سمو ولي العهد يرعى الاحتفال بمرور 70 عاماً على تأسيس مكتب الاستثمار الكويتي في لندن

كتب ناصر المحيسن - الكويت في الثلاثاء 29 أغسطس 2023 10:47 مساءً - تحت رعاية وحضور سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، أقيمت عصر اليوم احتفالية بمناسبة مرور 70 عاما على تأسيس مكتب الاستثمار الكويتي في لندن وذلك في لانكستر هاوس بالعاصمة البريطانية لندن.

Advertisements

وكان في استقبال سموه نائب رئيس مجلس الوزراء وزير النفط وزير الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار وزير المالية بالوكالة الدكتور سعد البراك والعضو المنتدب للهيئة العامة للاستثمار غانم الغنيمان والمدير العام لهيئة تشجيع الاستثمار المباشر الشيخ الدكتور مشعل الجابر وأعضاء مجلس ادارة الهيئة العامة الاستثمار الكويتي.

وتم تقديم شرح لسموه عن مسيرة تاريخ الاستثمارات الكويتية من خلال عرض الصور التاريخية بهذه المناسبة من قبل الهيئة العامة للاستثمار.

وتفضل سمو ولي العهد بلقاء الجانب البريطاني المشارك بهذه الاحتفالية كل من وزير الخزانة جيرمي هانت ووزير الاستثمار البريطاني اللورد دومينيك جونسون وسفيرة المملكة المتحدة لدى الكويت بليندا لويس وعمدة الحي المالي لمدينة لندن ألديرمان نيكولاس ليونز وكبير مستشاري وزير الدفاع لشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا المارشال الجوي مارتن سامبسون ومدير إدارة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية والتنمية وشؤون الكومنولث البريطانية ستيفان هيكي والمبعوث التجاري الخاص لرئيس الوزراء البريطاني إلى دولة الكويت البارونة باتريشيا موريس.

ثم تفضل سموه بالدخول إلى القاعة الرئيسية إيذانا ببدء الحفل.

إنجازات

وقال العضو المنتدب للهيئة العامة للاستثمار غانم الغنيمان، في كلمة له، إنه لشرف عظيم لنا ان يأتي احتفالنا اليوم برعاية سامية وبحضور سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد.

وأضاف الغنيمان «بشعور كبير من الفخر والاعتزاز بما تم تحقيقه من إنجازات على الصعيد الاستثماري في مكتب الاستثمار الكويتي هنا في العاصمة البريطانية لندن نحتفل اليوم بالذكرى السبعين لتأسيس المكتب والذي كان له علامة بارزة بتأصيل أطر الشراكة بين دولة الكويت والمملكة المتحدة».

وبين أنه منذ تأسيس مكتب الاستثمار الكويتي في عام 1953 الى اليوم، تعتبر المملكة المتحدة الموطن الثاني والمهم لاستثمارات الهيئة العامة للاستثمار فقد شهدت تلك الاستثمارات نموا طرديا على مر العقود السابقة فالمملكة المتحدة تتمتع بالكثير من المزايا التي مكنتها لان تكون المركز المالي المهم والرئيسي بالعالم.

وأشار إلى أن المملكة المتحدة تمتلك بيئة قانونية وتشريعية راسخة ونظاما سياسيا مستقرا ووجهة مشجعة على الاستثمار حيث ادى ذلك الى قيام الهيئة العامة للاستثمار بزيادة قيمة استثماراتها حتى أصبح مكتب الاستثمار الكويتي في لندن الذراع الاستثماري الأبرز لاستثمارات دولة الكويت الخارجية.

وزاد «إيمانا منا بالمكانة الاستراتيجية للعاصمة البريطانية فقد لعبت الهيئة دورا محوريا في عام 2009 لتأسيس المنتدى الدولي للصناديق السيادية الذي يضم أكثر من 45 صندوقا سياديا حول العالم بأن يتخذ من لندن مقرا رئيسيا له. وعلى الصعيد الاقتصادي فمن المعلوم أن اقتصاد المملكة المتحدة يتمتع بالتنوع الكبير الذي يوفر الكثير من الفرص الاستثمارية الجاذبة في الكثير من القطاعات الحيوية كقطاع الرعاية الصحية ومشروعات الطاقة ومشروعات البنية التحتية والقطاعات الصناعية بصفة عامة».

وأضاف الغنيمان «ادراكا لذلك فقد أسست الهيئة العامة للاستثمار شركات تابعة منها شركة سانت مارتن العقارية وشركة رين هاوس المتخصصة بالاستثمار بمشاريع البنية التحتية حيث تملك الهيئة من خلال هذه الشركات العديد من الاستثمارات المباشرة وغير المباشرة وتعد الهيئة من أكبر ملاك العقارات الأجانب في السوق البريطاني».

وانطلاقا مما سبق بيانه فالهيئة العامة للاستثمار تعكف حاليا وبالتنسيق مع الجهات المعنية بالمملكة المتحدة على تأسيس شراكة استثمارية طويلة الأمد هدفها ترسيخ عمق العلاقة بين البلدين الصديقين.

التغيرات المناخية

وزاد الغنيمان «لقد اهتم العالم الاقتصادي خلال السنوات الماضية بما يتعلق بالأمور البيئية والتغيرات المناخية ولقد كانت الكويت في طليعة الدول التي ادركت مبكرا مخاطر التغير المناخي وقد ترجم ذلك بإعلان سمو ولي العهد بالتزام دولة الكويت بالحياد الكربوني في قطاعي النفط والغاز بحلول عام 2050».

وأشار إلى أن للمملكة المتحدة دورا مهما للحد من مخاطر التغير المناخي حين أعلن الملك تشارلز الثالث انطلاق مبادرة الأسواق المستدامة في يناير من عام 2020 والتي تعنى بالاستثمار المسؤول الذي يأخذ بالاعتبار الجوانب البيئية وتغيرات المناخ وكانت الهيئة العامة للاستثمار أحد صندوقين سياديين فقط كان لهما شرف التوقيع على بيان انشاء المبادرة والالتزام بها.

وبين أن الهيئة ساهمت ومجموعة من الصناديق السيادية الأخرى بتأسيس وإطلاق مبادرة الكوكب الواحد لإعداد أسس الاستثمار الصديقة للبيئة فنحن نسعى دوما ونبذل كافة الجهود الممكنة لكي تصبح جميع استثماراتنا متوافقة مع الظروف البيئية والمناخية بالمستقبل.

وشدد الغنيمان على أنه رغم ما يمر به العالم من تحديات وتغييرات جيوسياسية من حولنا فنحن على يقين باستمرار تطور العلاقات التاريخية الراسخة بيننا لأنها ترتكز بالأساس على قيم مشتركة ومصالح ذات المنفعة المتبادلة.

عمق العلاقات

بدوره ألقى وزير الخزانة البريطاني جيرمي هانت كلمة تضمنت سردا عن الحقائق عن الاستثمارات الكويتية في المملكة المتحدة والتي تعكس عمق علاقة الصداقة المتميزة بين دولة الكويت والمملكة المتحدة والممتدة تاريخيا مؤكدا على اعتزاز المملكة المتحدة في شراكتها الاستثمارية مع دولة الكويت.

حكمة الآباء الأوائل

من جهته قال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير النفط وزير الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار وزير المالية بالوكالة الدكتور سعد البراك «بحكمة من آبائنا الأوائل وبعد نظرهم تم توقيع اتفاقية بين الأمير الراحل سمو الشيخ عبدالله السالم الصباح والوكيل السياسي للمملكة المتحدة والتي تم بموجبها تأسيس مجلس الاستثمار الكويتي في العاصمة البريطانية في 23 فبراير 1953 والذي كان النواة الأولى لمكتب الاستثمار الكويتي الحالي في لندن».

وأضاف البراك أن الهدف من وراء تأسيس مجلس الاستثمار الكويتي كان تحقيق عائد استثماري طويل الأجل ليكون بمثابة مصدر دخل بديل عن الإيرادات النفطية بشكل يعزز من قدرة الأجيال القادمة على مواجهة متغيرات المستقبل بقدر عال من الثقة ولقد كان لنفاذ هذه البصيرة الدور الأكبر في تمكين الهيئة العامة للاستثمار وهي أقدم صندوق سيادي في العالم لتكون واحدة من أكبر الصناديق السيادية على المستوى الدولي في الوقت الراهن.

تعزيز الشراكة

وزاد البراك «في وقت مبكر من هذا اليوم كان لي شرف التوقيع على مذكرة تفاهم جديدة والتي تؤكد نوايانا الصادقة نحو تعزيز شراكتنا الاستراتيجية الراسخة مع بريطانيا العظمى ونأمل أن يسهم ذلك في ضخ المزيد من الاستثمارات في السنوات القادمة».

حجم الاستثمارات

وأوضح البراك أن البداية كانت ببضع مئات الالاف من الجنيهات أودعت في بنك إنكلترا في خمسينيات القرن الماضي لتنمو تلك الاستثمارات الصغيرة مع الوقت وبشكل ملحوظ وبحسن تدبير من إدارة الهيئة العامة للاستثمار التي تأسست فيما بعد ليتضاعف حجم الأموال المستثمرة بأكثر من الضعف في كل عقد من الزمن فعندما احتفلنا بالذكرى الخمسين لتأسيس مكتب الاستثمار الكويتي في لندن في عام 2003 كان حجم استثمارات الهيئة العامة للاستثمار نحو 9 مليارات دولار أميركي وبحلول الذكرى الستين لتأسيس هذا المكتب في عام 2013 تنامت تلك الاستثمارات لتصل الى نحو 24 مليار دولار أميركي. واليوم في الذكرى السنوية السبعين لافتتاح مكتب الاستثمار الكويتي في لندن يسعدني أن أقول إننا تمكنا مرة أخرى من مضاعفة حجم استثماراتنا في المملكة المتحدة لتصل الى نحو 42 مليار دولار أي ازدادت أربعة أضعاف خلال عقدين من الزمن.

وأشار البراك إلى أن الهيئة العامة للاستثمار اتخذت من العاصمة البريطانية لندن مقرا لعملياتها الاستثمارية في الأسواق الدولية وقد نمت الأصول المدارة في مكتب الاستثمار الكويتي في لندن من نحو 27 مليار دولار في عام 2003 الى 120 مليار دولار في عام 2013 لتصل خلال العام الجاري 2023 الى 250 مليار دولار وهذا ما يمثل أيضا زيادة بنسبة فاقت الأربعة أضعاف خلال العقدين الماضيين.

شريك استراتيجي

وبين البراك أن «الكويت كانت دائما الشريك الاستراتيجي الموثوق عند معظم المستثمرين العالميين ففي الوقت الذي واجه به الاقتصاد البريطاني بعض التحديات الناجمة عن خروجها الاختياري من مظلة الاتحاد الأوروبي في عام 2020 وجدت الهيئة العامة للاستثمار أن ذلك يمثل فرصة سانحة لزيادة استثماراتها في إطار رغبة دولة الكويت المستمرة في تقوية شراكتها الاستراتيجية مع هذا الاقتصاد الكبير والمتنوع. ولا يفوتني في هذا المقام أن أتطرق للدور البارز الذي لعبته المملكة المتحدة وحلفاؤها في تحرير دولة الكويت من الاحتلال في عام 1990 وأسهمت أيضا في جهود إعادة الإعمار بعد التحرير في فبراير 1991 وكان لمدينة لندن بالذات دور حيوي في جهود الاعمار ومساعدة المؤسسات المالية الكويتية في العودة للعمل فلا يمكن لأي منا نسيان ذلك وسيبقى في الذاكرة الكويتية دائما فشكرا لكم».

وشدد البراك على أن العلاقة بين دولة الكويت والمملكة المتحدة لا تقتصر على الاستثمارات فقط بل إنها تمتد لكثير من القطاعات الحيوية الأخرى كالتعليم والدفاع والرعاية الصحية الى جانب التواصل والتنسيق المستمرين بين حكومتي البلدين فيما يخص تطورات المجتمع الدولي كما وأن العاصمة البريطانية كانت ولا زالت الوجهة السياحية الأولى لمواطني دولة الكويت.

وأردف البراك «استثمارا لهذا الحدث الاستثنائي ولتاريخ العلاقات الاستراتيجية الراسخة بين بلدينا فإنني أدعو الحكومة البريطانية والقطاع الخاص البريطاني لاستكشاف الفرص الاستثمارية الواعدة في الاقتصاد الكويتي والتي يمكن الحصول على معلومات تفصيلية عنها من خلال التواصل مع هيئة تشجيع الاستثمار الأجنبي (KDIPA) فالكويت الغنية بالموارد الطبيعية غنية أيضا برأس المال البشري الطموح وبمجموعة من رجال الأعمال المتميزين الذين تلقى الكثير منهم تعليمه في الجامعات البريطانية وأسس بعضهم الكثير من الشركات والكيانات التجارية الناجحة في المملكة المتحدة ونأمل أن يسهم ذلك في توثيق عرى التعاون والتكامل بين بلدينا».

كما ألقى وزير الدولة ووزير الاستثمار البريطاني اللورد دومينيك جونسون كلمة ثمن خلالها الزيارة التاريخية لسمو ولي العهد كما أعرب عن قوة ومتانة العلاقات التي تربط بين دولة الكويت والمملكة المتحدة في المجال التجاري والاقتصادي والممتدة لأكثر من 70 عاما.

أخبار متعلقة :