كتب باسل النجار - الأربعاء 1 مايو 2024 07:03 مساءً - حال الخليج – مسقط
الإستدامة البيئية أصبحت هدف مهم من أهداف المدن ومن مساعى المهتمين بالبيئة والحفاظ عليها . وبما أن التصميم الداخلى يمثل جزءا كبيرا من حياتنا حيث أننا نقضى معظم أوقاتا فى حيزات مغلقة ، سواء للعمل أو السكن فأصبح من مساعى مصممى العمارة الداخلية والتصميم الداخلى الإهتمام بإعادة تصميم الأثاث بخامات مستدامة و في الأونه الأخيرة قامت بعض الشركات بإستثمار الخامات المعاد تدورها من أجل تصنيع أثاث جديد و كان هناك تردد فى تقبل ذلك النوع من الأثاث ولكن مع الوقت تم تقبله فى الأسواق ، بل وأصبح بأسعار تنافسيه وحول هذا الجانب استعرضت الدكتورة دينا أبو شال الاستاذ المساعد بقسم التصميم الداخلي إستراتيجياتين لتصميم الأثاث أولها بإستخدام الخامات المعاد تدويرها وغالبا ما يهتم بها متخصصى المجال وايضا المهتمين بمجال تصميم الأثاث، و الإستراتيجية الثانية هى إعادة إستخدام قطع الأثاث و ذلك بتحويله إلى قطع أثاث مختلفة وظيفيا أو جماليا أو كلايهما .
قالت الدكتورة دينا أبو شال : عندما نتحدث عن التدوير واعادة الإستخدام لقطع الأثاث القديمة مع الإستخدام ومرور الزمن وعوامل التطور وحب التغيير تفقد عناصر التأثيث القيمة الوظيفية وأحيانا الجمالية مما يضطر البعض إلى التخلص منها ،ولكن لعدم إهدار القيمة الأصيلة يمكن إضافة وظيفة جديدة مما يزيد من عمر إستخدامها مره أخرى (مع المحافظة على الهيكل الداعم للأثاث) ويظهر ذلك فى تعديل أو إضافة الوظيفة المخصصة للأثاث لبعض أو كل أجزاءه أو بفكر آخر مبتكر يمكن التغيير من كلها أو لونها أو تغيير و أضافة بعض الإكسسوارات أو الدهانات من أجل الحصول على رؤية جديدة لقطعة الأثاث ومن خلال تغيير وظيفة قطع الاثاث نقوم بتتعديلها وتحويلها إلى قطعة متعددة الوظائف (إضافة وظيفة الجلوس بجانب التخزين) ، وبالتطوير يمكن مراعاة نسب جسم الإنسان و العوامل الإرجومانكسية والتى تساعد على تطوير قطعة الأثاث ، كما يمكن إعادة تطوير قطع الأثاث ليكون لها وظيفة مختلفة عما كانت عليه .
وأضافت : بعدها نقوم بتغير الشكل الخارجي لقطع اثاث بنفس الوظيفة باستخدام الخامة والأكسوار و اللون والتي تعد مفردات رئيسية لتجديد قطعة الأثاث لتؤدى نفس الوظيفة و لكن بشكل وإيحاء مختلف في تعديل الخامة ظاهريا سواء بتغيير الطلاء او الكسوة الخارجية لقطعة الأثاث و أيضا تغيير الأكسسوارت الموجرة فى قطعة الأثاث أو تغيير طلائها و كثيرا ما ينتج موارد مهدرة من خامات التصنيع من المصانع وأيضا من الديكورات وعناصر التأثيث التى تم هدمها أو إهدارها نتيجة الرغبة فى التغيير سواء وظيفيا أو جماليا ، لذا يمكن تشكيل قطع أثاث جديدة من بقايا الأخشاب والأقمشة المصنوعة من البوليستر و القطن والبلاستيكات.
وبعدها إستخدام الموارد والخامات المعاد تدويرها فى تصميم الأثاث بالرغم من وفرة الخامات التى يمكن إعادة تدويرها ، إلا أنه ليس كل الخامات يمكن إعادة تدوها بسهولة لتعطى نتائج إيجابية ، فبعض أنواع الخامات عند إعادة تدويرها تنتج غازات سامة أهمها وأشهرها وأضرها ثانى أكسيد الكربون و أيضا هناك خامات تحتاج إلى إستهلاك طاقة كبيرة من أجل إعادة تدويرها ، لذا سيتسبب الإهتمام بتدوير تلك الخامات مشكلات بيئية أو فقد كبير فى الطاقة . يمكننا القول أن أعادة إستخدام الخامات المعاد تدويرها أصبح له العديد من التصنيفات العالمية والتى يمكن توصيفاها فى المحاور التالية :أولا قابليته للتشكيل وإمكانية التشكيل ، فهناك خامات يمكن تشكيلها بشكل أحادى التشكيل و ثانيا : خامات أخرى يمكن تشكيلها بشكل كتلى.
وقالت : على سبيل المثال :ـ الأخشاب تعد من الخامات التى يمكن تشكيلها بشكل أحادى وأيضا بشكل سلس ابداعى وإبداعى بواسطة الماكينات والمعدات المختلفة هناك مخلفات الأخشاب ما يسمى بالخشب اللين من الأخشاب الصنبورية ويستخدم عادة فى التغليف و المنصات والصناديق والبكرات والتأطير.بينما يستخدم الخشب الصلب فى تصنيع قطع الأثاث القيمة ، ويستخدم الخشب القشرة فى صناعة الخشب البلوك بورد ، وأيضا الأخشاب ذات الألياف والخشب الرقائقى، كما لا يجب أن ننسى أن الأخشاب أصبح يضاف إليها بعض أنواع المواد البلاستيكية ليصبح خشب سائلا معاد تدويرة بشكل ومواصفات بيئية وتصممية فريدة ومتنوعة .والتى يعاد تدويها حتى يمكن إستخدامها كخامات لصناعة أثاث ذو مواصفات مميزة فى عالم تصنيع الأثاث.أما أنواع الأخشاب البسيطة يمكن إستخدامها فى مناطق الألعاب الخاصة بالأطفال.
وبالنسبة للمخلفات الخضراء فقد قالت الدكتورة دينا : هذه المخلفات يعاد تدويها حتى يمكن إستخدامها كخامات لصناعة أثاث ذو مواصفات مميزة فى عالم تصنيع الأثاث كما ان اعادة تدوير البلاستيك والتي لابد أن يكون إنتاج البلاستك بحكمة لأنة من الخامات التى تستهلك قرون لكى يتم تحللها من 450-500 عام ، لذا فإن الإستهلاك الكبير للبلاستك يضر بالبيئة ، وإعادة الإستخدام ستكون خطوة لتقليل الإنتاج .و فى مجال تصنيع الأثاث يتم إستخدام نفايات البلاستيك وتحويلها إلى علب الأقراص المضغوطة ويتم صهرها وضغطها لتشكيل الكراسي والطاولات ، يتم إعادة تدوير مخلفات الإنتاج البلاستيكية إلى كتل من البلاستيك، والتي يتم بعد ذلك نحتها على شكل مقاعد وطاولات. ولا يتم استخدام أي قشرة أو تشطيبات سطحية على قطعة الأثاث لتشكل وحدة جمالية بجودة مميزة .
وقالت : اعادة تدوير الخامات الكتلية منها الخرسانة والتي أصبحت مخلفات الردم من أهم المواد التى يمكن إعادة تدويرها فى تصنيع الأثاث الكتلى فى العصر الحديث ، وقد تم الإهتمام ب مخلفات الهدم التى تقدر بملايين الأطنان عالميا سنويا ، فمثلا أهتمت الجامعة الوطنية فى سنغافورة فى إعادة تدويرمخلفات الردم والخرسانة المهدمة و التى تنتج أكثر من مليون طن سنويا ، وإعادة تدويرها لإنتاج خرسانة معاد تدويرها لتكون خامة خرسانة ككتلة متجانسة ومضغوطة جدا لزيادة القوة والمتانة مع تقليل الوزن و اليوم إزداد التطور التكنولوجى لتصبح أقل سمكا و أكثر مرونة فى التشكيل و لكن مازالت تقع تحت الكتلة الواحدة و ليست أجزاء منفصلة يمكن تجميعها ونجدها موظفة توظيفا جميلا فى قطع الأثاث الموجود بالشوارع ، وأيضا قطع أثاث دقيقة السمك فى الأماكن الداخلية مثل الطاولات.
واضافت : كما ان إستخدام المعالجات السطيحية من الدهانات والورنيش و الطلاء لتغيير المظهر النهائى لقطعه الأثاث ، ولكن يجب تجنب أن تكون تلك الدهانات أن تحتوى على رصاص أو أية مواد كميائية مضرة للبيئة و العلاجات الكيميائية عادة ما يتم تطبيق المعالجات الكيميائية على الخشب لتوفير الحماية ضد الطقس.
واختتمت الدكتورة حديثها قائلة : كما أنني قدمت تصورا عن شكل المندوس العمانى وكيفية إعادة إستخدامة بغرض التخزين أو غيره و أيضا إستخدام الخامات العمانية الأصيلة مثل عريش النخيل وإعادة تدويرة من أجل الوصول إلى خامة ذات خواص جديدة تسهم فى تشكيلات جديدة تعبر عن منتجات بيئتنا المحلية فى سلطنة عمان .
