المطيري: إستراتيجية «الإعلام» تبنّت مبدأ الشفافية وتعزيز التواصل مع الجمهور... بالأرقام والحقائق

كتب ناصر المحيسن - الكويت في الاثنين 22 يوليو 2024 10:02 صباحاً - أكد وزير الإعلام والثقافة عبدالرحمن المطيري أن الوزارة تبنّت في إعدادها لإستراتيجيتها (2021 - 2026) نهجاً تشاركياً في التخطيط، وهو منهجية علمية معتمدة عالمياً، وتنموية ومستدامة بالتجربة، يهدف إلى إشراك جميع الأطراف المعنية في عملية صنع القرار، ما يضمن تحقيق الأهداف بشكل فعّال ومستدام.

Advertisements

جاء ذلك خلال عرض تقديمي للوزير في مقر مركز التواصل الحكومي بعنوان «مخرجات إستراتيجية وزارة الإعلام»، قال فيه إن هذا المؤتمر يأتي بناء على توجيهات سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، وتعليمات سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد العبدالله، باتباع مبدأ الشفافية في طرح المعلومات للمواطنين، وتعزيز التواصل الإعلامي المبني على الأرقام والحقائق.

وأوضح أنه «تم تشكيل فرق عمل متنوعة في الوزارة استخدمت أداة (التيسير) في جمع المعلومات وإدارة الحلقات النقاشية وعمليات المسح المكتبي، وتم الاطلاع على أفضل الممارسات العالمية والتجارب الدولية لضمان أن تكون إستراتيجيتنا متوافقة مع المعايير الدولية». وأضاف أنه «بعد جمع كل البيانات والمعلومات، قمنا بإطلاق واعتماد إستراتيجيتنا التي تم تحكيمها من لجنة من المختصين تشرفنا بالعمل معهم حيث كانوا المرشدين للموظفات والموظفين والكوادر الوطنية الإبداعية التي عملت على صناعة الاستراتيجية».

مسارات وإيرادات

ولفت الوزير إلى أن «العاملين على الإستراتيجية من الموظفين والقيادات، شعروا بأنها نابعة منهم وتعنيهم وتعبر عن القطاع الإعلامي الرسمي»، مشيراً إلى أن «أسلوب العمل كان من خلال عمليات مواءمة دقيقة بين مسارين يسيران معاً في الوقت نفسه، الأول هو الخطط التشغيلية، والثاني المبادرات النوعية والإبداعية».

وفي ما يتعلق بالخطط التشغيلية بين أنه «تم رسم مسارين الأول رفع الإنتاجية والثاني ضبط الجودة. وفي ما يتعلق بالمبادرات، فقد سارت الوزارة في اتجاهات مبنية على الأهداف الإستراتيجية لها».

وعن مسارات الأعوام الثلاثة الماضية، أفاد الوزير بأنه «تم إطلاق 99 نظاماً إلكترونياً لمواكبة وتقدم عمليات التحول الرقمي. وهذه العمليات ساعدت بشكل كبير على تحسين بيئة الأعمال، ما أدى إلى ارتفاع في إيرادات الإعلانات التلفزيونية والإذاعية، كما نجحت مطبعة الحكومة في زيادة إيراداتها بنسبة 65 في المئة وزادت إيرادات الجريدة الرسمية بنسبة 30 في المئة، أما إيرادات رسوم طلبات الترخيص فقد زادت بنسبة 97 في المئة».

خطط تشغيلية

وشدّد المطيري على «الحرص الدائم لأن تسير الخطط التشغيلية بانسيابية من أجل زيادة الإنتاجية إذ تم استحداث أربعة استديوهات تلفزيونية، وإطلاق أربع محطات إذاعية بتكاليف صفرية، مبنية على إبداع الكوادر الوطنية الإبداعية».

وأشار إلى أنه «تم الوصول إلى 4735 تبادلاً إقليمياً في ما يتعلق بصناعة المحتوى كما تمت أرشفة المواد الفلمية والفوتوغرافية منذ عام 1958 حتى وصلنا اليوم إلى 200 ألف مادة مزودة بوصف تفصيلي لها، ما زاد من متابعي المحتوى الإعلامي على شبكات التواصل الاجتماعي بنسبة 34 في المئة».

وحول عمليات ضبط الجودة، قال المطيري «أطلقنا مجموعة من أدلة العمل والأدلة الاسترشادية، من أجل إجراءات أكثر سلامة ومنتج إعلامي أكثر جودة. كما أطلقنا مجموعة من القرارات الوزارية التي تتعلق بتنظيم صناعة المحتوى والخدمات التي تقدمها الوزارة. وكذلك وصلنا اليوم إلى 83 ألف جولة تفتيشية تقوم بها الوزارة».

وذكر أن كل تلك الإجراءات ساعدت على أن تصل نسبة ربح القضايا إلى 83 في المئة، بعد أن كانت 22 في المئة، كثمرة للعمل المحوكم والإبداعي والإعلامي والفني، الذي ساعد الوزارة في الحصول على 40 جائزة محلية وإقليمية.

شفافية وتواصل

وقال إن «مسيرة تقدم الوزارة وتحقيق إنجازاتها كانت وفق رؤية واضحة، وهي تقديم إعلام يليق بمكانة دولة الكويت ودورها الإعلامي البارز إذ تم العمل بجد وتفان لتحقيق هذه الرؤية مستلهمين من التوجيهات السامية للقيادة السياسية في البلاد، باتباع منهج الشفافية والتواصل كأساس لبناء مجتمع واع ومثقف».

وشدّد المطيري على أن «الإنجازات التي حققناها ليست نهاية الطريق، بل هي بداية لمسيرة مليئة بالتحديات والفرص»، مؤكداً مواصلة العمل بكل جد وإخلاص، سعياً لتحقيق الأفضل لبلدنا الحبيب، «فكل إنجاز نحققه هو خطوة نحو تحقيق رؤية (كويت جديدة 2035) ليكون إعلامنا رائداً في صناعة المحتوى الهادف المستدام».

قناة «الأخبار»... الشعب يشارك في الحدث

كشف وزير الإعلام عبدالرحمن المطيري عن الهوية الرسمية للقناة الإخبارية الجديدة، تحت عنوان «الأخبار» التي ستنطلق في 28 يوليو الجاري، مبيناً أنها «ستكون نافذة جديدة في السياسات الإعلامية التي تؤمن بأن الإعلام ملك للشعب يخاطبه ويحاوره ويشركه في صناعة الحدث».

وبين أن «ذلك يتم من خلال تبني منهجية فعالة لإدارة المعرفة، والاستفادة من هذه البيانات وتبسيطها بسردية أعمق، وتحليلات منطقية للحفاظ على دقة وموضوعية الأخبار المتداولة والتحقق من مصادرها. ومن هنا جاءت أهمية إطلاق القناة الإخبارية التي ستقدم نشرات ومواجيز إخبارية على مدار الساعة وبرامج ثقافية وحوارية».

وأعرب الوزير عن الأمل أن «تكون هذه القناة خطوة جديدة في مشهد الإعلام الكويتي، لتعكس الأحداث والمنجزات الوطنية بكل احترافية، حيث ستستخدم أحدث التقنيات في النقل التلفزيوني والتصوير والإخراج، وستعمل من استديوهات مجهزة على أعلى مستوى مستفيدة من الخبرات والطواقم الفنية في وزارة الإعلام».

النقد البناء يساهم في التطوّر

رد المطيري على سؤال حول مساحة الحرية والنقد في القناة الإخبارية الجديدة، فقال «يسعدنا في كل الوسائل الإعلام حضور النقد البناء الذي يساهم بشكل كبير في تطوير أي مؤسسة في أي منظومة. فالنقد يشير لك إلى نقاط مهمة حتى تستثمرها، ويوضح آراء مختلفة لابد أن تكون ملماً بها وتأخذها في عين الاعتبار وتترجمها».

وأضاف أن «قناة الإخبارية ستكون إعلام الدولة الرسمي ملكاً للشعب وهذه توجيهات سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد بأن الإعلام الرسمي ملك للشعب، والقناة الإخبارية ستكون متفاعلة مع وسائل الإعلام وستساهم في توضيح الرأي الآخر والنقد البناء والحرية المسؤولة وتوضيحها بشكل جيد تتسق مع الدستور والقوانين وسياستنا الخارجية».

مبادرات نوعية لصناعة المحتوى

تحدث المطيري عن مبادرات نوعية، مشيراً إلى أن «الوزارة أطلقت (منصة 51) كمقاربة إستراتيجية تراعي المراحل العمرية، والانطلاق في مساحات الإنترنت وتحقيق التحول الرقمي، كما أطلقت مبادرة التطوع المؤسسي التي نجحت في استقطاب 45 دورة قدمت المعارف والخبرات للوزارة».

وأضاف أن «الوزارة أطلقت كذلك مبادرات تطوير الهوية البصرية والسمعية، وفق أعلى المعايير الفنية في التلفزيون والإذاعة والرقمي، وأطلقت أيضاً مبادرة تقييم المحتوى الإعلامي والمذيعين داخل الوزارة، لتطلق بعدها مبادرة تطوير الدراما الكويتية، والخروج بدليل صناعة المحتوى الإعلامي الثقافي والفني، إضافة إلى مبادرة تنظيم الإعلام ومبادرة منصة الإعلان التجاري الإلكتروني».

«تنظيم الإعلام»... حريات مسؤولة

قال الوزير إن «من أهداف وزارة الإعلام تحديث التشريعات والقوانين، فقدمنا مبادرة كانت من وزارة الإعلام، وأنا التزمت فيها في اللجنة التعليمية البرلمانية في مجلس الأمة، وقلت إنني سأقدم مبادرة من وزارة الإعلام، من خلال مشورتي واجتماعاتي المكثفة مع قيادات الوزارة، بأنه لابد أن يكون لدينا مبادرة قانون تنظيم الإعلام، لتساهم بإتاحة مساحة للحريات ولكل الحريات المسؤولة التي تحفظ حقوق الجميع والرأي الآخر وتلتزم بالصورة الحضارية لدولة الكويت».

وأضاف «حضرتم الحلقة النقاشية التي كانت المرحلة الثالثة من المبادرة، والآن نحن في الإجراءات الأخيرة مع الجهات القانونية المعنية، وإذا انتهى القانون فسنعلن عنه قريباً».

الدستور والقوانين... سقف الحريات

تطرّق المطيري إلى الرقابة، قائلاً إن «الرقابة اليوم تتعامل مع جميع النصوص بشكل مختلف، حيث أصدرنا العديد من القرارات في تسهيل الرقابة، والآن نعود للنصوص التي منعت في السابق (ونروح لها) ونعيد مراجعتها والنظر في كيفية إقرارها».

وأضاف «لا أعتقد أن هناك نصاً الآن منع من وزارة الإعلام، ولا أعلم إن كان أحد لديه نص معين منع في الفترة الحالية»، مشيراً إلى أنه «حتى الرقابة الحالية في المجلس الوطني، ألغينا رقابة النص وربطناها برقابة تكون من (البروفة) كي لا نثقل ونحمل شركات الإنتاج تبعات الوقت، فقلنا (نخليها لك رقابة وحدة، تزودنا بالنص باكراً، ونقرأ النص وإذا فيه تعديلات تكون معك ولن نجعلك تتعطل ورقابتنا معاك في البروفة)».

وبين أن «الكثير من التسهيلات والإجراءات الرقابية تعاملنا معها، وإذا كان أي أمر منطقي لا يخالف القوانين والنظم فلا يوجد منع. فلدينا مساحة الحرية موجودة وسقفها محدد بالدستور والقوانين وسياستنا الخارجية، غير ذلك نريد الإبداع الذي يرتبط بسقف الحرية وخيال الكاتب والمبدع حين يقدمه في النصوص».

قنوات القرين وإثراء والعربي على «منصة 51»

أكد المطيري أن الوزارة لم تلغ قنوات القرين وإثراء والعربي، وهي موجودة في «منصة 51»، و«بالذات قناة القرين هي أرشيفية، ولابد من المحافظة عليها ومواكبة التطور الملحوظ، ولابد أن تتواجد في منصة رقمية، فقناة القرين مشاهَدة وترتبط بكل بيت كويتي، فلا بد أن يكون لها جانب حصري في منصة 51».

وأضاف «توجهنا أن نسعى للتطور والأفضل في استخدام التكنولوجيا ونكون متواجدين فيها، فمنصة 51 فيها قنوات القرين وإثراء والعربي، وحتى استخدام القناة في التلفزيون أسهل من ارتباطها في الريسيفر الذي يحتاج إلى فني لضبطها، أما منصة 51 فبمجرد تحميل الموقع تتاح القنوات للجميع»، مردفاً أنه «لم يتم إلغاء أي قناة من قنوات وزارة الإعلام، فقط قناة دراما لأنها انتهى دورها مع منصة 51 التي يوجد فيها كل الأفلام والوثائقيات».

أخبار متعلقة :