رؤية كويتية لتلافي الخلل التقني مُستقبلاً ... الحل بـ «التنوع في التعاقد مع الشركات»

كتب ناصر المحيسن - الكويت في السبت 20 يوليو 2024 10:28 مساءً - شخّص خبيران تقنيان أسباب الخلل التقني الذي تعرضت له خدمات شركة «مايكروسوفت» الأميركية، بسبب تحديث لإحدى برمجيات الأمن السيبراني، وأدى إلى ظهور الشاشة الزرقاء، وما تسببت به من شلل تام في حركة الطيران والبنوك والبورصات والمؤسسات الكبرى في العالم.

Advertisements

وأكد الخبيران لـ«الراي» أن الحل بـ«التنوع في التعاقد مع الشركات، وألا نضع البيض في سلة واحدة، وهذا ما انتبهت له حكومة الكويت منذ فترة، حيث تتجه، ممثلة في الجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات، إلى التعاقد مع أكثر من موفر للخدمات الحوسبة السحابية»، فيما نوّه أحدهما بخبرة ومهارت شركات محلية في هذا المجال.

تنوّع

فقد قال الخبير التقني واستشاري المخاطر وأمن المعلومات المهندس حسين الصفران، إن «الجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات، ساعد الجهات الحكومية بتسريع الدورة المستندية للشراء، من خلال العقد الجماعي مع إحدى الشركات الرائدة لتوفير الخدمات الإلكترونية للجهات الحكومية كافة، فيما يتجه إلى وضع اللمسات الأخيرة للتعاقد مع شركة ثانية، من باب التنوع في توفير هذه الخدمات، وعدم الاعتماد على شركة واحدة وهذا هو الحل الوحيد لتفادي أي أعطال مستقبلية قد تؤثر على توقف الخدمة».

وأوضح الصفران أنه «قبل 5 إلى 10 سنوات، كانت الخدمات الإلكترونية تتم عبر الأنظمة والسيرفرات الخاصة بالجهات الحكومية، والتي تتوجب إنشاء مركز بيانات ثانٍ، أما الآن غالبية الخدمات تؤخذ من (Cloud) وهذا يتطلب وضع خطط ذكية لتفادي أي أعطال في الخدمة».

وأضاف أن «هناك شركات كويتية محلية مرخصة من الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات، تقدم خدماتها الإلكترونية بشكل ممتاز ومعتمد، وهناك تجارب ناجحة لبعض الجهات الحكومية معها، ويمكن التعاقد معها كموفر خدمات بديل».

ورأى أن «شركات كبرى وضعت كل أنظمة حمايتها وخدماتها الإلكترونية في شركة واحدة، وهذا خطأ، بل يجب وضع خطط لاستمرارية العمل والعلاج بالطوارئ، من خلال التنوع في التعاقد مع الشركات حتى وإن كان مستوى الخدمات المقدمة متفاوتاً في جودتها، لكن المهم ألا تتوقف بشكل كامل، كما حدث في خلل الحادث الأمني الأخير»، مؤكداً أن «أسعار الخدمة، سواء أخذت من شركة واحدة أو شركتين، لن تكون بالفارق الكبير، حيث الشركات تسعر بحسب المستخدمين».

وحض الصفران الجهات الحكومية على الالتزام بسياسة «الحوسبة السحابية أولاً» المعمم عليها من قبل هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، «لأن الحادث الأخير نبهنا لإدارة المخاطر الجديدة المرتبطة بالخدمات السحابية ويجب ألا يوقف تبني الحكومة للحوسبة السحابية».

ضرر مالي

من جانبه، قال بروفيسور الكمبيوتر ونظم المعلومات، عضو المجلس التأسيسي لجامعة عبدالله السالم الدكتور أحمد الحنيان لـ«الراي»، إن «تحديث النظام الإلكتروني لإحدى الشركات الأمنية، سبب العطل الذي أصاب دول أميركا وأوروبا، وأدى إلى ظهور الشاشة الزرقاء. والخطر ليس كبيراً كما يشاع وإنما هي ثغرة تم تلافيها، إذ إنه ليس كل الشركات مرتبطة بعقود مع الشركة ذات التحديث».

وأوضح الحنيان أن الشركة تستطيع تلافي الخلل خلال 12 إلى 14 ساعة على أبعد تقدير إما بإزالة التحديث، وإما عمل تحديث جديد، وهذا ليس خطراً كبيراً، رغم أن له ضرراً مالياً على بعض البنوك وشركات البورصة وحركات الطيران التي اضطرت إلى تغيير مواعيد رحلاتها، مؤكداً أن الاقتصاد المعرفي مبني على أنظمة المعلومات.

أخبار متعلقة :