كتب ناصر المحيسن - الكويت في الأربعاء 5 أبريل 2023 09:35 مساءً - ناشد رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، التدخل الفوري لوقف العبث الذي يُمارسه رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح، مؤكداً أن وجوده أصبح خطراً على البلاد وكل كويتي وكويتية.
وعقد الغانم، أمس، مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع نائب رئيس المجلس أحمد الشحومي، ورئيس اللجنة التشريعية النائب الدكتور عبيد الوسمي، في قاعة الاجتماعات بمجلس الأمة، حيث قال الغانم إنه «لا يخفى على أحد الوضع السيئ الذي يعيشه البلد حالياً، من تعطل مصالح الناس والفوضى العارمة، وتوقف عجلة التشريع والرقابة لمدة طويلة جداً، والشلل التام في كل مناحي الحياة، وبعد استنفاد كل السُبل والمحاولات للتعامل مع الأمور بحكمة وتعقل،من دون فائدة للأسف، فأصبح لابد لنا من كلمة للأمة».
وأضاف «ذكرنا في أول مؤتمر صحافي لنا بعد حكم المحكمة الدستورية، بأنه لا رغبة لنا في استمرار هذا المجلس، وطلبنا العودة إلى الأمة مصدر السلطات جميعاً، لكن وفق إجراءات دستورية سليمة حتى نُحصّن المجلس القادم»، مذكّراً سمو رئيس مجلس الوزراء «أنت لست اختيارنا بل اختيار سمو أمير البلاد، وواجبنا الشرعي والدستوري والقانوني احترام هذا الاختيار. ونحن لسنا اختيارك بل أعضاء مجلس الأمة منتخبون من قبل الشعب الكويتي، في انتخابات حرة نزيهة لم يثر عليها حتى لغط، مثلما حدث في انتخابات المجلس المبطل».
وذكر أن «القضاء مستقل وفقاً للدستور الذي أقسمنا على احترامه. وهذا الدستور هو الذي يُنظم العلاقة بين جميع السلطات. وحكم المحكمة الدستورية ملزم للكافة بلا استثناء، فإما انك يا سمو رئيس الوزراء تحترم هذا الحكم الصادر باسم سمو الأمير أو لا تحترمه؟. إذا تحترم حكم الدستورية فالأمر سهل، وهناك خارطة طريق للخروج من هذا المأزق وعنق الزجاجة التي نعيشها حالياً عليك تطبيقها، أما إذا كنت لا تحترم هذا الحكم، فاطلع للعلن وقل إن هذا الحكم لم يعجبني، ولا يتماشى مع مزاجي ولا أريده، قل ذلك حتى ترى ردة الفعل ماذا ستكون. فيا سمو رئيس الوزراء، أنت المسؤول الأول والوحيد عن الوضع الحالي، وأنت المسؤول عن الأضرار التي يتعرّض لها المواطن الكويتي، وأنت المسؤول عن حالة الشلل الدستوري والقانوني والإداري والاقتصادي، ونحن لسنا شياطين خرساً، لذلك لا بد لنا من كلمة».
نصيحة صادقة
وأوضح أنه «قبل حل المجلس في أغسطس الماضي، تشرفت بزيارة سمو رئيس مجلس الوزراء لي في منزلي، وكنت صادقاً في نصيحتي له، وقلت له إن رغبة سمو الأمير والرغبة السامية في حل المجلس ليس لها إلا السمع والطاعة، لكن اتخاذ الإجراءات القانونية أو الدستورية السليمة هي مسؤوليتك كرئيس السلطة التنفيذية. وحذّرت سمو رئيس الوزراء حينها، وقلت له بكل وضوح لا تقسم حكومتك وتحل المجلس مباشرة، لأن مَنْ يفقه أبجديات الدستور والقوانين يعلم تماماً أن الخلاف وعدم التعاون بين المجلس والحكومة، يزول أثره بمجرد تكليف رئيس وزراء جديد، وأنا مستعد للتعاون لتنفيذ الخطوات السليمة. ولكن في يوم الثاني من أغسطس، ذهب سمو رئيس الوزراء ليقسم أمام سمو أمير البلاد في قصر اليمامة، وبعدها خرج إلى قصر السيف والمسافة بينهما عشر دقائق. والسؤال الذي يطرح نفسه متى حدث الخلاف بين السلطتين الذي ذكرته في مرسوم الحل؟. نحن معك نريد الحل، لكن الحل بطريقة سليمة وخاصة أن الخلافات تأتي بسهولة ولا تحتاج إلى خبير دستوري أو إلى فقيه. لكنك قمت بحل المجلس وتسبّبت في إبطال مجلس 2022 رغم اني حذرتك».
ورأى أن «الوضع في البلد لا يسمح لكائن مَنْ كان أن يسكت، بل سنقول كل شيء ولن تفيدك الحسابات الوهمية والأدوات التي يشتريها موظفوك لمهاجمة كل مَنْ ينتقدك، وسنقول كلمة الحق. فأنت بالنسبة لي ولكثير من نواب الأمة متعمّد في ذلك، حتى تُخرج الكويتيين ينتخبون مجلساً وتبطله بعد ذلك، وهناك مؤشرات، أم أنك غير متعمّد؟. هناك كثير من المعلومات إن صحت أنك كنت تقول أمام الوزراء إن هذا المجلس سيبطل. نحن ممكن أن نقول ذلك بناء على قراءة دستورية، لأننا لسنا أصحاب القرار، إنما لا يجوز لك ذلك لأنك صاحب الإجراءات التي يفترض أن تكون سليمة وهي مسؤوليتك انت وحيداً دون غيرك. فلماذا تسبّبت في شلل مجلس 2022؟ ولماذا لم تُشكّل الحكومة قبل حكم المحكمة؟ ولماذا لم تسر بالأمور قبل الحكم؟ ولماذا انتظرت إلى تاريخ 19 مارس؟. فإذا كنت غير قادر على اتخاذ الإجراءات الصحيحة، فكيف تدير البلد؟ وكيف تُستأمن على مصالح الناس؟ وجودك في منصبك كل يوم خطر على البلد وعلى كل كويتي وكويتية».
تعطل الميزانية
وتابع الغانم، موجهاً الحديث لرئيس الوزراء «أنت لا تشعر ماذا يحدث للناس. دخلنا شهر أبريل وستتعطل الميزانية فهل تعلم ما معنى ذلك؟ معناه لا توظيف ولا بعثات ولا علاج جديد بالخارج، لأنه إذا لم يتم الانتهاء من الميزانيات ستسير الدولة على الميزانية القديمة. فإذا لم تكن محتاجاً للتوظيف والعلاج والبعثات، فالناس محتاجة. وإذا لم تشعر فالناس تشعر وتتألم. حاولنا إيصالها لك في الغرف المغلقة وأنت لا تريد، فما لنا إلا العلن ومن الواجب علينا إبراء ذمتنا».
وأضاف «لم يعجبك مجلس 2022 المبطل الذي لم أترشح لانتخاباته، رغم أنه كان ممنوعاً فيه مجرد التفكير في استجواب رئيس الوزراء، على خلاف ما كان يحدث بالسابق تجاه سمو الشيخ صباح الخالد الذي يتم استجوابه على أيّ شيء. إن أطول فترة تعطلت فيها الجلسات بتاريخ الكويت، هي بعهد سمو رئيس الوزراء الذي قاطع الجلسات من تاريخ 13 ديسمبر 2022 وحتى صدور حكم المحكمة الدستورية في 19مارس 2023. سمو رئيس الوزراء إنجازاتك في المجلس المبطل هي رواتب استثنائية لك ولوزرائك، في ظل رفض طلبات تحسين معيشة المواطن البسيط المحتاج بالإضافة إلى استثناءات مخالفة للقانون والعفو عن مجموعة صغيرة وترك البقية. والاستثناءات المخالفة للقانون في 100 يوم بالمجلس المبطل كانت أكثر من مجموع الاستثناءات التي تمت في آخر خمس سنوات في الكويت».
احترام أو اعتذار
وأضاف «أنا أقول لك، إما ان تحترم الدستور وتحترم الأحكام القضائية الصادرة باسم حضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه، و إما عليك أن تعتذر ويأتي رجل دولة والأسرة مليئة بالكفاءات. لكن ليأتي رجل دولة يملك قراره ولديه من الإمكانات والقدرة على انتشال البلد وانتشالنا من الوضع الحالي، لأن هذا ليس بأيدينا لأننا سلطة تشريعية ولسنا سلطة تنفيذية وما نستطيع أن نتخذ هذا الإجراء، ونحن نتعاون معك لأبعد حد مثل ما أعلناها من أول يوم، كما أعلناها لرفع الحرج عنك وعن القيادة السياسية، وعن الجميع بأننا نحن مَنْ نريد الرجوع الى الأمة وصناديق الاقتراع، ومتوقين إلى ذلك ونريد أن نبعد البلد عن المشاكل التي يحاول بعض أداوتك اقحامنا فيها وبعض التوافه الذين يريدون إشغالنا فيها، نحن مركزون ونقول نرجع للأمة وتنتخب مَنْ ترغب في تمثيلها».
وأكد أنه «إبراء لذمتي ومسؤوليتي التاريخية وقسمي بتأدية عملي كرئيس لمجلس الأمة بأمانة وصدق فأنا اليوم أناشد حضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه وسمو ولي عهده الأمين حفظه الله بالتدخل الفوري لوقف العبث والتعطيل والتسويف الذي يمارسه رئيس الوزراء تجاه مصالح الشعب وأحوالهم. ونحن أيضا ونقولها بالعلن، نسمع أن رئيس مجلس الوزراء بسبب وضعه الاجتماعي هو ما يمنع تواصلنا المباشر مع حضرة صاحب السمو أمير البلاد، أو مَنْ يستطيع أن يقول قول الحق بالنسبة له. وأنا كرئيس سلطة طلبت أيضا بكتاب رسمي مقابلة حضرة صاحب السمو أمير البلاد ولم أُمكّن، وما كنت أسمعه قد يكون صحيحاً أو غير صحيح أن رئيس الوزراء هو المتسبّب بذلك، وهو لا يريدني ان أنقل لحضرة صاحب السمو أمير البلاد حقيقة ما يجري من أمور لأن السكين وصلت العظم».
وذكر «أنا أنقل بالأصالة عن نفسي ونيابة عن غالبية أعضاء مجلس الأمة، مناشدة حضرة صاحب السمو أمير البلاد وسمو ولي العهد التدخل المباشر والفوري لإيقاف عبث رئيس مجلس الوزراء وبعض وزرائه... اللهم إني بلغت اللهم فاشهد».
أخبار متعلقة :