انتقال طلبة «الحكومية» إلى «الأجنبية»... صعوبات واقعية

كتب ناصر المحيسن - الكويت في السبت 27 يوليو 2024 10:02 مساءً - أثار الجدل من جديد مُقترح تقدّمت به الإدارة العامة للتعليم الخاص في وزارة التربية، ضمن بعض التوصيات الخاصة بإعداد قرارات وزارية لتنظيم آلية عملها، ومن ثم عرضها على وزير التربية، للاطلاع والاعتماد.

Advertisements

المقترح الذي وضع على بساط الجدل، يتعلق بنقل الطلبة من مدارس التعليم العام إلى المدارس الأجنبية، حيث نص على أن يقبل الطالب في المدارس الأجنبية بحد أقصى في الصف الثامن، نزولاً من الصف التاسع، كما كان في القرار السابق للنقل من نظام التعليم العربي إلى الأجنبي، شاملاً الطلبة بطيئي التعلم. ورفع المقترح الذي تمت الموافقة عليه من قبل لجنة تضم 6 أعضاء في الإدارة، إلى وزير التربية لاعتماده وإصدار قرار وزاري في شأنه.

والمقترح معمول به حالياً في عمليات النقل بين مدارس التعليم العام والمدارس الأجنبية، لكنه يشمل حالات محدودة لها ظروفها وأسبابها، كما أن المقترح لم يصدر به قرار وزاري بعد.

يضاف إلى ذلك أن عملية القبول في المدارس الأجنبية ليست سهلة، إنما تخضع لاختبار قبول شديد جداً، فهذه المدارس لها معاييرها الخاصة، ولا تقبل أي طالب إن كان غير مؤهل لدراسة مناهجها الأجنبية.

ورأت شخصيات تربوية أن النزول بسنوات القبول سنة واحدة أمر عادي، خاصة أن المقترح يشمل حالات محدودة لها أوضاع خاصة يمكن أن تستفيد منه، مستبعدة أن تشهد المدارس الأجنبية موجة انتقال لها من العربية، نظراً لاختلاف النظام ولغة التدريس بينهما، وهو ما يقف عائقاً دون حصول ذلك، فيما تشددت شخصيات بعملية النقل، مطالبة بألا يتجاوز النقل الصف الثاني الابتدائي.

«الأحوط تحديد وجهة الدراسة قبل الثانوية»

خالد الرشيد لـ«الراي»: المحك في الانتقال... اختبار القبول في المدارس الأجنبية

أكد الوكيل المساعد الأسبق للتعليم العام في وزارة التربية الدكتور خالد الرشيد لـ«الراي» أن «وزير التربية الأسبق الدكتور نايف الحجرف أصدر قراراً وزارياً في هذا الشأن، محدداً الصف التاسع كحد أقصى للنقل بين النظامين الحكومي والخاص».

وقال الرشيد إن «الأحوط هو العمل بهذا القرار، وتحديد وجهة الدراسة سواء في النظام الحكومي أو الأجنبي قبل الدخول في المرحلة الثانوية، لأن التأقلم مع المناهج سوف يكون صعباً في هذه الفترة المتأخرة».

وأشار إلى أن «المقترح قدم بالتأكيد من باب تجارب شهدتها الإدارة العامة للتعليم الخاص وحالات واجهتها، وهناك طلبة في المدارس الحكومية مستواها عال جداً في اللغة الإنكليزية، ويجب أن يكون اختبار القبول في المدارس الاجنبية هو المحك والفيصل في ذلك».

وذكر الرشيد أن «هناك بعض الطلبة الذين كانوا يدرسون في الخارج، وحين عادوا إلى الكويت التحقوا في المدارس الحكومية، لكنهم لم يتأقلموا مع المنهج العربي بعد فترة، لذلك يرغبون بالالتحاق مجدداً في المدارس الاجنبية. وأعتقد أن القرار لمثل تلك الحالات، و الحالات التي تجيد اللغة الإنكليزية».

«نقل الطالب بسن مبكرة لمواكبة المناهج»

نورة الغانم لـ«الراي»: الثامن متأخر جداً... في «الأميركية» لا نقبل بعد الصف الثاني

قالت رئيسة اتحاد المدارس الخاصة نورة الغانم لـ«الراي» إنه «لم يردنا أي قرار رسمي من وزارة التربية بهذا الشأن، لكن النقل في الصف الثامن متأخر جداً، وقد توجد أنظمة تعليمية تقبل بنقل الطلبة من الصف السادس أو السابع، إنما في النظام الأميركي لا نقبل بعد الصف الثاني».

وبيّنت الغانم أن «كل نظام له طريقته ومعاييره الخاصة في القبول، وهناك أنظمة تعليمية يجب أن يكون النقل إليها بسن مبكرة، حتى يستطيع الطالب مواكبة مناهجها المختلفة كلياً عن مناهج النظام العربي».

«عودتهم صعبة في الصفوف المتأخرة»

عبدالعزيز الكندري لـ«الراي»: طلبة انتقلوا من الأجنبي إلى الحكومي... ثم ندموا

فسّر مدير الشؤون التعليمية الأسبق في الإدارة العامة للتعليم الخاص عبدالعزيز الكندري لـ«الراي» بعض حالات النقل التي تتم بين المدارس الحكومية والأجنبية، مؤكداً أن «هناك طلبة انتقلوا من المدارس الأجنبية إلى مدارس التعليم العام أو إلى المدارس العربية، وبعد فترة ندموا سواء بسبب تعثرهم الدراسي أو لأي سبب آخر. وتصبح عودة هؤلاء الطلبة إلى المدارس الأجنبية في الصفوف المتأخرة صعبة».

وبيّن الكندري أن «بعض الأنظمة الأجنبية إن لم يكن الطالب منتسباً إليها منذ فترة الحضانة لا تقبل به، وأخرى لا تقبل بعد المرحلة المتوسطة. وبشكل عام نادراً ما يأتي إلينا طالب يرغب بالنقل من المدارس الحكومية إلى الأجنبية».

«يشمل بطيئي التعلم الذين يجيدون الإنكليزية أكثر من العربية»

عادل الراشد: القرار لأبناء الدبلوماسيين الذين كانوا يدرسون في الخارج

أكد مدير الشؤون التعليمية الأسبق في منطقة الأحمدي التعليمية عادل الراشد لـ«الراي» أن «المقترح المشار إليه لم يختلف كثيراً عن المعمول به سابقاً، حيث كان النقل من المدارس الحكومية إلى الأجنبية يتم حتى الصف التاسع، والنزول بسنوات القبول سنة واحدة أمر عادي».

وأوضح الراشد أن «المقترح يشمل حالات خاصة من الطلبة، وعلى رأسهم الطلبة الذين يجيدون اللغة الإنكليزية مثل أبناء الدبلوماسيين والسفراء الذين كانوا يدرسون في الخارج، ثم عادوا إلى البلاد والتحقوا في مدارس التعليم العام، أو بعض الطلبة بطيئي التعلم، حيث واجهتنا حالات في السابق تمثلت في وجود بطء تعلم لدى بعض الطلبة في المناهج العربية، فيما لا يوجد هذا البطء لديهم في اللغة الإنكليزية».

وكشف عن وجود لجنة مشتركة حالياً بين وزارة التربية والهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة، تقوم بالنظر في حالات بطيئي التعلم الذين تم تحويل عدد منهم في الفترة السابقة إلى المدارس الأجنبية، مبيناً أن اللجنة تجتمع كل ثلاثاء وتقوم بدراسة حالات الطلبة المشار إليهم.

أخبار متعلقة :