كتب ناصر المحيسن - الكويت في الثلاثاء 5 نوفمبر 2024 07:54 مساءً - قال وزير الخارجية عبدالله اليحيا إنه تم اليوم استكمال أعمال المؤتمر الرابع حول «تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب وبناء آليات مرنة لأمن الحدود - مرحلة الكويت من عملية دوشانبي»، وذلك في إطار استكمال عملية دوشانبي لمكافحة الإرهاب وتمويله، التي أطلقتها طاجيكستان في 2018.
وأضاف اليحيا، خلال مؤتمر الصحافي على هامش مؤتمر «دوشانبي» بحضور وزير خارجية طاجيكستان سراج الدين مهر الدين، ووكيل الأمين العام لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب فلاديمير فورونكوف، أن «المؤتمر منصة محورية لتعزيز التعاون الإقليمي والدولي في شأن أمن الحدود في سياق مكافحة الإرهاب وتمويله، وفرصة لتبادل الخبرات والدروس المستفادة ومناقشة سبل مواجهة التهديدات الناشئة، وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي في مجال مكافحة الإرهاب».
وذكر أنه «تم في ختام المؤتمر اعتماد إعلان الكويت في شأن أمن الحدود وإدارتها، والذي عكس المناقشات والرؤى، ووجهات نظر المشاركين، ويمثل الإعلان وثيقة توجيهية لجهود مكافحة الإرهاب وبناء القدرات في مجال أمن الحدود»، مبينا أنه «تأتي هذه الاستضافة انطلاقاً من حرص دولة الكويت على دورها الدولي والإقليمي في مجال مكافحة الإرهاب وتمويله، ودعم كافة الجهود الأممية والإقليمية للقضاء على هذه الآفة التي تهدد الأمن الدولي والإقليمي».
وتابع: «أجرينا مباحثات مستفيضة حول آخر مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، ومختلف القضايا المحورية والرئيسية في منطقتنا، التي تشهد أحداثاً وتطورات هامة تتطلب منا المزيد من التنسيق والتواصل، حيث جاءت على رأس هذه المباحثات قضية تفشي ظاهرة الإرهاب والتطرف الفكري، مؤكدين على أهمية دعم الجهود الدولية في التصدي للجماعات الإرهابية وكافة العوامل التي تغذي الفكر المتشدد والعمل على مكافحته وتجفيف منابع تمويله، حيث أصبح التطرف الفكري والإرهاب آفة العصر التي تنافي كل القيم والتعاليم الإسلامية والإنسانية، إيماناً منا بمحاربة الفكر بالفكر، واقتلاع آفة الإرهاب من جذورها، ونبذ الكراهية بكافة أشكالها، كما اتفقنا على ضرورة توحيد هذه الجهود من أجل الوصول إلى الغاية المنشودة وتحقيق أمن واستقرار المنطقة والعالم».
وأكد الوزير: «نحن بحاجة اليوم إلى جهود إقليمية ودولية مكثفة من أجل مواجهة ظاهرة الإرهاب بكافة أشكالها، وتعدد تسمياتها، مع التأكيد على أن الإرهاب لا يمثل ديناً أو مذهباً أو وطناً بعينه، وإننا اليوم نطالب ببذل الجهود من أجل القضاء على هذه الآفة التي أصبح خطرها يهدد الجميع».
وقال: «أود أن أؤكد من هذا المنبر، على أن السبيل إلى الأمن والاستقرار والتنمية والازدهار يتطلب استمرار الجهود الجماعية في محاربة الإرهاب وجماعاته المُجْرِمَة، ومواجهة الفكر المتطرف الذي يتناقض مع كل الشرائع السماوية والقيم الدينية والإنسانية والأخلاقية».
من جانبه قال وزير خارجية جمهورية طاجيكستان سراج الدين مهر الدين خلال المؤتمر إن مرحلة الكويت من عملية دوشانبه تكتسب أهمية خاصة من حيث توسيع نطاقها إلى ما هو أبعد من آسيا الوسطى.وأضاف مهر الدين أن ممثلي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وخاصة من آسيا الوسطى وأفريقيا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ وأوروبا وأجزاء أخرى من العالم ناقشوا على مدى يومين القضايا الملحة المتعلقة بضمان أمن الحدود في سياق مكافحة الإرهاب والتحديات العالمية الأخرى.وأشار الى أن المؤتمر اعتمد "إعلان الكويت بشأن أمن الحدود وإدارتها" ما يعد دليلا على تطلع المجتمع الدولي إلى تعزيز التعاون لمكافحة التهديدات والتحديات الحديثة.وأكد الوزير أن بلاده تولي اهتماما خاصا لتعزيز وتطوير التعاون الدولي وتطرح باستمرار مبادرات تهدف إلى اتخاذ إجراءات مشتركة ومنسقة لجميع البلدان والمنظمات الدولية المهتمة.وأعرب عن سعادته بالمشاركة الفعالة لممثلي إدارات مكافحة الإرهاب وأمن الحدود والجيش في الدول الأعضاء بالأمم المتحدة "مما يخلق الظروف المواتية لمواصلة تعزيز التعاون الدولي في مكافحة التهديدات الحالية للأمن العالمي".وتوجه بالشكر إلى سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه على استضافة هذا المؤتمر المهم معربا في الوقت ذاته عن تقديره للرئيس إمام علي رحمان رئيس جمهورية طاجيكستان على قيادته ودعمه لجهود الأمم المتحدة المستمرة لمكافحة الإرهاب.من جانبه قال وكيل الأمين العام لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب فلاديمير فورونكوف خلال المؤتمر إن المرحلة الكويتية من عملية دوشانبه تبشر بسبل جديدة لتعزيز التعاون والشراكة بين مناطق آسيا الوسطى وجامعة الدول العربية وأفريقيا والآسيان.وقال فورونكوف إن المناقشات تناولت العديد من المجالات الحاسمة بما في ذلك تعزيز تعددية الأطراف والتعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب فضلا عن تعزيز أمن الحدود لمنع حركة الإرهابيين عبر الحدود في مناطقنا.وبين أن إحدى إحصائيات الخبراء الرئيسية خلال المناقشات أظهرت بأن 40 في المئة من أحداث العنف المرتبطة بالإرهاب تحدث على بعد 100 كيلومتر من الحدود "حيث بات من الضروري بمكان تعزيز آليات أمن الحدود ومنع الإرهابيين من استغلال الثغرات في الأنظمة".وأضاف أن المشاركين حددوا في المؤتمر عدة إجراءات متابعة رئيسية للوثيقة الختامية بعنوان (إعلان الكويت بشأن أمن الحدود وإدارتها).وقال إن الأمم المتحدة ستواصل من خلال المشاريع التي يديرها مكتب مكافحة الإرهاب والكيانات الأخرى مساعدة البلدان على تنفيذ نظم أقوى لمراقبة الحدود بما في ذلك استخدام القياسات الحيوية وتبادل البيانات في الوقت الحقيقي لمنع تحركات الإرهابيين.وأكد فورونكوف ان الأمم المتحدة ستتابع الالتزامات التي تم التعهد بها هنا من خلال إعلان الكويت وضمان توفير الدعم اللازم للدول الأعضاء.وكانت أعمال المؤتمر الرفيع المستوى الرابع حول (تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب وبناء آليات مرنة لأمن الحدود - مرحلة الكويت من عملية دوشانبه) انطلقت في الكويت أمس الاثنين بحضور أكثر من 450 مشاركا بينهم 33 وزيرا من الدول الأعضاء إضافة إلى ممثلين عن الوكالات المتخصصة التابعة للأمم المتحدة و23 منظمة دولية وإقليمية و13 منظمة من المجتمع المدني.
أخبار متعلقة :