بلاغات «ساعة الإفطار»... حوادث مرورية

كتب ناصر المحيسن - الكويت في الثلاثاء 11 أبريل 2023 06:08 مساءً - يضرب فنيو الطوارئ الطبية أروع الأمثلة في التفاني وإنقاذ الأرواح، عبر ما يقدمونه من جهود جبارة، تكمن أهميتها في كونهم خط النداء الأول لإسعاف الحالات الطارئة والخطيرة كالحوادث المرورية والحرائق والمشاجرات والسقوط والإغماءات المفاجئة.

Advertisements

وتفرض طبيعة عمل «أبطال الظل» الاستنفار والجهوزية، والاستجابة الفورية لتقديم الرعاية اللازمة للمصابين والمرضى على مدار الساعة، حتى خلال وقت الإفطار في رمضان، يقدم فريق من رجال الطوارئ الخدمة، بينما يفطر فريق آخر على عجالة حتى يحل محله في أداء واجبه، ولاسيما أن هناك بلاغات تصل وقت الإفطار، تمثل أغلبها في حوادث مرورية سببها سرعة قائدي السيارات للوصول إلى بيوتهم قبل أذان المغرب.

غرفة العمليات الرئيسية للطوارئ الطبية، بمختلف أقسامها التي زارتها «الراي» مع حلول وقت الإفطار، كانت بمثابة خلية نحل لا تهدأ، بين الرد على البلاغات، والتجاوب الفوري معها، أو تقديم الإرشادات عبر فريق مؤهل للحالات التي بحاجة لمساعدة، أو لحين وصول سيارة الإسعاف الى موقع البلاغ.

فقد أكد رئيس النوبة وليد عبدالله البصيري أن «طبيعة عمل الطوارئ الطبية توجب الاستنفار الدائم والجهوزية على مدار الساعة لاستقبال البلاغات».

وفيما كشف البصيري عن التعامل مع ما بين 350 و400 بلاغ فعلي يومياً، أشار إلى «استقبال ما يزيد على 2000 مكالمة لطلب استفسارات أو إرشادات طبية يومياً، فغرفة العمليات تضم فريقاً متكاملاً ومؤهلاً يقوم بكل الأدوار المطلوبة باحترافية».

وحول الصفات التي ينبغي أن يتحلى بها رجل الطوارئ الطبية، أوضح أن «المسعف يقوم بإنقاذ حياة العديد من المرضى بخطوات، وإن كانت بسيطة لكنها مدورسة. وعليه أن يتحلي بالصبر أثناء تعامله مع المرضى، والمقدرة على اتخاذ القرار السريع وفق المعايير المهنية».

نوع البلاغات

من جانبه، أفاد فني الطوارئ الطبية وليد الهذال بأن «معظم حالات البلاغات التي ترد إلينا خلال شهر رمضان، تتمثل في حوادث مرورية، وخصوصاً وقت أذان المغرب، إلى جانب حالات هبوط السكر خلال فترة النهار، أو المشاجرات أو الحالات التي تعاني ارتفاع السكر ومشاكل الجهاز الهضمي خلال فترة ما بعد الإفطار».

ولفت الهذال إلى آلية عمله كمنفذ للبلاغ، فقال إنه «في ضوء البيانات المسجلة بنموذج البلاغ، أقوم بتحديد المنطقة التي يتبعها، إذ هناك 7 أجهزة مقسمة على مناطق البلاد. فآخر بلاغ تلقيته، على سبيل المثال، كان من منطقة الأندلس التي تتبع منطقة الصباح الصحية، وعلى الفور نقوم بإبلاغ المركز المعني لتتحرك له سيارة الإسعاف مباشرة، وفي غضون 15 دقيقة تكون السيارة قد وصلت للحالة، ليتولى فريق المسعفين تقديم الإجراءات الطبية اللازمة أو نقل الحالة إلى مستشفى إن كان ذلك يستدعي».

وبين ان «هناك شاشات مراقبة لتتبع خط سير الإسعاف، إلى جانب التواصل المستمر معها، ولاسيما أن البلاغات العاجلة، كحالات الحوداث المرورية أو السقوط من علو أو الحرائق أو غيرها من الحالات الطارئة، لا تحتمل أي تأخير، فطبيعة عمل الطوارئ الطبية تكون على مدار 24 ساعة».

الوقت بالثواني

من جهته، أفاد رئيس فني الطوارئ باسم علي المهلهل، بأنه يعمل حالياً كمتلق لبلاغات، عبر خط الطوارئ 112، ودوره أخذ بيانات البلاغ بشكل دقيق، كالعنوان وطبيعة الحالة، مؤكداً أن الوقت مهم للغاية والثواني تفرق مع الحالات الطارئة، ثم يتم تسليم البيانات لمنفذ البلاغ.

إلى ذلك، أوضح فني الطوارئ طلال العنزي أن أكثر البلاغات خلال شهر رمضان هي لحوادث السيارات خلال ساعة الافطار، مشدداً على أهمية تعزيز الوعي واتباع الإرشادات والتعليمات المرورية للحد منها، لأن الحوادث في معظمها ربما نتيجة الإهمال وقلة التركيز الناتج عن السهر المتأخر، أو استخدام الهاتف أثناء القيادة، أو السرعة الزائدة.

وبين أن «عدد البلاغات اليومية التي يتم التعامل معها نحو 400 حالة، ما بين حوادث مرورية وحالات حرائق أو جرائم أو مشاجرات أو غيرها من الحالات المرضية الطارئة.

5664 بلاغاً

كشفت إحصائية للطوارئ الطبية عن التعامل مع 5664 بلاغاً خلال الفترة من 1 الى 17 رمضان الجاري، بواقع 3827 حالة منقولة للمستشفى، و1432 حالة غير منقولة حيث تم التعامل معها في موقعها، إضافة عدم وجود 408 حالات.

وأفادت الإحصائية بتعامل الادارة مع 394 بلاغا لحوادث الطرق، و127 لحالات مرض السكر، و636 لحالات الجهاز الدوري. كما تم إسعاف 16 حالة عبر خدمة الإسعاف الجوي، إلى جانب التعامل مع 205 حالات في المساجد.

مسببات الحوادث المرورية ساعة الإفطار

- السرعة الزائدة

- استخدام الهاتف

- الإهمال وعدم التركيز

- ارتفاع حركة السير

نوعية البلاغات

- حوادث سيارات خلال ساعة الإفطار

- هبوط السكر خلال فترة النهار

- مشاجرات

- ارتفاع السكر ومشاكل في الجهاز الهضمي بعد الإفطار

- حرائق أو جرائم

22 عيادة طبية لخدمة المصلين

أكد مدير إدارة الطوارئ الطبية الدكتور أحمد الشطي، أن «الإدارة جزء أصيل من عمليات التحضير والتهيئة لممارسة العبادات خلال شهر رمضان، وتزداد الاهمية في العشر الأواخر»، لافتاً إلى أن «هناك أكثر من 22 عيادة موزعة على أبرز المساجد في مختلف المناطق لتقديم الخدمات الصحية للمصلين، وقد تعامل رجال الطوارئ مع حوادث متنوعة فيها».

وأكد الشطي أن جهود رجال الطوارئ متواصلة على مدار 24 ساعة، وهي محل تقدير من المصلين وجميع أفراد المجتمع.

دور بطولي

استذكر رئيس فنيي الطوارئ الطبية باسم علي المهلهل الدور البطولي لرجال الطوارئ إبان الغزو، واستمرارهم في أداء واجبهم، رغم المخاطر التي واجهتهم، بقيادة الدكتور محمد الشرهان، مستعرضاً بعض وقائع تلك الفترة.

أخبار متعلقة :