كتب باسل النجار - الثلاثاء 14 يناير 2025 07:49 مساءً - حال الخليج ـ وكالات
كشفت وثائق رفعت عنها السرية في الآونة الأخيرة أن الملكة إليزابيث الثانية لم يتم إطلاعها على تفاصيل الحياة المزدوجة لمستشارها الفني كجاسوس سوفييتي لأن مسؤولي القصر لم يرغبوا في إضافة المزيد إلى مخاوفها.
وتتعلق الملفات الخاصة بالمؤرخ الفني الملكي أنتوني بلانت، وهي جزء من مجموعة من الوثائق التي أصدرتها وكالة الاستخبارات (إم آي 5) اليوم الثلاثاء من خلال الأرشيف الوطني البريطاني. وتسلط الضوء على حلقة تجسس مرتبطة بجامعة كامبريدج في ثلاثينيات القرن الماضي، حيث قام أعضاؤها بتسريب أسرار إلى الاتحاد السوفيتي من قلب جهاز الاستخبارات البريطاني.
وكان بلانت، الذي عمل في قصر باكنجهام كمُقيم للصور الملكية، محل شك لسنوات قبل أن يعترف في عام 1964 بأنه، كضابط رفيع في (إم آي 5) خلال الحرب العالمية الثانية، كان قد نقل معلومات سرية إلى وكالة الاستخبارات السوفيتية “كي جي بي”. وفي إحدى الوثائق التي تم الإفراج عنها حديثا، يلاحظ أحد ضباط (إم آي 5) أن بلانت قال إنه شعر بـ “راحة عميقة” بعد أن تخلى عن سرّه. وفي مقابل المعلومات التي قدمها، تم السماح له بالاحتفاظ بوظيفته وألقابه ومكانته الاجتماعية، ويبدو أن الملكة كانت على غير علم بهذا الموضوع. وفي عام 1972، قال سكرتيرها الخاص، مارتن تشارترس، لرئيس جهاز (إم آي 5) مايكل هانلي إن “الملكة لم تكن تعلم بذلك، ولم ير أي فائدة في إخبارها الآن، لأن ذلك سيزيد من مخاوفها ولن يكون هناك ما يمكن فعله حيال ذلك”.
وقررت الحكومة إخبار الملكة في عام 1973 عندما كان بلانت مريضا، خشية حدوث ضجة إعلامية بعد وفاته، حيث سيتمكن الصحفيون من نشر القصص دون الخوف من دعاوى التشهير.
وتم الكشف عن بلانت علنا كجاسوس من قبل رئيسة الوزراء مارجريت تاتشر في مجلس العموم في نوفمبر 1979. وتم تجريد بلانت من لقب الفروسية علنا، لكنه لم يُحاكم أبدا، وتوفي في عام 1983 عن عمر يناهز 75 عاما.