
في ظل هذه الضجة، يبقى النقاش مستمراً حول الحدود بين حرية التعبير واحترام التقاليد، وما إذا كان يجب على الشخصيات العامة مراعاة هذه الحدود أم لا، خاصة في المجتمعات العربية التي تتمسك بشكل كبير بالعادات والتقاليد.
أخبار متعلقة :