انتصار الصباح: 285 كيلو متراً... مستوى التصحّر سنوياً

كتب ناصر المحيسن - الكويت في الثلاثاء 25 يونيو 2024 10:54 مساءً - شدّدت رئيسة مؤتمر الكويت الأول للحياة الفطرية الشيخة انتصار سالم العلي على ضرورة زيادة الوعي بالمعلومات العلمية والخبرات الثرية في الزراعات الفطرية والبيئية ونتائجها الإيجابية على الصحة والاستدامة.

Advertisements

جاء خلال مؤتمر نظمته شركة «نوير الكويت» للخدمات الزراعية أمس بالتعاون مع الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب بعنوان «لكويت مستدامة وصحية... كيف نصل إليها مع النباتات الفطرية؟» تحت رعاية وزير الكهرباء والماء وزير الدولة لشؤون الإسكان الدكتور محمود بوشهري.

وبيّنت الصباح أن «من أشد الأمور التي تُعاني منها البيئة الكويتية هي تكلفة التصحر وزحف الرمال (السافي)، حيث بلغ مستوى التصحّر سنوياً في الكويت 285 كيلو متراً مربعاً، وتبلغ تكلفة نقل السافي في الكويت أكثر من مليوني دينار، حيث يُمكن باستخدام الزراعات الفطرية وبتكلفة أقل بكثير الوقاية من زحف الرمال بشكل مستدام».

وفيما ذكرت أن «هذا الملتقى العلمي يُعد الأول المتخصص في الزراعة الفطرية والبيئية في دولة الكويت»، لفتت إلى أن «أغلب التصاميم في الزراعة التجميلية تحتوي على النخيل والثيل والزهور الموسمية والنباتات التي تحتاج للري المستمر والدائم، وتأتي معها مشاكل كثيرة آنية ومستقبلية أهمها تكلفة الصيانة المستمرة والعالية والأعداد الكبيرة من العمالة التي تستخدم في الري والتسميد ورش المبيدات والتقليم السنوي، الذي يُسبّب مشاكل بيئية بسبب التجميع والحرق، ولا ننسى أن كثرة الأسمدة الصناعية ورش المبيدات تتلف المياه الجوفية والبيئة».

زهرة الكويت

وأوضحت أن الحاجة الكبيرة شبه اليومية للمياه لهذه النباتات غير البيئية يسبّب ملوحة التربة خاصة وأن التربة المالحة من الصعب جداً إعادة تأهيلها، ولكن في هذا المؤتمر سيتم عرض أكثر من حل لها، وسيتم تقديم حلول مبتكرة وصحية ومستدامة تستخدم النباتات الفطرية والبيئية المزهرة والمثمرة للزراعة التجميلية بدلاً من النباتات المستوردة غير المؤهلة لمناخ الكويت.

وقالت «من النباتات الفطرية التي نأمل وجودها في الزراعات التجميلية وفي الطرقات والمناطق السكنية والحدائق هي العرفج (زهرة الكويت الوطنية) الجميلة»، مطالبة بـ «الاعتزاز ببيئتنا الصحراوية فنحبها ونفخر بها كما هي، لتعكس زراعتنا التجميلية بيئتنا ومناخنا وماضينا وثقافتنا، ويجب علينا أن نعمل معاً لكويت مستدامة وصحية بمنظور جديد».

لكويت صحية

من جهته، أشاد مدير إدارة الأمن والسلامة في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب المهندس فنيس العجمي بالتعاون الإيجابي بين القطاعين الحكومي ممثلاً في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب والقطاع الخاص ممثلا في شركة نوير الكويت للخدمات الزراعية، مبيناً أن تواجد الجهات المتنوعة والناشطين في هذا المؤتمر يستهدف إطلاق مبادرة «لكويت مستدامة وصحية»، والاهتمام بالكنز الطبيعي المتوافر لدينا ويجب علينا الالتفات له وهو «النباتات الفطرية».

وأكد العجمي «أهمية الزراعة في تخفيف درجات الحرارة وزيادة الغطاء الأخضر ومنع زحف الرمال وتلعب دوراً إيجابياً في تحسين البيئة وتحويلها الى صحية».

المؤتمر الأول

من جانبه، أكد المدير العام لشركة نوير الكويت للخدمات الزراعية، علي الشنفا أن «هذا المؤتمر يدفعنا لبذل المزيد من أجل بلدنا الحبيبة الكويت ذات المناخ الصحراوي من خلال توفير منظومة نباتية فطرية تتحمل أجواء الكويت الحارة والجافة».

وأضاف «عندما قمنا بالتخطيط والإعداد لهذا المؤتمر، واجهتنا مجموعة من التحديات أهمها دعوة ضيوف من ذوي الخبرة لإثراء الحوار والاستفادة من مخرجاته»، مؤكداً أن «مساهمات المشاركين في المؤتمر المتنوعة وطرح آرائهم وأفكارهم العملية حققت أهداف هذا المؤتمر للوصول إلى أفضل السُبل لخلق بيئة صحية مستدامة باستخدام النباتات الفطرية التي تتطلب أقل الجهد والتكلفة لرعايتها وبقائها مخضّرة طوال العام».

وتابع «هذا المؤتمر يُعد الأول من نوعة وستكون هناك نسخة ثانية من المؤتمر العام المقبل 2025 بإذن الله».

اختيار النباتات الصحراوية المناسبة للبيئة الخليجية

قال الباحث في علوم النباتات والآثار والنحل عبدالله البراك من السعودية «لدينا مشكلة نقص المياه وهي أهم عنصر في معالجة التصحر، وهدفنا الاستفادة من النباتات البرية الأصلية لدول الخليج سواء للزينة أو للرعي والظل».

وأضاف«نتمنى الخروج بنتائج جيدة من هذا المؤتمر لاسيما وأنه يضم عدداً كبيراً من الخبراء والناشطين في مجال البيئة والنباتات، وعلينا اختيار النباتات الصحراوية المناسبة لبيئتنا الخليجية، فهي الأفضل لاسيما التي تستخدم في الظل لتخفيف الحرارة عن طريق الأشجار».

تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية القضايا البيئية

أكد الباحث في تسخير الطبيعة وعلاج الانسان محمد الظريف من الامارات أن المؤتمر يهدف إلى تسليط الضوء على الفوائد البيئية والاقتصادية لاستخدام النباتات الفطرية، ودورها الحيوي في تحقيق الاستدامة وتعزيز الغطاء النباتي المحلي، معرباً عن أمله في المساهمة في تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية هذه القضايا.

إبراز دور النباتات في الحياة

أكد الاخصائي الأول في علم النبات سيف الحاتمي من سلطنة عمان أن «النباتات في شبه الجزيرة العربية كان ومازال لها دور فعّال في حياة الإنسان والبيئة بشكل عام، ولها أهمية كبيرة في نواحي الحياة، مما يتطلّب منا إبراز دورها والتعريف بها من خلال هذه المؤتمرات».

أخبار متعلقة :