لورا فريجنتي

كتب ناصر المحيسن - الكويت في الأربعاء 10 مايو 2023 09:52 مساءً - بدأت الرئيس التنفيذي للشراكة العالمية للتعليم لورا فريجنتي جولة خليجية، انطلقت بها من الكويت، وتستمر 11 يوماً، لإجراء مباحثات في شأن حشد التمويل بهدف المساهمة في الحد من تداعيات أزمة التعليم في الدول ذات الدخل المنخفض.

Advertisements

وأشادت فريجنتي، في تصريح لـ«الراي»، بمساهمة الكويت كواحدة من الدول المانحة لشراكة العالمية للتعليم في العام 2021، حيث تعهدت بتقديم مبلغ 30 مليون دولار، مؤكدة أن «هذا مثال آخر رائع على القيادة الحكيمة والكريمة التي نشهدها في منطقة الخليج العربي». وأعربت عن سعادتها الكبيرة بزيارة الكويت وأن أقوى علاقاتنا مع أحد أحدث وأقوى شركائنا المانحين.

ونوّهت بـ«توسيع الكويت للاستثمارات في قطاع التعليم، لأن القوى العاملة التي تتمتع بمستوى جيد من التعليم والمهارة، أمر حيوي جداً لتنويع الاقتصادات وتعزيز المجتمعات المسالمة والمزدهرة». وأوضحت أن «رؤية الكويت 2035 تركز بقوة على التعليم، كمحفز للتنويع الاقتصادي والنمو المستدام والتقدم الاجتماعي. ويقترن الاستثمار الكبير من الحكومة الآن بإصلاح مصمم خصيصاً لاحتياجات الدولة لبناء المهارات الأساسية والمتقدمة لإعداد شباب اليوم بشكل أفضل لوظائف المستقبل. وقد شاركت الكويت والشراكة العالمية للتعليم في تمويل برنامج ناجح بقيمة 63 مليون دولار في نيجيريا، ونحن نأمل في خلق المزيد من الفرص لشراكات مماثلة، من خلال مبادرة تمويل التعليم الذكي التي طورتها الشراكة العالمية للتعليم ومجموعة التنسيق العربية».

وعن تقييمها لمستوى التعليم في الكويت، وكيف يمكن للدول الأخرى أن تتعلم مما حققته الكويت بنظامها التعليمي، قالت فريجنتي إن «الكويت انخرطت في برنامج تحديث يُعالج القضايا الحاسمة في نظام التعليم فيها، بما في ذلك إصلاح المناهج وتطوير أنظمة التقييم الوطنية وتحسين القيادة المدرسية وإنشاء معايير مهنية. والعالم الآن بحاجة إلى المزيد من الشراكات مثل الشراكة بين الكويت وبيننا، لضمان حصول أي دولة تسعى إلى زيادة الاستثمار في التعليم على مبلغ ونوع التمويل الذي تحتاجه، لتمكين المزيد من الفتيات والفتيان من الوصول وتطوير تعلمهم فرص».

وتابعت: «استخدمت الكويت وبقية دول الخليج، التعليم للمساعدة في تحويل مجتمعاتها إلى دول مزدهرة وسخية، وهم الآن في وضع يمكنهم من زيادة دعمهم للتعليم في وقت حرج. ونحن نأمل أن تحذو الدول الأخرى حذو بعض الدول البارزة في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، في زيادة الاستثمار في التعليم لإعطاء جميع الفتيات والفتيان في كل مكان، المهارات اللازمة لتتناسب مع متطلبات مستقبل سريع التغير وأكثر تعقيداً من أيّ وقت مضى».

وحول دور الدول العربية الرائدة في المساهمة بشكل أفضل في تطوير التعليم في البلدان منخفضة الدخل، رأت أنه «مع تصاعد الاحتياجات التعليمية في أعقاب فيروس كورونا المستجد، والصراعات والتحديات الاقتصادية، وتراجع المانحين التقليديين عن دعم قطاع التعليم، فإن دول الخليج تمتلك فرصة مهمة جداً لتكثيف مشاركتها في جهود التعليم العالمية من خلال التمويل والقيادة السياسية في المعالم الدولية الرئيسية، مثل مؤتمر COP28 القادم الذي ستستضيفه دولة الإمارات العربية المتحدة. وقد أظهرت الكويت والمملكة العربية السعودية بالفعل استعدادهما للمشاركة بشكل أكثر فاعلية، فأصبحتا دولتين مانحتين جديدتين للشراكة العالمية للتعليم، وهما بذلك وضعتا الأساس للتعاون والاستثمار في المستقبل»، مشيرة إلى أن «دول الخليج بدأت بالفعل في مواجهة التفاوت السريع في المهارات الذي يخاطر بترك الملايين من الشباب - وخاصة الشابات - غير مؤهلين بتاتاً للمستقبل. ولكن لايزال هذا الأمر قضية حرجة في المنطقة. ففي الدول العربية، ارتفعت البطالة بين الشباب إلى 25 في المئة، بينما وصلت بطالة الشابات إلى 40 في المئة. وهذه من أعراض أزمة أكبر بكثير. فنحن نواجه كارثة عميقة في التعليم، تتفاقم أكثر بسبب تداعيات COVID-19. فقبل الوباء كان نحو نصف أطفال العالم في سن العاشرة يكافحون من أجل قراءة قصة أساسية وفهمها. أما اليوم، فإن هذا الكفاح يؤثر على 70 في المئة تقريباً. فإهمال محنة التعليم في جميع أنحاء العالم سيُدين جيلاً، ويتركنا في مواجهة عواقب وخيمة».

وتطرّقت فريجنتي إلى عملها في مجال التنمية الدولية، فقالت «انضممت إلى الشراكة العالمية للتعليم في وقت محوري، عندما تفاقمت أزمة التعليم وتزايدت خسائر التعلم وتزايدت الصعوبات الاقتصادية، وعندما تحركت أولويات ميزانية المانحين والبلدان في الاتجاه الخاطئ. لأن التعليم هو المعادِل الكبير ولا يمكن نسيانه، والأفراد المتعلمون هم أفضل فرصة لبلدهم لتقوية رأسمالها البشري».

أخبار متعلقة :