صورة لأوائل المبتعثين الكويتيين للدراسة بالولايات المتحدة بداية الخمسينيات

كتب ناصر المحيسن - الكويت في الأربعاء 7 أغسطس 2024 01:46 مساءً - على مدى قرن كامل، شكّل الابتعاث الطلابي لاستكمال التحصيل التعليمي العالي أحد التوجهات الثابتة لدولة الكويت، باعتباره استثماراً وطنياً في رأس المال البشري.

Advertisements

ويعود تاريخ الابتعاث الطلابي في الكويت تحديداً إلى العام 1924، الذي شهد أول بعثة كويتية تعليمية مكونة من سبعة طلاب إلى الكلية الأعظمية ببغداد، بحسب تقرير لوكالة «كونا».

وضمت البعثة آنذاك الشيخ فهد السالم الصباح ومحمود العبدالرزاق الدوسري وخالد سليمان العدساني وأحمد بن عمر العلي وعبدالكريم بن محمد العلي وعبدالله العبداللطيف العبدالجليل وسلمان العنزي.

وعلى مدى 100 عام من انطلاق البعثة الطلابية الأولى، شكلت البعثات التعليمية في الكويت مساراً متنامياً وسط اهتمام بمراجعة دائمة لقائمة دول الابتعاث والجامعات، بما يضمن جودة التعليم ومخرجاته.

رؤية شاملة

وتتماشى الحاجة إلى مراجعة سياسة الابتعاث ومعالجة المشاكل والتحديات التي تواجه الطلبة المبتعثين، مع تطلع الكويت إلى بناء قاعدة شبابية ملمة بعلوم المستقبل لتحقيق رؤية (كويت جديدة 2035)، وتلبية احتياجات سوق العمل المتغيرة وتوفير بيئة تعليمية محفزة للابتكار والإبداع.

وتلك المراجعة أوكلها وزير التربية ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور عادل العدواني إلى لجنة مختصة، تندرج ضمن رؤية شاملة لتحقيق الأهداف الوطنية لتطوير التعليم وتأمين الاستفادة القصوى من برامج الابتعاث.

وأفاد الوزير العدواني، في تصريح سابق، بأن برامج الابتعاث تعتبر أداة فعالة لتعزيز التنمية وإعداد جيل من القادة والمبدعين.

ميزانيات كبيرة

وترصد الكويت ميزانيات كبيرة دعماً لطلبة البعثات، إذ يستحق طالب البعثة عند الإيفاد مخصص الالتحاق بمقر البعثة، إضافة إلى المخصصات الشهرية التي تراعي المستوى المعيشي في كل دولة.

كما يمنح طالب البعثة المتميزة (أ) مكافأة شهرية إضافية تعادل 50 في المئة من المكافأة الشهرية للبعثات، ويمنح طالب البعثة المتميزة (ب) مكافأة شهرية إضافية تعادل 25 في المئة من المكافأة الشهرية للبعثات.

وتصرف المخصصات المالية بما يتوافق مع أوجه الصرف الصحيحة، وفقاً لضوابط تصب في المصلحة العامة للنهوض بالمستوى الأكاديمي والعلمي للطلبة.

واعتمدت وزارة التعليم العالي في السادس من يوليو الماضي، أسماء الطلبة المقبولين في خطة البعثات الخارجية الأصلية للعام 2024 - 2025 والبالغ عددهم 3325 طالباً وطالبة.

وفي نهاية يوليو الماضي، اعتمدت الوزارة خطة البعثات الداخلية للحاصلين على الثانوية العامة أو ما يعادلها للفصل الدراسي الأول 2024 - 2025.

دراسة حكومية

ومن المرتقب أن تضع دراسة حكومية مؤشرات تنفيذ خطط الابتعاث السنوية سواء لجهة الإقبال أو الانصراف عن التخصصات المختلفة تحت المجهر، علاوة على تتبع حالات التعثر الدراسي أو الإلغاء للبعثة وأسبابها مع تحديد التخصصات التي تأثرت بذلك.

ومن شأن الدراسة العمل على تحديد الإجراءات الواجبة ورسم السياسات التي تسهم في رفع كفاءة خطط الابتعاث وتحسين فاعليتها في تحقيق أهدافها المنشودة بما يتماشى مع غايات التنمية المستدامة في الكويت.

تخصصات متنوعة

وتتواصل جهود توفير الابتعاث للطلاب الكويتيين لاستكمال دراستهم بمؤسسات التعليم العالي داخل الكويت وخارجها في التخصصات العلمية المتنوعة، عبر أكبر عدد ممكن من الجامعات والمعاهد العلمية بمختلف دول العالم.

ودأبت البلاد على توفير مقاعد طبية في عدد من دول الإيفاد ضمن خطط البعثات السنوية لزيادة فرص الطلبة الراغبين في دراسة التخصصات الطبية في الجامعات الموصى بها، بغية تعزيز المنظومة الصحية بتخصصات طبية بجودة وكفاءة عاليتين.

وتُعنى وزارة التعليم العالي بوضع خطط البعثات السنوية وتحديد ضوابطها، والتنسيق مع المكاتب الثقافية في دول الابتعاث، والإشراف على الطلبة مالياً وأكاديمياً بشكل مستدام لضمان تحقيق النتائج الأمثل.

الديرة

وأنشأت الوزارة في وقت سابق منظومة «الديرة» التي ساهمت في توفير الربط الأكاديمي مع المكاتب الثقافية الخارجية، في شأن نظام معادلة الشهادات العلمية والنظام الأكاديمي ونظام التسجيل الإلكتروني للبعثات ونظام المكافأة الاجتماعية.

وتطمح الكويت إلى خلق بيئة معرفية تنموية قادرة على مواجهة التحديات، إذ يعد تعزيز قدرات المواطنين والمؤسسات في الدولة أحد البرامج الأساسية التي تضمنتها خطة التنمية السنوية 2024 - 2025.

ويعنى البرنامج بإكساب الأفراد المعرفة والمهارات وقدرات الإبداع والابتكار وخلق قوى عاملة منتجة وتنافسية تنعكس عوائدها بالإيجاب اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، ووضع البرنامج ضمن مستهدفاته النهوض بمستوى التعليم، والوصول إلى قوى عاملة ماهرة ذات كفاءة عالية من خلال سياسات تشمل تحسين المنظومة التعليمية وأساليب التعليم للقيادة نحو اقتصاد المعرفة وعقد شراكات أكاديمية مع مؤسسات دولية مرموقة.

6 أهداف لمراجعة سياسة الابتعاث:1 - معالجة المشاكل والتحديات التي تواجه الطلبة 2 - بناء قاعدة شبابية مُلمّة بعلوم المستقبل 3 - تلبية احتياجات السوق 4 - توفير بيئة تعليمية محفزة للابتكار والإبداع5 - تحديد المؤشرات لجهة الإقبال أو الانصراف عن التخصصات 6 - تتبع حالات التعثر أو الإلغاء

أخبار متعلقة :