سفير السودان لـ«الراي»: الأزمة قد تشكل تهديداً للإقليم... إذا لم يُمنع المرتزقة من التحرّك عبر الحدود

كتب ناصر المحيسن - الكويت في الثلاثاء 30 مايو 2023 10:14 مساءً - فيما أشاد السفير السوداني لدى البلاد عوض الكريم الريح بلة، بالمبادرة الكويتية الإنسانية لدعم الشعب السوداني، جراء الأزمة الحالية، حذّر من انتشار أزمة بلاده على امتداد الساحل الأفريقي، ما لم يتم احتواؤها، «من خلال إدانة مسلك التمرّد، وتبادل المعلومات بين أجهزة المخابرات، وعدم السماح للمرتزقة بالتحرّك عبر الحدود».

Advertisements

وقال الريح بلة، في حوار مع «الراي»، إنه «نظراً لانتماء قادة الميليشيا المتمردة لإثنية ممتدة غرباً من السودان إلى الساحل الافريقي، وتداخل وتشابه التركيبة السكانية في الحزام الصحراوي، وطبيعة الأرض السهلية المنبسطة من السودان وحتى الساحل الأفريقي، فإن الأمر مرشح إلى أن يغدو مهدداً إقليمياً حال التراخي في التعامل معه».

وأشاد السفير بالمبادرة الكويتية الإنسانية لدعم الشعب السوداني، مشيراً إلى أن الكويت كانت أول دولة استجابت للنداء السوداني، وأن المبادرة كانت من الجانب الكويتي بالاستفسار عمّا يحدث في السودان، حيث شرح لهم صورة الوضع، وحدث تجاوب وتفاعل كبير جداً، وتحديداً بالجانب الانساني.

وذكر أنه تم التنسيق بين وزارة الخارجية وجمعية الهلال الأحمر الكويتي، لتقديم المساعدات للسودان، حيث قدّر في البداية أنه يُمكن شحن 75 طناً، واليوم وصل الرقم إلى 120 طناً، وهي ممكن أن تزيد، كما سيكون هناك حملة تبرّعات من قبل الجمعيات الخيرية موازية لما تبرّعت به الحكومة. وفي ما يلي تفاصيل الحوار:

كيف تنظرون إلى تداعيات الأزمة في السودان؟ وهل يُمكن أن تُصبح إقليمية تمتد إلى دول الجوار للسودان خصوصاً؟

نظراً لانتماء قادة الميليشيا المتمردة لإثنية ممتدة غرباً من السودان إلى الساحل الافريقي وتداخل وتشابه التركيبة السكانية في الحزام الصحراوي وطبيعة الأرض السهلية المنبسطة من السودان وحتى الساحل الأفريقي، فإن الأمر مرشح إلى أن يغدو مهدداً إقليمياً حال التراخي في التعامل معه. وينطوي أخذ الأمر بجدية بإدانة مسلك التمرد وتبادل المعلومات بين أجهزة المخابرات وعدم السماح للمرتزقة بالتحرك عبر الحدود.

ما مدى شرعية تواجد مجموعة «فاغنر» أو أيّ جهة خارجية في السودان؟

بالتأكيد لا تُوجد شرعية لأيّ من الفاعلين، دولاً كانوا أو حركات أو تنظيمات أو غيرها، تجعلها تتدخل في شؤون الدول الأخرى. لكن الأمر يحتاج للمزيد من التحقق قبل مرحلة الإعلان عن الجهات المتورطة في دعم التمرد الذي هو حقيقة ماثلة لا تخطئها العين، لكنه سيتم بعد تصفية الجيوب المتبقية من الميليشيا المتمردة.

وقيادة القوات المسلحة ربما صرّحت وألمحت إلى وجود تدخّلات خارجية في هذا الامر، لكن الآن القيادة مشغولة بالعمليات العسكرية، وأعتقد أنه سيتم الإعلان عن ذلك فور الانتهاء من العمليات العسكرية وإجراء التحقيقات الموسعة في هذا الأمر. وأعتقد أن ما تعرّض له السودان، هو تآمر كبير وتمرّد لم يحصل في تاريخه الحديث. وما حدث كبير يستحق أن تُعلن نتائج التحقيقات على الملأ، وسيكون نقطة فاصلة تحدد بموجبها القيادة مع مَنْ تتعامل ومع مَنْ تضع حدوداً للتعامل.

كيف تنظرون إلى دور الكويت خلال الأزمة التي يتعرّض لها السودان؟

- الكويت كانت أول دولة استجابت للنداء السوداني، وأنا قابلت المسؤولين من أعلى المستويات، والحقيقة أن المبادرة كانت من الجانب الكويتي بالاستفسار عمّا يحدث في السودان، وأنا التقيت المسؤولين في وزارة الخارجية، وعكست لهم صورة الوضع، وحدث تجاوب وتفاعل كبير جداً، وتحديداً بالجانب الانساني، وتم التنسيق بين وزارة الخارجية وجمعية الهلال الأحمر الكويتي، وقدّر في البداية أنه يُمكن شحن 75 طناً، واليوم وصل الرقم الى 120 طناً، وهي ممكن أن تزيد.

كما سيكون هناك حملة تبرّعات من قبل الجمعيات الخيرية، وهي ستكون موازية لما تبرّعت به الحكومة وأتوقّع أن يكون فيها قدر كبير من المعونات الطبية والغذائية لإخوانهم في السودان. ونحن نشكر الكويت، قيادة وشعباً، على هذه المواقف التي نعتبر أنها ليست غريبة عليهم.

ماذا عن موقف السودانيين في الكويت؟

- الالتفاف الذي حدث حول القوات المسلحة في مواجهة هذا التمرّد، غير مسبوق تاريخياً. فالكل متفق على نصرة القوات المسلحة والوقوف خلفها، والكل متفق على توصيف أن هذا تمرد وعصيان ضد الأوامر الصادرة عن قيادة القائد العام للقوات المسلحة.

وهناك التفاف واجماع شعبي كبير حول قواتنا المسلحة، وقبل أيام، كان لدينا في منزلي اجتماع مع عدد كبير من أبناء الجالية السودانية (نحو 50 شخصاً)، واستعرضوا كيفية تقديم الدعم لأهلهم وذويهم في السودان.

والآن، بات لدينا لجنة، وسننسق مع جمعية الهلال الأحمر السوداني ووزارة الخارجية والجمعيات الخيرية الكويتية، لكي تتلقى تبرعات أبناء الجالية السودانية لإرسالها إلى أهلهم في السودان.

ونحن نعلم أن هذا سيكون قطرة في بحر الكرم الكويتي الفياض، ولكن أن تأتي، خير من ألا تأتي، فهي فقط لفتة إنسانية أن السودانيين في الكويت موجودون مع أهلهم وذويهم هناك، وهذا إن دل، فإنه يدلّ على التفاف الشعب السوداني حول قيادته المسلحة وحول جيشه.

البشير في مستشفى عسكري

بسؤاله عن مصير الرئيس السوداني السابق عمر حسن البشير، أوضح السفير الريح بلة أن الرئيس البشير كان مريضاً، قبل شهر أو شهرين من الانقلاب، وتم وضعه في جناح خاص بمستشفى السلاح الطبي العسكري، مع عدد ممَنْ قادوا انقلاب 30 يونيو 1989، ولايزالون هناك.

انتهاكات... «الدعم السريع»

رأى السفير السوداني أن ما حدث بعد خسارة ميليشيا الدعم السريع عسكرياً، أنها لجأت الى المنشآت المدنية والجامعات ودور العبادة، ومارست فيها أبشع أنواع التخريب والتدمير الممنهج، وحدث احتلال لمساكن المواطنين واتخاذهم دروعاً بشرية، إضافة الى نهب ممتلكات ونهب منظّم لأنواع محدّدة من السيارات والمصارف ويسرقون العملات، إلى جانب وجود خروقات أخرى مثل تجنيد القُصّر، وتجنيد المرتزقة من دول الجوار ومن دول في الإقليم. كما اقتحموا السجون وأطلقوا سراح 15 ألف ما بين مسجون ومحكوم و«منتظر»، بينهم عدد ممَنْ حكم عليهم بجرائم قتل، ومَنْ حكم عليه أو اتهم في جرائم الاتجار بالمخدرات، كل هؤلاء أصبحوا طلقاء.

أخبار متعلقة :