الارشيف / حال الكويت

ولي العهد... جامع الديبلوماسية والأمن والسياسة

ولي العهد... جامع الديبلوماسية والأمن والسياسة

كتب ناصر المحيسن - الكويت في الثلاثاء 11 يونيو 2024 01:28 صباحاً - كونا- تزخر مسيرة سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، بسجل حافل من الإنجازات استمرت نحو أربعة عقود، استطاع خلالها تعزيز مكانة الكويت في المحافل الإقليمية والدولية، ودفع عجلة التنمية فيها.

وتوجت هذه المسيرة بصدور أمر أميري في الأول من يونيو الجاري، بتزكية صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، الشيخ صباح الخالد ولياً للعهد، تلاه في الثاني من يونيو أمر أميري بتعيين سموه ولياً للعهد، وسط ترحيب شعبي ملأ أرجاء البلاد.

«نهنئ أنفسنا»

وقال سمو أمير البلاد خلال استقباله سمو ولي العهد «نهنئ سموكم ونهنئ أنفسنا وشعب الكويت الكريم، بتوليكم منصب ولي العهد، راجين الله تعالى أن يوفقكم ويسدد على دروب الخير خطاكم، لمواصلة النهضة التنموية لوطننا العزيز، وما فيه الخير لأبنائه الأوفياء وصالح البلاد والعباد».

«حافظ العهد»

وألقى سمو ولي العهد كلمة في المناسبة، خاطب فيها سمو أمير البلاد، قائلاً: «أعاهدكم بعزم وثبات، بأن أكون دوماً وافي القسم وحافظ العهد، العضيد المتين والناصح الأمين لسموكم، متفانياً بخدمة وطني أميناً على مصالحه، محافظاً على أمنه واستقراره، راعياً لقيمه وأصالته ووحدته، مجتهداً في رفعته وتقدمه، ملتزماً بتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف ومتمسكاً بثوابتنا الوطنية الراسخة».

محطات بارزة

وشهدت حياة سمو ولي العهد السياسية، محطات بارزة وعلامات فارقة، أسهمت بشكل كبير في رسم ملامح العمل الديبلوماسي الكويتي، وتحديد مسارات التعاطي مع التحديات الكبرى، داخل البلاد وخارجها.

ولد سمو الشيخ صباح الخالد في الكويت عام 1953. وتدرج في مدارسها، ثم حصل على البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة الكويت في عام 1977.

بين الديبلوماسية والسياسة

وبدأت رحلة سموه في المناصب الرسمية في مجال الديبلوماسية والعمل السياسي، حين عين بدرجة ملحق ديبلوماسي في وزارة الخارجية عام 1978، وعمل في قسم الشؤون العربية بالإدارة السياسية في الوزارة حتى عام 1983.

وخلال الفترة بين عامي 1983 و1989، التحق سموه بوفد دولة الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك، ثم عمل سفيراً لدولة الكويت لدى المملكة العربية ومندوباً للبلاد لدى منظمة المؤتمر الإسلامي، خلال الفترة من 1995 إلى 1998، حيث شارك خلالها في اجتماعات المجلس الوزاري لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، وفي الاجتماعات الدورية للمنظمة.

«الأمن الوطني»

وفي عام 1998 صدر مرسوم أميري، بتعيين سموه رئيساً لجهاز الأمن الوطني بدرجة وزير، حيث أمضى سموه 8 سنوات، قبل أن تنطلق مسيرة سموه في العمل الوزاري، عندما عين وزيراً للشؤون الاجتماعية والعمل في يوليو عام 2006، ثم في مارس عام 2007.

وأسهم سموه في تطوير العمل في وزارة الشؤون الاجتماعية، والعمل وتعزيز دور قطاعاتها، لاسيما اعتماد اللائحة الداخلية للقانون الخاص بالرعاية الاجتماعية للمسنين، ليصبح نافذاً على أرض الواقع.

وعين سموه وزيراً للإعلام في مايو 2008 ويناير 2009، حيث وضع لبنات الرؤية الإستراتيجية للإعلام الكويتي وأرسى دعائم الحريات الإعلامية، ورعى المشاريع والأنشطة الثقافية ووضع خطة إستراتيجية لتوحيد الخطاب السياسي والإعلامي، إضافة إلى رعاية الشباب وتحفيزهم في مجال العمل الإعلامي.

الديبلوماسية الوقائية

ومع تسلم الشيخ صباح الخالد حقيبة وزارة الخارجية في عام 2011، شهدت الديبلوماسية الكويتية حقبة جديدة من العمل السياسي المميز، الذي وضع سموه أركانه، ليواكب المستجدات الحاصلة إقليمياً وعربياً وعالمياً.

وعلى مدار 8 أعوام في ذلك المنصب الوزاري، حرص سموه على رفع اسم الكويت عالياً في جميع المحافل، وتصدى للمهام الجسام المنوطة بذلك المنصب، مؤكداً في مناسبات عدة، أن الديبلوماسية الوقائية تشكل ركيزة أساسية في السياسة الخارجية الكويتية، وأن الكويت تؤمن بأن الحوار، هو أفضل وسيلة لحل النزاعات.

مسيرة التعاون الخليجي

وحرص سموه على دعم مسيرة مجلس التعاون الخليجي، حيث أكد في مناسبات عدة أهمية تعزيز مسيرة المجلس وضرورة العمل المشترك بين الدول الأعضاء في جميع الميادين، وصولاً إلى وحدته وتوثيق الصلات وأوجه التعاون القائمة بين شعوبه في مختلف المجالات.

وعلى الصعيد العربي، لطالما أكد سموه خلال مشاركاته في المؤتمرات العربية ولقاءاته مع نظرائه العرب على موقف الكويت الداعي إلى دعم التكامل العربي وتوثيق عرى العلاقات بين الكويت وشقيقاتها والتعاون البناء لحل المشكلات التي تواجه الأمة العربية.

القضية الفلسطينية

وفي ما يخص القضية الفلسطينية، أكد سموه في مناسبات عدة، حرص الكويت على تأكيد موقفها التاريخي والثابت تجاه دعم تلك القضية العادلة وضرورة تنفيذ جميع القرارات الدولية الصادرة بشأنها، حتى ينال الشعب الفلسطيني كل حقوقه المشروعة، في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وانتهج سموه خلال تلك الفترة، موقف الكويت الثابت في علاقاتها مع دول العالم، المستند إلى احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، والتمسك بالشرعية الدولية والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، والدعوة إلى حل وتسوية النزاعات بين الدول عبر الحوار والطرق السلمية، وتحقيق أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.

رئاسة مجلس الأمن

وبعد أن فازت الكويت بعضوية مجلس الأمن الدولي غير الدائمة عامي 2018 و2019، ترأس سموه في 21 فبراير 2018 جلسة المجلس رفيعة المستوى، حول أهداف ومبادئ الأمم المتحدة التي دعت إليها الكويت.

وفي 11 يونيو 2019 ترأس سموه جلسة، اعتمد فيها بالإجماع مشروع قرار كويتي حول الأشخاص المفقودين في النزاعات، في أول قرار من نوعه حول المفقودين والنزاعات المسلحة في مجلس الأمن. وفي 13 يونيو، ترأس سموه جلسة التعاون بين المجلس وجامعة الدول العربية.

4 حكومات

وفي 19 نوفمبر 2019، أصدر أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، أمراً أميرياً، بتعيين الشيخ صباح الخالد رئيساً لمجلس الوزراء، وتكليفه بتشكيل أول حكومة يترأسها.

وفي عهد أمير البلاد الراحل الشيخ نواف الأحمد، طيب الله ثراه، تولى سموه رئاسة مجلس الوزراء 3 مرات، الأولى في 14 ديسمبر 2020 والثانية في الثاني من مارس عام 2021 والأخيرة في 28 ديسمبر عام 2021، حيث شهدت خلالها البلاد عدداً كبيراً من الإنجازات في شتى المجالات.

دفع عجلة التنمية

حرص سمو الشيخ صباح الخالد، خلال رئاسته للحكومات على دفع عملية التنمية من خلال:

- تعزيز الاستثمار في الطاقات الكويتية

- معالجة التركيبة السكانية

- دفع عجلة المشاريع الإسكانية

- الإسراع في ملف التكويت

- ترسيخ مفهوم محاربة الفساد

- الاهتمام بملفي الصحة والتعليم

- تعزيز عملية التحول الرقمي

أكبر عملية إجلاء للمواطنين

بعد أسابيع من ترؤسه أول حكومة، واجه سمو الشيخ صباح الخالد، بتوجيهات من القيادة الحكيمة، التحديات التي رافقت انتشار فيروس «كورونا» المستجد، الذي ضرب العالم أجمع حتى استطاعت الكويت تجاوز تلك المحنة بأقل الخسائر والأضرار، فيما حققت البلاد أعلى النسب العالمية المسجلة في توفير اللقاحات ضد الفيروس.

ونجحت الحكومة في ذلك الوقت في إعادة الآلاف من الكويتيين إلى وطنهم من الخارج عبر أكبر عملية إجلاء للمواطنين.

كما لم تتخل الكويت عن دورها الإنساني ومواصلة جهودها الدولية خلال الجائحة، باعتبارها مركزاً للعمل الإنساني.

أوسمة تقدير للإنجازات

تقديراً لإنجازاته ومسيرة عطاءاته، حصل سمو الشيخ صباح الخالد، على الأوسمة التالية:

- وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى، من خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك فهد بن عبدالعزيز عام 1998.

- وسام النيلين من الطبقة الأولى، من الرئيس السنغالي ماكي سال عام 2015.

- النجمة الكبرى لوسام نجمة القدس، من الرئيس الفلسطيني محمود عباس عام 2018.

Advertisements

قد تقرأ أيضا