كتب ناصر المحيسن - الكويت في الأربعاء 3 مايو 2023 10:14 مساءً - على الرغم من التنديد الثابت بجرائم الاحتلال الصهيوني، اعتبرت آراء شرعية أن الإضراب عن الطعام حتى الموت في سجون الاحتلال الإسرائيلي غير جائز من الناحية الشرعية، مع جواز الامتناع عن المُباحات التي لا تلحق الضرر، مشيرة إلى أن المضرب عن الطعام حتى الموت يُعتبر قاتلاً لنفسه.
فقد أكد الداعية الدكتور بدر الحجرف لـ«الراي» أن «الإضراب عن الطعام إذا أدى إلى موت أو إتلاف عضو لم يجز شرعاً، وصاحبه يعتبر قاتل نفسه. وأما ما لا ضرر فيه، فلا مانع منه شرعاً، لأنه امتناع عن المباح، ويجوز للمسلم أن يمتنع عن بعض المباحات، خاصة إن كان ذلك يحقق هدفاً مشروعاً».
وفي السياق ذاته، رأى الداعية الدكتور عبدالرحمن الجيران أن «الإضراب عن الطعام انتحار لا يجوز شرعاً ولا عرفاً ولا عقلاً، وليس من فعل العقلاء، فضلاً عن المسلمين».
وبيّن لـ«الراي» أن «الإضراب عن الطعام نوعان، أولهما: الطرق الطبية التي يوصي بها الطبيب وهو الحمية، فهذا حلال جائز ولا شيء فيه.
أما النوع الثاني، فيستخدمه البعض من أجل الإضرار بالعدو أو من أجل إيصال رسالة للعالم عن الأوضاع السيئة وغير الإنسانية التي يتعرض لها الناس في السجون، فهذا فيه تعذيب للنفس، وفيه إتلاف للمهج وهذه الوسائل كلها غير شرعية تؤدي إلى التهلكة ومن دون مقابل.
وكثيراً ما نسمع صيحات ومناشدات، بل مظاهرات من أجل إحياء الضمير العالمي والإنساني في النظام العالمي الجديد، ولم نجد في المقابل شيئاً يذكر رغم كثرة التضحيات والمآسي التي تعرض لها المسلمون في جميع أنحاء العالم».
وتابع «مؤسف جداً أن نأخد هذه الوسائل غير الشرعية من أجل الوصول لغاية شرعية.
فالغاية عندنا لا تبرر الوسيلة ولو تأملنا نصوص الشريعة كلها لوجدنا أنها تأمر بالمحافظة على الأرواح وعصمة الدماء، ولم تحلل الدم المسلم إلا في ثلاث حالات فقط (الثيب الزاني، وهو المحصن بالزواج، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة)».
وبيّن أن «ثمة نص واضح وقاطع في قوله تعالى (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) والإلقاء باليد إلى التهلكة يشمل هذه الصورة، ويشمل كذلك تغرير الإنسان نفسه بمقاتلة من هو أكبر منه وأعظم قوة، والسفر في القفار التي يكثر بها السباع أو ركوب البحر، وهو ثائر أو الجلوس في مكان مع الحيات أو صعود الجبال والناطحات تسلقاً، وهذا كله إلقاء للتهلكة جاءت الشريعة بتجريمه، وكذلك الإصرار على المعاصي واليأس من التوبة مع ترك الفرائض التي كتبها الله وفي تركها هلاك للروح والدنيا معاً».
بدوره، قال الداعية عبدالله نجيب سالم لـ«الراي» إن «الطعام والشراب في حدهما الأدنى واجبان على الإنسان، فالأصل أنه لا يجوز للإنسان أن يمسك عن الطعام والشراب حتى يموت، لأن هذا ايذاء للنفس، بما لم يبحه الله سبحانه وتعالى.
لكن في بعض الحالات لا أفتي فيها بالجواز، وإنما على صاحبها أن يتصرف بما يدين لله به، وأن يجد لنفسه عذراً إذا لقيه، فالفتوى هنا صعبة لأنه لا أضرار تقع على العدو، وإنما هي أضرار دعائية لا أظن لها تأثيراً واقعياً».
واعتبر سالم أن «هذه المسألة تكاد تكون من المسائل الشخصية التي يفعل فيها كل واحد بما يدين الله به، فالفتوى هنا انه لا يجوز الانتحار وينبغي التعلق بالأمل والمقاومة بوسائل أخرى لا تؤدي إلى الهلاك».
من جهته، قال الشيخ أمين النصار إنه «لا يمكن النظر لهذه القضية بمنظار انتحار أو شهادة، بل يجب النظر لها على أنها قضية مبدئية يُراد منها ثني قوات الاحتلال وفضح ممارساته ضد الشعب الفلسطيني المظلوم، وما يقوم به الأبطال في فلسطين المحتلة هو محاولة للدفاع عن بلدهم بقدر ما أوتوا من قوة».
وأضاف «نعم لقد أفتى الفقهاء بحرمة الإضرار البليغ بالنفس وخصوصاً الذي يُفضي الى الهلاك، ولكن الواقع هو أن إهمال قوات الاحتلال لعلاج الأسرى يؤدي غالباً الى استشهاد هؤلاء الأبطال المضحين، ونأمل أن نرى زوال هذا الاحتلال قريباً ان شاء الله».
أخبار متعلقة :