كتب باسل النجار - الأحد 25 أغسطس 2024 01:03 مساءً - حال الخليج _وكالات
بسبب المشكلات مع مركبة “ستارلاينر” الفضائية المصنعة من شركة “بوينج”، سيعود رائدا فضاء إلى الأرض في نهاية المطاف من محطة الفضاء الدولية على متن مركبة مصنعة من شركة “سبايس إكس” المنافسة المملوكة لإيلون ماسك. بعدما كان مقررا أن تستمر مهمة بوتش ويلمور وسوني وليامز ثمانية أيام، أعلنت ناسا السبت أنهما سيمضيان ثمانية أشهر في المحطة، على أن يعودا بعدها إلى الأرض عبر مركبة تابعة لسبايس إكس في فبراير 2025.
ويشكّل هذا الإعلان ضربة قاسية لبوينج، الشريك التاريخي لوكالة الفضاء الأميركية. كما يأتي في توقيت سيئ للغاية للشركة الأميركية العملاقة التي يواجه فرع صناعة الطيران التابع لها اضطرابات بسبب أعطال بالجملة في طائراته وحادثتي تحطم في عامي 2018 و2019. وقال الأستاذ المساعد في جامعة إمبري-ريدل للملاحة الجوية إريك سيدهاوس إن “هذه المرحلة ليست جيدة لبوينج”، واصفا قرار إعادة رائدي الفضاء عبر مركبة تابعة لـ”سبايس إكس” بأنه “محرج” لـ”بوينغ”. ورأى كاي فون رومور، محلل الطيران في شركة “تي دي كوين”، أن هذه المسألة “تطرح مشكلة” مرتبطة بسمعة الشركة، وقد “تعرّض العقود المستقبلية مع ناسا للخطر”.
ولكن على رغم فشل هذه المهمة، فإن مكانة بوينج وحجمها يضمنان قدرتها على النهوض مجددا، بحسب خبراء. وقال الأستاذ في كلية غوغنهايم لهندسة الطيران والفضاء غلين لايتسي إن “بوينغ لن تنسحب من المشهد في أي وقت قريب” رغم الإخفاقات المتلاحقة في “ستارلاينر”. وكبّد برنامج “ستارلاينر” بوينج تكاليف إضافية قدرها 1,6 مليار دولار، وذلك بسبب التأخير المتكرر في التطوير وزيادة الأسعار في سلسلة التوريد. لكن مقابل هذا المبلغ، تحققت إيرادات قدرها 24,93 مليار دولار لفرع بوينغ للدفاع والفضاء والخدمات (BDS) في عام 2023، من أصل إيرادات إجمالية حققتها المجموعة بلغت 77,79 مليارا.
وعلى رغم الاخفاقات، لا مؤشرات الى الآن عن توجه للتخلي عن مركبة بوينج. فوكالة الفضاء الأميركية طلبت من الشركة عام 2014 تصنيع هذه “ستارلاينر” الفضائية، تزامنا مع طلبها تصنيع مركبة أخرى من شركة سبايس إكس. وقد شددت وكالة الفضاء الأميركية مذاك مرارا على هدفها المتمثل في حيازة مركبتين لنقل رواد الفضاء، حتى لا تجد نفسها عاجزة في حالة فشل إحداهما. رغم ذلك، تبقى المقارنة مع “سبايس اكس” قاسية على “بوينج”. فقد كان يُنظر إلى الشركة المملوكة لإيلون ماسك على نطاق واسع على أنها “دخيلة” على القطاع في عام 2014، وكانت قيمة عقدها أقل من ذلك الموقّع مع بوينج (2,6 مليار دولار مقارنة بـ 4,2 مليارات). ومع ذلك، تتولى “سبايس اكس” مهمات نقل رواد الفضاء منذ أربع سنوات. ولا شك في أن “سبايس اكس” كانت تمتلك من الأساس ميزة تفاضلية، إذ إن مركبتها الفضائية “دراغون” تتولى إعادة إمداد محطة الفضاء الدولية منذ 2012. لكن “بوينج” تشارك في برنامج الفضاء الأميركي منذ عقود. ويذكّر إريك سيدهاوس بأن المجموعة “شاركت في برنامج أبولو” و”بنت وحدات معينة من محطة الفضاء الدولية”، “لذلك من المفاجئ أن تكون قد تحوّلت في مثل هذا الوقت القصير… من شركة عالية الأداء إلى شركة ترتكب أخطاء تسلسلية”. ورغم أن “سببا واحدا” لا يمكن أن يفسر كل شيء، يشير الخبير إلى “مشكلات في مراقبة الجودة” نُسبت إلى بوينج على صعيد “المركبات الفضائية والطائرات”.
ويضيف سيدهاوس أن البيروقراطية في “بوينج” هي أكبر مقارنة بـ”سبايس إكس” التي يمكن اتخاذ القرارات فيها بسرعة أكبر. ومع ذلك، لا شيء محسوما بعد: ففي قطاع الفضاء المحفوف بالمخاطر، يمكن للأدوار أن تنقلب جذريا.