كتب ناصر المحيسن - الكويت في الاثنين 18 سبتمبر 2023 11:34 مساءً - تبحث الدراسة، التي صدرت حديثاً عن حوليات كلية الآداب والعلوم الاجتماعية في جامعة الكويت، في أحد جوانبها الرئيسية أثر الصراع بين كل من السعودية وإيران إقليمياً والتنافس بين الصين والولايات المتحدة على سلم القوة دولياً، وأثر ذلك الصراع والتنافس على توازن القوى، وتداعياته على الأمن القومي للكويت.
وشارك في تأليفها الأستاذ الدكتور عبدالله سهر والدكتورة سارة المطيري والدكتورة حنان الهاجري من قسم العلوم السياسية في الكلية.
وتستعرض الدراسة جملة من الأدبيات والنظريات ذات الصلة بتوازن القوى والأحلاف الدولية التي ترسم حدود علاقات التجاذب والتنافر بين الدول وتسقط ذلك على الحالة الكويتية.
وفي سياق تحليل العلاقات بين كل من المملكة العربية والسعودية وإيران - بصرف النظر عن الوضع الحالي بعد عودة العلاقات السعودية - الإيرانية، ترى الدراسة أن تلك العلاقات تقوم على بنيوية هذا الصراع والذي قد يتخذ نمطاً تنافسياً على أقل تقدير نظراً لاختلاف طبيعة وأيديولوجية النظامين ومصالحهما وطموحاتهما السياسية على المستوى الإقليمي.
ووتتضمن أيضاً أثر التحولات على المستوى الدولي وتداخلها مع الأمن القومي الكويتي. وفي سياقها، تؤكد التحول في مركز القوى الدولي مع بروز قوى صاعدة على وجه التحديد وأبرزها الصين، ما يستلزم أن تتبع الكويت أيضاً إستراتيجية جديدة تحاكي تلك التحولات كي تحافظ على علاقاتها ومصالحها المتوازنة دولياً.
وتتطرق إلى الأشكال المتعددة للأحلاف الدولية غير المعلنة الذي اتخذتها دول الخليج مع دول المحيط الإقليمي والدولي.، مشيرة إلى ضرورة أن تقاوم الكويت تلك التجاذبات والتنافرات السياسية، وتتخذ سياسة التوازن لارتباط أمنها القومي بتحقيق ذلك.
وتنتهي إلى تحليل ميكانيكية توازن القوى الإقليمي في ظل عدة سيناريوهات محتملة، وتدعو لأن تتخذ الكويت سياسة التوازن بين كل من العراق وايران والسعودية وكذلك بين الصين والولايات المتحدة، بحيث تتجه الى ما يسمى بالتوازن التكاملي وليس التوازن المصلحي فحسب.
وتدعو الدراسة متخذي القرار الخارجي للأخذ بعين الاعتبار القضايا الأمنية غير التقليدية التي اصطحبها النظام العالمي المتحول، خصوصاً بعد دخول عامل تكنولوجيا المعلومات على خطوط العلاقات السياسية الدولية والذي فرض أدوات وآليات جديدة للصراع والتعاون بين الكيانات الدولية.
أخبار متعلقة :