كتب ناصر المحيسن - الكويت في الأربعاء 5 أبريل 2023 04:06 مساءً - ناشد رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم سمو الأمير وسمو ولي العهد بالتدخل الفوري لوقف «العبث الذي يمارسه سمو رئيس مجلس الوزراء».
وأضاف الغانم في مؤتمر صحافي مشترك مع النائب أحمد الشحومي والنائب عبيد الوسمي أن الوضع السيئ الذي تعيشه البلد حاليا من تعطل مصالح الناس والفوضى العارمة وتوقف عجلة التشريع والرقابة لمدة طويلة جدا والشلل التام في كل مناحي الحياة لا يخفى على أحد، «وبعد استنفاد كافة السبل والمحاولات للتعامل مع الأمور بحكمة وتعقل دون فائدة للأسف فأصبح لابد لنا من كلمة للأمة».
وزاد الغانم «ذكرنا في أول مؤتمر صحافي لنا بعد حكم المحكمة الدستورية بأنه لا رغبة لنا في استمرار هذا المجلس وطلبنا العودة إلى الأمة مصدر السلطات جميعا لكن وفق إجراءات دستورية سليمة حتى نحصن المجلس القادم»، مضيفا «سمو رئيس مجلس الوزراء أنت لست اختيارنا بل اختيار سمو أمير البلاد وواجبنا الشرعي والدستوري والقانوني احترام هذا الاختيار ونحن لسنا اختيارك بل أعضاء مجلس الأمة منتخبين من قبل الشعب الكويتي في انتخابات حرة نزيهة لم يثر عليها حتى لغط مثلما حدث في انتخابات المجلس المبطل».
وشدد الغانم على أن القضاء مستقل وفقا للدستور الذي اقسمنا على احترامه وهذا الدستور هو الذي ينظم العلاقة بين جميع السلطات.. وحكم المحكمة الدستورية ملزم للكافة بلا استثناء فإما انك ياسمو رئيس الوزراء تحترم هذا الحكم الصادر باسم سمو الأمير أو لا تحترمه؟!
وأضاف الغانم «سمو رئيس الوزراء إذا تحترم حكم الدستورية فالأمر سهل، وهناك خارطة طريق للخروج من هذا المأزق وعنق الزجاجة التي نعيشها حاليا عليك تطبيقها، أما إذا كنت لا تحترم هذا الحكم اطلع للعلن وقل إن هذا الحكم لم يعجبني ولا يتماشى مع مزاجي ولا أريده، قل ذلك حتى ترى ردة الفعل ماذا ستكون.. سمو رئيس الوزراء.. أنت المسؤول الأول والوحيد عن الوضع الحالي وأنت المسؤول عن الأضرار التي يتعرض لها المواطن الكويتي.. وأنت المسؤول عن حالة الشلل الدستوري والقانوني والإداري والاقتصادي ونحن لسنا شياطين خرس، لذلك لا بد لنا من كلمة».
وأوضح الغانم «قبل حل المجلس في أغسطس الماضي تشرفت بزيارة سمو رئيس مجلس الوزراء لي في منزلي وكنت صادقا في نصيحتي له وقلت له إن رغبة سمو الأمير والرغبة السامية في حل المجلس ليس لها إلا السمع والطاعة لكن اتخاذ الإجراءات القانونية أو الدستورية السليمة هي مسؤوليتك كرئيس السلطة التنفيذية».
وشدد الغانم «حذرت سمو رئيس الوزراء حينها وقلت له بكل وضوح لا تقسم حكومتك وتحل المجلس مباشرة لأن من يفقه أبجديات الدستور والقوانين يعلم تماما أن الخلاف وعدم التعاون بين المجلس والحكومة يزول أثره بمجرد تكليف رئيس وزراء جديد وأنا مستعد للتعاون لتنفيذ الخطوات السليمة».
واسترسل الغانم «في يوم الثاني من أغسطس ذهب سمو رئيس الوزراء ليقسم أمام سمو أمير البلاد في قصر اليمامة وبعدها خرج إلى قصر السيف والمسافة بينهما عشر دقائق.. والسؤال الذي يطرح نفسه متى حدث الخلاف بين السلطتين الذي ذكرته في مرسوم الحل؟ سمو رئيس الوزراء.. نحن معك نريد الحل، لكن الحل بطريقة سليمة خاصة أن الخلافات تأتي بسهولة ولا تحتاج إلى خبير دستوري أو إلى فقيه.. لكنك حليت المجلس وتسببت في إبطال مجلس 2022 رغم إني حذرتك».
وأكمل الغانم «الوضع في البلد لا يسمح لكائن من كان أن يسكت بل سنقول كل شيء ولن تفيدك الحسابات الوهمية والأدوات التي يشتريها موظفوك لمهاجمة كل من ينتقدك وسنقول كلمة الحق.. أنت بالنسبة لي ولكثير من نواب الأمة متعمد في ذلك حتى تخرج الكويتيين ينتخبوا مجلساً وتبطله بعد ذلك وهناك مؤشرات.. أم أنك غير متعمد؟ هناك كثير من المعلومات إن صحت أنك كنت تقول أمام الوزراء أن هذا المجلس سيبطل.. نحن ممكن أن نقول ذلك بناء على قراءة دستورية لأننا لسنا أصحاب القرار إنما لا يجوز لك ذلك لأنك صاحب الإجراءات التي يفترض أن تكون سليمة وهي مسؤوليتك انت وحيدا دون غيرك».
وزاد الغانم «سمو رئيس الوزراء لماذا شليت مجلس 2022.. ولماذا لم تشكل الحكومة قبل حكم المحكمة.. ولماذا لم تسر بالأمور قبل الحكم.. ولماذا انتظرت إلى تاريخ 19 مارس؟! إذا كنت غير قادر على اتخاذ الاجراءات الصحيحة فكيف تدير البلد ؟ وكيف تستأمن على مصالح الناس؟ وجودك في منصبك كل يوم خطر على البلد وعلى كل كويتي وكويتية».
واضاف الغانم «سمو رئيس الوزراء.. أنت لا تشعر ماذا يحدث للناس.. دخلنا شهر أبريل وستتعطل الميزانية فهل تعلم ما معنى ذلك.. معناه لا توظيف ولا بعثات ولا علاج جديد بالخارج لأنه إذا لم يتم الانتهاء من الميزانيات ستسير الدولة على الميزانية القديمة سمو رئيس الوزراء.. إذا لم تكن محتاجا للتوظيف والعلاج والبعثات فالناس محتاجة.. وإذا لم تشعر فالناس تشعر وتتألم.. حاولنا إيصالها لك في الغرف المغلقة وأنت لا تريد، فما لنا إلا العلن ومن الواجب علينا إبراء ذمتنا».