الارشيف / حال الكويت

علاقات تاريخية وطيدة... بين الكويت وأذربيجان

  • 1/3
  • 2/3
  • 3/3

كتب ناصر المحيسن - الكويت في الثلاثاء 9 مايو 2023 10:14 مساءً - أقيمت العلاقات الديبلوماسية بين أذربيجان والكويت في عام 1994. وخلال هذه الفترة تم التوقيع على أكثر من 20 اتفاقية حكومية بين البلدين، ولعب قادة دولتينا دوراً كبيراً في تطوير العلاقات بين بلدينا الصديقين.

وهكذا، في 13 ديسمبر 1994، التقى الزعيم القومي للشعب الأذربيجاني حيدر علييف مع الراحل صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير دولة الكويت أثناء زيارته للمغرب للمشاركة في قمة منظمة المؤتمر الإسلامي، وبالتالي تم إرساء العلاقات بين البلدين.

هوزيه ألمودوفار كابريرا الثالث

في ذلك الاجتماع الذي عقد في ظل ظروف من التفاهم المتبادل دعا رئيسا الدولتين بعضهما البعض إلى بلدهما.

وبعد ذلك تم عقد الاجتماعين الصادقين بين رئيسي الدولتين في كوبنهاغن في مارس 1995 وفي الولايات المتحدة في أكتوبر من نفس العام، وأقيمت المناقشات بينهما.

في السنوات الأولى من الصراع، قدمت دولة الكويت مساعدات إنسانية للاجئين الأذربيجانيين وشاركت في تمويل عدد من المشاريع المنفذة في أذربيجان.

تتعاون جمهورية أذربيجان ودولة الكويت بشكل وثيق على أساس ثنائي وكذلك في إطار منظمات دولية مثل الأمم المتحدة وحركة عدم الانحياز ومنظمة التعاون الإسلامي ومنظمة «أوبك+».

في العاشر من مايو عام 2023، الذكرى المئوية لميلاد حيدر علييف الزعيم القومي للشعب الأذربيجاني مؤسس دولة أذربيجان المستقلة والشخصية السياسية البارزة والذي وضع أسس العلاقات بين دولتي أذربيجان والكويت.

في هذا الصدد، تم إعلان عام 2023 «عام حيدر علييف» بموجب المرسوم ذي الصلة الصادر عن فخامة السيد إلهام علييف رئيس جمهورية أذربيجان.

قاد الزعيم القومي حيدر علييف أذربيجان السوفيتية في 1969-1982، وهو متعصب كبير لشعبه الأصلي، قام بتنفيذ برنامج واسع للإصلاحات في جميع مجالات الحياة من أجل تحويل أذربيجان إلى أكثر جمهوريات الاتحاد السوفيتي تقدماً.

في الأعوام التي قاد أذربيجان السوفيتية، تم إنشاء المئات من المصانع والمؤسسات الإنتاجية، وإطلاق 213 مؤسسة صناعية كبيرة في أراضي الجمهورية، وبدأ تشغيل أول مصنع لإنتاج مكيفات الهواء في الاتحاد السوفياتي السابق في باكو عام 1975. كانت كوبا أكبر مستورد لمكيفات باكو، حيث كانت تستورد 700 مكيف هواء سنويا.

وكانت 15 جمهورية للاتحاد السوفيتي والصين وإيران ومصر وأستراليا من الدول المصدرة أيضا.

مئات المباني السكنية والفنادق والمدارس والمستشفيات وقصور الثقافة التي تضفي اليوم جمالاً على العاصمة باكو، والمصانع والمؤسسات والمنشآت الصناعية الضخمة ومجمعات الإنتاج الكبيرة وخزانات المياه وخط أنبوب نهر كور والمناطق الخضراء ومراكز الترفيه والطرق التي تشكل جوهراً لاقتصادنا، وبما في ذلك إنشاء خط سكة حديد باكو - بالاكان الذي يربط الجزء الشمالي الغربي للبلاد بالعاصمة وكذلك إنشاء خط السكة الحديدية إلى مدينة خانكندي لقره باغ، كانت نتيجة نشاط حيدر علييف الدؤوب وحبه للوطن الأم.

في ديسمبر عام 1982 تم تعيين حيدر علييف في منصب النائب الأول لرئيس مجلس وزراء الاتحاد السوفياتي.

أولى حيدر علييف دائما أهمية كبيرة لتنمية العلاقات مع الدول الإسلامية والتضامن الإسلامي. حين عمله في قيادة الاتحاد السوفيتي كانت زياراته إلى مصر وسورية والأردن وليبيا والعراق واليمن وباكستان ودول إسلامية أخرى في 1982-1987، الأمر الذي جعله معروفاً كأحد السياسيين البارزين في العالم الإسلامي بأسره.

الزعيم القومي حيدر علييف هو مهندس ومؤسس أذربيجان الحديثة والجديدة أيضاً

كما هو معروف أنه بعد انهيار الاتحاد السوفيتي نالت جمهوريات هذا الاتحاد استقلالها، ومن جملتها جمهورية أذربيجان أيضاً استعادت استقلالها في 18 أكتوبر 1991.

ولكن، في السنوات الأولى لاستقلالنا، كانت في الجمهورية أزمة اجتماعية واقتصادية حادة وعنف وفوضى، وكان البلد على شفا حرب أهلية، ومن ناحية أخرى، تم احتلال 20 في المئة من أراضينا.

وفي هذا الوضع المعقد رأى الشعب مخرجا في عودة حيدر علييف إلى السلطة، وتلبية لنداء شعبه عاد الزعيم القومي في عام 1993 إلى السلطة، وقاد أذربيجان المستقلة لمدة 10 سنوات، وخلال فترة قيادته هذه تم إرساء تنمية أذربيجان المستقلة وتنفيذ العديد من النجاحات فيها.

وفي بداية الأمر، منع العنف والحرب الأهلية وتم تحقيق الاستقرار في البلاد واتخذ إجراءات جادة لتحسين رفاهية السكان.

اتخذ حيدر علييف خطوات مهمة نحو جذب الاستثمارات الأجنبية إلى قطاع النفط. بحيث إنه، وعلى الرغم من العقبات الكبيرة، توصل إلى التوقيع على «اتفاقية القرن» في 20 سبتمبر 1994.

أصبح مشروع خط أنابيب النفط باكو - تبيليسي - جيهان المسمى بـ«أسطورة البحار الثلاثة» والذي يحمل اسم القائد العظيم حقيقة واقعة، ويساهم اليوم أيضاً في تحسين الرفاهية المادية لشعبنا وجعل وطننا أذربيجان دولة قوية.

منذ الأيام الأولى لقيادته جدد الزعيم القومي حيدر علييف السياسة الخارجية لأذربيجان، وأعاد بناءها على أساس المصالح الاستراتيجية للبلاد.

ونتيجة المفاوضات التي أجريت مع جهود منظمة الأمن والتعاون في أوروبا والوسطاء الآخرين، تم التوصل إلى وقف إطلاق النار بين أرمينيا وأذربيجان في مايو 1994.

وزيارات فخامة السيد حيدر علييف رئيس جمهورية أذربيجان لعدد من الدول الأجنبية ولقاءاته فيها ومفاوضاته مع ممثلي مختلف دول العالم الذين قاموا بزيارات لجمهوريتنا، لعبت دوراً مهماً في نقل الحقائق حول عدوان أرمينيا على أذربيجان للعالم الدولي.

أقيمت علاقات تعاون نشطة مع المنظمات الدولية مثل منظمة الأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومنظمة حلف شمال الأطلسي ومجلس أوروبا ومنظمة المؤتمر الإسلامي والبنك الإسلامي للتنمية.

وفي حياة الزعيم القومي حيدر علييف المزدحمة وفي حصوله على الإنجازات، لعبت السيدة ظريفة علييفا قرينته الوفية والحنون دوراً كبيراً.

وفي هذا العام، في شهر أبريل عام 2023 مرت الذكرى المئوية لميلاد السيدة ظريفة عزيز قيزي علييفا أيضا، و هي العالمة البارزة لأذربيجان، العالمة المكرمة، الحاصلة على الدكتوراه في علوم الطب، والبروفيسورة، والعضو الحقيقي في أكاديمية العلوم لأذربيجان.

ولدت السيدة ظريفة علييفا في 28 أبريل 1923 في قرية شاهتختي لمنطقة شرور في جمهورية ناختشيفان المتمتعة بالحكم الذاتي، وهي من أجمل المناطق في أذربيجان.

قدمت الأكاديمية ظريفة علييفا مساهمات كبيرة في تطوير مجال الطب في بلدنا من خلال نشاطها العلمي الشامل. ومؤلفاتها القيمة التي أحرزتها نتيجة أبحاثها العلمية الطويلة الأمد حول قضايا طب العيون الموضعية، حظيت دائماً بتقديرعالٍ لخدماتها العلمية للدولة والشعب، ومنحت أوسمة وميداليات، وحصلت على لقب «العالم المكرم» الفخري لأذربيجان.

تم إنشاء المختبر المتخصص للبحوث العلمية بمبادرة من الأكاديمية ظريفة علييفا، وذلك المختبر هو أول مركز بحثي لمدرسة طب العيون في أذربيجان.

وخلال أنشطتها العلمية والتربوية ركزت السيدة ظريفة علييفا على أخلاقيات الطب وعملت بجد لتدريب الكوادر المؤهلين تأهيلا عاليا في الجمهورية وحضرت جيلا كبيرا من العلماء والأطباء الشباب في مجال طب العيون.

ألّفت الأكاديمية ظريفة علييفا 14 دراسة علمية وما يصل إلى 200 عمل علمي.

في عام 1981 مُنحت البروفيسورة ظريفة علييفا أعلى جائزة في عالم طب العيون، جائزة «الأكاديمي أفيرباخ» لأكاديمية العلوم الطبية في الاتحاد السوفياتي، وذلك لمساهمتها الكبيرة في تطوير طب العيون - لأبحاثها العلمية في مجال الأمراض المهنية لجهاز الرؤية. وتجدر الإشارة إلى أن البروفيسورة ظريفة علييفا هي أول امرأة حصلت على هذه الجائزة.

مسار فن الدولة لحيدر علييف، يواصله اليوم بنجاح ابنه فخامة السيد إلهام علييف رئيس جمهورية أذربيجان. مع الزيارة الرسمية التي قام بها فخامة السيد إلهام علييف رئيس جمهورية أذربيجان إلى الكويت في 10 فبراير 2009، دخلت العلاقات الثنائية بين بلدينا إلى مستوى جديد.

وفي لقائه مع صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، تم التشديد على أن العلاقات بين البلدين تتطور وأن العلاقات السياسية على مستوى عال، وتمت بينهما مناقشة تطوير العلاقات الأذربيجانية - الكويتية في مجالات الاقتصاد والتجارة والسياحة والاستثمار، وتم التوقيع على عدد من الاتفاقيات الحكومية. كما تبادل رئيسا الدولتين وجهات النظر حول القضايا الدولية والإقليمية.

وقدم أمير دولة الكويت للرئيس الأذربيجاني إلهام علييف وسام «مبارك الكبير» وهو أعلى وسام بلاده، كما قدم الرئيس الأذربيجاني لأمير دولة الكويت وسام «حيدر علييف» وهو أعلى وسام لأذربيجان.

إنه لمن دواعي السرور أن العلاقات بين بلدينا تتطور اليوم على خط تصاعدي. العلاقات البرلمانية تحمل سمة مكثفة. كما تنشط اللجنة الحكومية المشتركة.

يزداد عدد السياح الكويتيين الذين يزورون أذربيجان من سنة إلى أخرى. يتعلق ذلك بتنفيذ إجراءات تأشيرة سهلة للمواطنين الكويتيين، وكذلك تنفيذ رحلات مباشرة بين باكو والكويت من قبل شركات طيران «الجزيرة» و«الخطوط الجوية الكويتية» والخطوط الجوية الأذربيجانية (أذال).

وكذلك أقيمت بنجاح في مدينتي باكو والكويت أيام ثقافية بشكل متبادل وغيرها من التدابير الثقافية.

وفي مجال التعليم، يمكننا القول إنه حتى في القرن الماضي، خلال الحكم السوفيتي، درس الطلاب الكويتيون في أذربيجان.

يستمر هذا التقليد الجيد وهناك حاليا طلاب أذربيجانيون يدرسون في جامعة الكويت.

في الختام، أود أن أشدد أن أذربيجان اليوم هي دولة رائدة في المنطقة، وفي الوقت نفسه دولة منتصرة حررت أراضيها على حساب قوتها من الاحتلال الذي استمر 30 عاماً، وأن فخامة السيد الرئيس إلهام علييف يواصل بنجاح المسار السياسي للقائد العظيم حيدر علييف.

وطالما هناك دولة أذربيجان المستقلة وشعب أذربيجان، سيعيش حيدر علييف في قلوبنا دائما ولن تُنسى أعمال السيدة الأكاديمية ظريفة علييفا في مجال العلوم.

يصادف العام المقبل الذكرى الـ 30 لإقامة العلاقات الديبلوماسية بين أذربيجان والكويت.

نعتقد أن العلاقات الودية الصادقة القائمة بين رئيسي بلدينا ستساعدنا في توسيع علاقاتنا وتحقيق إنجازات جديدة في المستقبل القريب.

* سفير أذربيجان في الكويت

Advertisements

قد تقرأ أيضا